أبوعبد الله الحارث بن أسد المحاسبي البغدادي

نشر بتاريخ: الخميس، 06 أيلول/سبتمبر 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(    /    ـ 243/857)
من أعلام التصوّف، زاهد ناطق بالحكمة، متكلّم في العبادة والزهد في الدنيا والمواعظ، في الطبقة الأولى، من أصحاب الشافعي، سمي المحاسبي لكثرة محاسبته نفسه، صاحب الطريقة المحاسبيّة التي تقوم على تجريد التوحيد بصحّة المعاملة الظاهرة والباطنة والرضى، ومن علماء مشايخ القوم بعلوم الظاهر وعلوم المعاملات والإشارات، وهوأستاذ أكثر البغداديين وهومن أهل البصرة كان إماماً

في الفقه والتصوّف والحديث والكلام، وإسناد الحديث، من الزهاد المتكلمين على العبادة والزهد في الدنيا والمواعظ، وكان فقيها متكلما مقدّما كتب الحديث، ومعرفة مذاهب النسّاك، وصفه صاحب الحلية بأنّه: كان لألوان الحق مشاهدا ومراقبا، ولآثار الرسول عليه السلام مساعدا ومصاحباً، تصانيفه مدونة مسطورة، وأقواله مبوبة مشهورة، وأحواله مصححة مذكورة، وكان في علم الأصول راسخا وراجحا، وعن الخوض في الفضول جافيا وجانحا، وللمخالفين الزائغين قامعا وناطحا، وللمريدين والمنيبين قابلا وناصحا، وقيل إن فعل ذوي العقول الأخذ بالأصول والترك للمفضول واختيار ما اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم، ويروى عنه قوله: أصل الطاعة الورع، وأصل الورع التقوى، وأصل التقوى محاسبة النفس، وأصل محاسبة النفس الخوف والرجاء، وأصل الخوف والرجاء معرفة الوعد والوعيد، ومعرفة أصل معرفة الوعد والوعيد عظم الجزاء، وأصل ذلك الفكرة والعبرة، وأصدق بيت قالته العرب قول حسان بن ثابت حيث يقول:
ما حملت من ناقة فوق رحلها        أعف وأوفى ذمة من محمد
ألّف كتاب: (أسماء المصنفين من الزهاد والمتصوفة وذكر ما صنفوه من الكتب) قال الخطيب: له كتب كثيرة في الزهد وأصول الديانة والرد على المعتزلة ومن كتبه (التفكّر والاعتبار) و(الرعاية لحقوق الله) و(رسالة المسترشدين) و(كتاب التوهّم) وغيرها،
قال الذهبي في ترجمته من "الميزان": " صدوق في نفسه ، وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه.
وقال الحافظ سعيد بن عمرو البردعى : شهدت أبا زرعة - وقد سئل عن الحارث المحاسبى وكتبه - فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر ، فإنك تجد فيه ما يغنيك .
 وكان أحمد بن حنبل يكره لحارث نظره في الكلام، وتصانيفه الكتب فيه، ويصد الناس عنه. "
وخلص الشيخ محمد صالح المنجّد إلى نتيجة مفادها: أنه قد تاب في آخر عمره ، وصلح حاله، كما سبق في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأن بعض المصنفين في الأخبار ذكر توتبه ورجوعه ؛
وأن طالب العلم ، وصاحب السنة ، لن يعدم في تلك الكتب منفعة وخيرا ، متى ما تنبه إلى ما فيها من المآخذ ، وانتفع بما فيها من الفوائد ؛ خاصة رسالته النافعة " رسالة المسترشدين " التي حققها وعلق عليها تعليقات نافعة : الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ، رحمه الله .
توفي ببغداد.
___________________________________________________________________ (1) طبقات الشافعيّة ج 1 ص 26 جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي. (2) الفهرست ص 184 ابن النديم. (3) سير أعلام النبلاء ج 12 ص 110 شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي. (3) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج 10 ص 73 أبونعيم الأصبهاني. (4) نبذة مختصرة عن الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله، محمد صالح المنجّد.

الزيارات: 1299