أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج القرطبي الخزرجي

نشر بتاريخ: الأربعاء، 08 أيار 2019 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين


(600/671 - 1204/1273)
إمام، مفسر، صاحب تفسير جامع أحكام القرآن، أحد أهم كتب التفاسير التي عنيت بأحكام القرآن الكريم.
ولد بقرطبة أعرق مدن الأندلس ثقافة وعلما، ونشأ بها، وعاصر بداية حوادث سقوطها، وقتل العدو أباه في قرطبة، وخرج في طلبه فارسان وهو في فضاء من الأرض فأعمى الله بصرهما عنه، ونجّاه من العدو.
سمع من الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي صاحب (المفهم في شرح مسلم) بعض هذا الشرح، وحدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن حفص اليحصبي،

وعن الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد البكري وغيرهما، وتأثّر في تفسيره بالإمام ابن عطيّة، واتبع منهجه في تفسير آيات الله، ونقل عنه نصوصاً وأقوالاً كثيرة في  تفسيره الجامع لأحكام القرآن وكتابيه (التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة) و(التذكار في أفضل الأذكار).
ولمّا تألّبت دول الكفر على أهل الأندلس من كلّ جانب، وكثرت بين أهلها الفتن والكوارث، ووقعت مدينته بيد الإسبان المسيحيين سنة 633هـ الموافق يونية سنة 1236م، هاجر إلى المشرق، وأقام بمصر، وعاصر فيها فترة من عمر الدولتين الأيوبية والمملوكيّة.
وقال أحمد بن محمد المقري في (نفح الطيب): إنّ القرطبي من العلماء الذين رحلوا إلى المشرق، حيث اتجهت عزيمته إلى الإقامة بمصر، واستقرّ بإحدى مدنها الهامّة، وهي منية بني الخصيب التي توفي بها سنة 671هـ.
ولم يعثر المؤرّخون على تاريخ رحلته، وخطّ سيره، والوسيلة التي أقلّته إلى المشرق، والبلاد التي أقام بها أثناء سفره، والعلماء الذين قابلهم واستفاد منهم، واستفادوا منه، ومتى وفد إلى مصر، ومع من وفد.
وفي تاريخ الكتبي في حقه ما نصه: كان شيخا فاضلا وله تصانيف مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور علمه وكان متقنا متبحرا في العلم.
وكان إماما عالما من الغواصين على معاني الحديث، حسن التصنيف جيد النقل، وقال الحافظ عبد الكريم في حقه: كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا، المشتغلين بما يعنيهم من أمور الآخرة فيما بين توجه وعبادة وتصنيف،
وقال الذهبي رحل وكتب وسمع وكان يقظا فهما حسن الحفظ، مليح النظم، حسن المذاكرة، ثقة، حافظاً.
صنف كتابا كبيراً في التفسير هو (جامع أحكام القرأن والمبيّن لما تضمن من السنة وأي الفرقان) الحاكي مذاهب السلف كلها في خمسة عشر مجلداً، اختصره ابن الملقن المتوفى سنة 804/1402، و(شرح التقصي) و (التذكرة بأمور الآخرة)  في مجلدين و(الأسني في شرح أسماء الله الحسنى) مجلدين، و(التقريب لكتاب التمهيد) و(شرح أسماء الله الحسنى).
توفي بمنية بني الخصيب في 9 شوال 671هـ من صعيد مصر ودفن بها.
المراجع:
(1) معجم المؤلفين ج 8 ص 239 عمر رضا كحالة. (2) شذرات الذهب ج 3 ص 335 عبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (3) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ج 2 ص 685 أحمد بن محمد المقري. (4) القرطبي حياته وآثاره العلميّة ومنهجه في التفسير، مفتاح السنوسي بلعم

الزيارات: 1621