علاء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني

نشر بتاريخ: الثلاثاء، 02 شباط/فبراير 2016 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(     /   - 587/1191)

أحد كبار فقهاء الحنفية في عصره الملقب بملك علماء الحديث، مدرّس المدارس الحنفيّة بحلب والرقّة: النوريّة، والحدادين، وجاولي، وخزانة الكتب بالجامع.

ينسب إلى الشاش (طشقند) عاصمة جمهوريّة أوزبكستان، وهي مدينة جليلة من عمل سمرقند، ينتمي إلى أسرة من أمراء ما وراء النهر، ولد بكاسان (قاشان) إلى الجنوب الشرقي من سمرقند، ولا يعلم تاريخ ولادته، وهي بلدة وراء الشاش بها قلعة حصينة.

أقام ببخارى واشتغل بها بالعلم، تفقه على محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي المنعوت علاء الدين، وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل (تحفة الفقهاء) و(شرح التأويلات) في تفسير القرآن العظيم وغيرهما من كتب الأصول، وسمع منه الحديث ومن غيره.

 

وكان استاذه السمرقندي قد شرح كتاب (المختصر) المنسوب إلى أبي الحسين القدوري، وسماه (تحفة الفقهاء).

وزوجه شيخه ابنته الفقيهة العالمة فاطمة بنت محمد السمرقندي، قيل أن سبب تزويجه بابنة شيخه أنها كانت من حسان النساء وكانت قد حفظت التحفة تصنيف والدها، وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم (السلاجقة) فامتنع والدها، فجاء الكاساني ولزم والدها واشتغل عليه وبرع في علم الأصول والفروع وصنف كتاب (البدائع) وهو شرح التحفة وعرضه على شيخه فازداد فرحا به وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك فقال الفقهاء فى عصره شرح تحفته وزوجه ابنته، وربما عرض لزوجها الكاساني شيء من الوهم في الفتيا فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الخطأ فيرجع إلى قولها، وكانت تفتي وكان زوجها يحترمها ويكرمها وكانت الفتوى أولا يخرج عليها خطها وخط أبيها فلما تزوجت الكاساني صارت الفتوى تخرج وعليها خط الثلاثة خطها وخط والدها وخط زوجها. .

ولمّا رفع على الفقيه المقرعة، أمر ملك الروم مسعود بن قلج أرسلان السلجوقي بصرفه عنه، فقال الوزير هذا رجل كبير ومحترم لا ينبغي أن يصرف بل تنفذه رسولا إلى الملك نور الدين محمود فأرسل إلى حلب سنة 541هـ، وهناك استقبل بالحفاوة وولي تدريس الفقه الحنفي بالمدرسة الحلاوية، وكان الفقهاء في غيبته يبسطون له السجادة ويجلسون حولها في كل يوم إلى أن يقدم عليهم.

اشتهر بكتابه (البدائع) وصنّف كتباً منها (السلطان المبين في أصول الدين) تتلمذ على السمرقندي وشرح له (تحفة الفقهاء) أصل كتاب (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) للسمرقندي، المطبوع في القاهرة سنة 1909 في سبعة مجلّدات، وبناه على منهج شديد الإحكام.

توفي بحلب سنة 587/1191، ودفن عند زوجته فاطمة داخل مقام إبراهيم الخليل بظاهر حلب.

 

المراجع:

(1) هدية العارفين م 1 ص 235 إسماعيل الباباني. (2) لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ص 246 للخطيب. (3) طبقات الحنفيّة ج 1 ص 244 محمد بن الحسين الأزدي. (4) بغية الطلب في تاريخ حلب ج 10 ص 4347 كمال الدين عمر ابن أبي جرادة. (5) طبعة الخانجي لكتاب (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) 1909 القاهرة.

 

*  *  *

الزيارات: 6830