علي بن عباس الأهوازي

نشر بتاريخ: الخميس، 04 تموز/يوليو 2019 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

جاء كتابه في الطب  تحفة علمية رائعة، جمعت بين عمق (الحاوي) وتماسك (المنصوري)
(    /    ـ 384/994)
من مشاهير الأطباء العرب، ولد في الأهواز (عربستان)، ولا تذكر كتب التراجم تاريخ مولده، درس الطب على موسى بن يوسف، قرأ كتب أبقراط، وجالينوس، وابن سرابيون، واشتغل بصناعة الطب على أبي ماهر موسى بن سيار وتتلمذ له، ولغيرهم من كبار الحكماء، ودرس النباتات ومنافعها، وصناعة العقاقير منها.


كان طبيبا مجيدا متميزا في صناعة الطب، وله من الكتب (كتاب الملكي) في الطب عشرون مقالة وفي كل مقالة فصول، عشر مقالات حول الجانب النظري من الطب والعشرة الأخرى حول الجانب العملي،.يعرف بالملكي أو(كامل الصناعة الطبيّة) صنفه للملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة أبي علي حسن بن بويه الديلمي الذي اتخذه طبياً خاصّاً له، وهوكتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها، واعتمد في معالجاته على تقوية الصحّة والوقاية، وأنّ الطبيعة لا تقلّ مقدرة على إصلاح البدن من الطبيب، والمعالجة بالغذاء، وعرف بتمسكه بتقاليد الصنعة.
عرّف العالم حقائق حركة الرحم عند المرأة، وعن حركة القلب والشرايين وحقائق عن داء الدرن، وتشخيص داء السرطان، والعمليات الجراحية واخراج الحصاة، واستئصال اللوزتين، وكان أول من أشار إلى صعوبة شفاء مريض السل الرئوي بسبب الحركة الدائمة للرئة.
ومن ابتكارات الأهوازي القثاطير التي كان يستعملها لاستخراج البول من مثانة المريض المصاب بعسر البول.
وكان كتابه مرجع الأطبّاء في الشرق والغرب، وعرفه الأوروبيون باسم هالي عبّاس, واتخذوا كتابه أساسا لدراسة الطب، فلمّا ظهر كتاب القانون لابن سينا عدل الناس عنه.
ويعد علي بن عباس الأهوازي من أوائل الأطباء القدامى القائلين بوجود شبكة شعرية بين العروق النابضة (أي الشرايين) وغير النابضة (أي الأوردة)، وقد سبق بهذا الإنجاز الطبي الطبيب الإنكليزي هارڤي (1578 1658م) بوصفه الدورة الدموية في الأوعية الشعرية.
ومن الجدير بالذكر أنّ قسطنطين الإفريقي قام بترجمة كتاب الملكي إلى اللاتينية، ونسبه إلى نفسه، ونشره باسمه.
وفيما يتعلق بأخلاق الطبيب وتعامله مع مرضاه، قال علي بن عباس الأهوازي "ينبغي للطبيب أن يكون طاهرا ذكيا دينا, مراقبا لله عز وجل, رقيق اللسان محمود الطريقة متباعدا عن كل نجس ودنس وفجور، وألا يفشي للمرضى سرا, ولا يطلع عليه قريبا أو بعيدا؛ فإن كثيرا من المرضى يعرض لهم أمراض يكتمونها عن آبائهم وأهاليهم ويفشونها للطبيب.
وقد وصفت المستشرقة الألمانيّة زيجريد هونكه كتاب علي بن العباس بقولها: "كل ما تمناه الرازي وحال المرض والعمى ثم الموت دون إبرازه إلى حيز الوجود حَقَّقَه علي بن العباس في أكمل صورة، وجاء كتابه تحفة علمية رائعة، جمعت بين عمق كتاب (الحاوي) (للرازي)، وتماسك كتاب (المنصوري) (للرازي أيضاً)، وكان كتابًا ملكيًّا بالفعل كعنوانه: (الكتاب الملكي)، وما يزال يستحق إعجابنا وتقديرنا حتى العصر الذي نعيش فيه".
ونقلت زيجريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) عن علي بن العباس، ما يدلّ على منهجه في التأليف قوله: "إني لم أجد بين مخطوطات قدامى الأطباء ومحدثيهم كتابًا واحدًا كاملاً يحوي كل ما هو ضروري لتعلُّم فنِّ الطب؛ فأبقراط يكتب باختصار، وأكثر تعابيره غامضة بحاجة إلى تعليق... كما وضع جالينوس عدة كتب لا يحوي كل منها إلاَّ قسمًا من فنِّ الشفاء، ولكن مؤلفاته طويلة النفس، وكثيرة الترديد، ولم أجد كتابًا واحدًا له يصلح كل الصلاح للدراسة... وأما أنا فإني سأعالج في كتابي كل ما يلزم للحفاظ على الصحة وشفاء الأمراض، والمستلزمات التي يجب على كل طبيب قدير مستقيم أن يعرفها.
المراجع:
مختصر تاريخ الطب العربي ص 536 السامرائي. (2) عيون الأنباء في طبقات الأطباء ج 1 ص 319 موفق الدين أحمد بن يونس. (3) كشف الظنون ج 2 ص 1862 حاجي خليفة. (4) الصفحة 35 من مخطوط كامل الصناعة الطبيّة. (5) مواضيع عن الرعاية الطبيّة com www.ziadazzam.علي بن عباس الأهوازي. (6) شمس العرب تسطع على الغرب ص 284 و285 زيغريد هونكة.

الزيارات: 2098