في واحةِ المولد

نشر بتاريخ: الجمعة، 02 أيلول/سبتمبر 2016 كتب بواسطة: الشاعر طلال الشوّاف

 

رسولَ الله مدحي لا يطيبُ        إذا ما رُمت غيرَك يا حبيبُ
فمدحُ سِواك تنميقُ القوافي        وصَفُّ الحرفِ والنظم الرتيبُ
ومدحُك يا رسول الله دِينٌ        وفي حقِّ الأديبِ له وجوبُ
ويَعجزُ عن ثَراكَ بديعُ شِعري        فكيف مَداك والأفُقُ الرحيبُ
فهذا نبضُ قلبي لهفُ روحي        وشوقي والمحبةُ والوَجيبُ
تحلِّق في سماك سحابَ حبٍ        وتهطِل فوق أوراقي تذوبُ

    ***   
أبا الزهراء أزهرَ كلُّ قفرٍ        لذكرك وارتوى منك الجديبُ
أبا الزهراء يا نوراً تلالا        فلا ليلٌ تتيه به القلوبُ
ربيعك حيث حلَّ له ربيعٌ        وذِكرك يا رسول الله طِيبُ
    ***   
غداةَ الكونُ في أمرٍ مَريجٍ        ويَسألُ ليس يدري من يجيبُ
فما حالُ السماءِ اليومَ حالٌ        وشأنُ الأرضِ مختلفٌ عجيبُ
وأشرقَ من جوارِ البيتٍ نورٌ        فمنه الشمسُ تَخجلُ تستَغيبُ
وغنَّت كلُّ شاديةٍ ببشرى         محمدُ قد أتى .. وُلِدَ الحبيبُ
محمد قد أتى يا كونُ فاسعدْ        ويا أرضُ افرحي زالَ النحيبُ
ويا كفرُ انتحِبْ ما شئتَ حُزناً        وشُدَّ الرحلَ قد آن المغيبُ
فلا إيوانُ كسرى فيه عِزٌ        ولا نارُ المجوسِ لها لهيبُ
وقيصرُ يا بلادَ الشامِ ماضٍ         ففي اليرموكِ مَوعدُه القريبُ
وطَيبةُ قد غدت للدينِ داراً        فما لبني يهودَ بها نَصيبُ
وأرضُ العُربِ بالتوحيدِ تسمو        ومثوى اللاتِ والعُزَّى القَلِيبُ
    ***   
أما كُنا على الرمضاءِ نحيا        جُفاةَ القلبِ تأكُلُنا الحروبُ
تَعَجَّبُ من جَهالتنا البرايا        وتأنَفُ من معايِبِنا العُيوبُ
نَهيمُ على دروبٍ مُظلِماتٍ        ولا ندري بما تخفي الغُيوبُ
فَحفَّتنا من الرحمن نُعمى        ومن جناتِه هبَّت طُيوبُ
رسولُ الله أشرقَ في دجانا        وفاضَ النورُ والحُسن المَهِيبُ
فبدَّلَ حالِكَ الظلماتِ نوراً        وأحيا أمةً كادتْ تَذوبُ
وأذْكى جَذْوةً في كلِّ قلبٍ        أنارتْ خافِقَيهِ فما يَخيبُ
وأوْقظَ هِمةً هبَّتْ فأهوَتْ         إلى أحضانِها الدنيا تَؤوبُ
بنهجٍ لو جَعلناهُ سبيلاً        ونادَيْنا الجبالَ لَتَستجيبُ
فخَلْفَ محمدٍ إما مَشِينا         تعود القدسُ والوطنُ السليبُ
ونرجِع للشآم بكل عزٍ        ويُطوَى ليلُه المرُّ الكئيبُ
وإمَّا عن رسولِ الله حِدْنا        سَتَسْبِقنا إلى الجُلَّى الشعوبُ
سَنهوي بعد رِفعتنا غُثاءً        تُمزِقنا الأظافرُ والنيوبُ
فَعِزُّ الدينِ والدنيا اتِّباعٌ        وتركُ السنةِ الغراءِ حوبُ
ومَن تَبِعَ النبيَّ ازدادَ تقوى        ومَن جافاه تُرهقه الكُروبُ
فإنَّا بالتُّقى نَسمُو ونرقى        وتُهلكنا المعاصي والذنوبُ

 

الزيارات: 2049