أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا

نشر بتاريخ: السبت، 02 حزيران/يونيو 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

ابن فارس
(329/941 -395 /1004)
إمام في اللغة العربية وآدابها، صاحب الرسائل الأنيقة والمسائل اللغوية، والأشعار الحسنة والمؤلفات البديعة،
أصله من قزوين وقيل من رستاق الزهراء، وكانت قزوين بعد فتحها وانتشار الإسلام في ربوعها قد اكتسبت شهرة كبيرة في علم الحديث واللغة العربيّة، وبرز فيها عدد كبير من المحدثين والعلماء، ونشأ ابن فارس بهمذان،


أخذ العلم بهمذان عن عبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن حميد، وأبي الحسن علي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، وروى عنه ابن فارس كتابَيْ أبي عبيد: (غريب الحديث)، ومصنف (الغريب)، وأخذ عن ابراهيم بن علي بن إبراهيم المشهور بابن فخر بقزوين، و رحل إلى زنجان فأخذ عن أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب.

واستدعاه البويهيّون إلى الريّ، فكان أكثر مقامه بها، واتصل في بلاط البويهيين بابن العميد.
نحا نحو الكوفيين، وكان شافعي المذهب، ثم قلّد الإمام مالك بن أنس بالريّ.
له كتب بديعة ورسائل مفيدة وأشعار مليحة، وتلامذة كثيرة، وذكرت (المعرفة) له ستّة وأربعين كتاباً، ومن مؤلّفاته القيّمة: كتاب (جامع التأويل في تفسير القرآن) أربع مجلدات، و(سيرة النبي) و(فقه اللغات) ومعجم (مقاييس اللغة) الذي لم يصنّف مثله، و(الحماسة المحدثة) و(حلية الفقهاء) و(المجمل في اللغة) وهو معجم مختصر مرتب على أحرف العربيّة، و(متخيّر الألفاظ) و(غريب إعراب القرآن) و(تفسير أسماء النبي صلى الله عليه وسلّم) و(أخلاق النبي صلى الله عليه وسلّم) و(دارات العرب) و(الصاحبي) في فقه اللغة، نسبة للصاحب بن عبّاد، و(الإتباع والمزاوجة)
تتلمذ عليه بالري أبو طالب بن فخر الدَّولة البويهي، والصاحب إسماعيل بن عبَّاد وزير فخر الدولة بن بويه، وحمزة بن يوسف السهمي الجرجاني، والقاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، وأبو منصور بن المحتسب، وأبو ذر الهروي، والقاضي أبو زرعة روح بن محمد الرازي، وأبو العباس الغضبان، والقاضي أبو عبدالله الديباجي، واقتبس الحريري أسلوبه في المقامات وعليه اشتغل بديع الزمان صاحب المقامات.
وهو شاعر مجيد، يحسن نقد الشعر، ينمّ شعره عن ظرف، ورقّة، وحُسن تأتٍّ.
ومن جيّد شعره قصيدة يتبرّم فيها بَهَمَذَانَ والعيشَ فيها؛ فيرسم حياته فيها على هذا النحو البديع، فيقول:
سَقَى هَمَذَانَ الغَيْثُ لَسْتُ بِقَائِلٍ
        سِوَى ذَا, وَفِي الأَحْشَاءِ نَارٌ تَضَرَّمُ
وَمَالِيَ لاَ أُصْفِي الدُّعَاءَ لبَلْدَةٍ
        أَفَدْتُ بِهَا نِسْيَانَ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ

نَسِيْتُ الَّذِي أَحْسَنْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِي
        مَدِيْنٌ وَمَا فِي جَوْفِ بَيْتِي دِرْهَمُ

أثنى عليه الثعالبي فقال: كان من أعيان العلم بهمذان، ومن أفراد الدهر، يجمع إتقان العلماء وظرف الكتاب والشعراء، كان من أكابر أئمة اللغة، بل هو إمام في علوم شتى”.
توفي بالري دفن مقابل مشهد القاضي الجرجاني.
______________________________________________________________
(1) يتيمة الدهر ج 3 ص 463 عبد الملك الثعالبي. (2) معجم المؤلفين ج 2 ص 40 عمر رضا كحالة. (3) إنباه الرواة في أنباء النحاة ج 1 ص 127 علي بن يوسف القفطي. (4) طبقات المفسرين ص 16 جلال الدين السيوطي. (5) شذرات الذهب ج 3 ص 132 عبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (6) صحيفة الاتحاد 15 اكتوبر 2010 ابن فارس.. إمام العربية ورائد فن المقامات لعمرو أبو الفضل. (7) سنّي [ون لاين العلاّمة أحمد بن فارس اللغوي.

الزيارات: 1197