أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

نشر بتاريخ: الأربعاء، 09 تشرين1/أكتوير 2019 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

الماوردي

(319/931 - 405/1014)

فقيه شافعي، أقضى القضاة، صاحب التصانيف.

ولد بالبصرة في أسرة كانت تعمل بصناعة ماء الورد،

أخذ الفقه عن أبي القاسم الصيمري بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد بعد وفاته، واشتغل على أبي حامد الإسفراييني، وسمع الحديث من شيوخ عصره، وحدّث عن: الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة الجمحي، وعن محمد بن عدي المنقري، ومحمد بن معلى، وجعفر بن محمد بن الفضل.

 

درس الماوردي اللغة والأدب على الإمام أبي محمد البافي (المتوفى 398هـ)، وكان من أعلم أهل زمانه بالنحو والأدب. 

ولي القضاء ببلدان كثيرة وبلغ منزله عند ملوك بني بويه، صنف في كل فن، وخاصّة في أصول الفقه وفروعه. 

وكان حافظا للمذهب، وله فيه كتاب (الحاوي الكبير) في الفروع، وهوكتاب لم يؤلف في المذهب مثله في عشر مجلدات اوثلاثين، وألف (الأحكام السلطانية) وهو أجمع ما كتب في بابه، وهو مرجع في السياسة، يتناول فيه شؤون الخلافة وعقدها، والوزارة وتقليدها، والإمارة، والإمامة، والقضاء، والدواوين وتقليدها، وقد ترجم إلى اللغات الأوروربية. 

. و(أدب الدنيا والدين)، و(أعلام النبوة) وله تفسير كبير للقرآن الكريم (النكت والعيون) و(قانون الوزارة) و(درر السلوك في سياسة الملوك) و(مختصر علوم القرآن) و(أمثال القرآن) و(الحاوي) وهو الشرح الكبير لمختصر المزني، و(الإقناع) وهو موجز دقيق للفقه الشافعي، و(تسهيل النظر وتعجيل الظفر) في أخلاق الملك وسياسة المُلْك.

وقيل: إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته، قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت، ووقعت في النزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب، وألقها في دجلة وإن بسطت يدي، فاعلم أنها قبلت. 

قال الرجل: فلما احتضر وضعت يدي في يده، فبسطها، فأظهرت كتبه.

أثنى عليه القاضي شمس الدين ابن خلّكان في " وفيات الأعيان " من طالع كتاب "الحاوي" له يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب.

اتهم بالاعتزال وقال أبو عمرو بن الصلاح: هو متهم بالاعتزال وكنت أتأول له، وأعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم،

وكان ذا منزلة من ملوك دولة بني بويه يرسلونه في التوسطات بينهم وبين من يناوئهم، ويرتضون بوساطته، ويقنعون بتقريراته.

وأرسل القائم بأمر الله قاضي القضاة أبا الحسن الماوردي إلى الملك أبي كاليجار ليأخذ عليه البيعة، ويخطب له في بلاده، فأجاب وبايع، وخطب له في بلاده، وأرسل إليه هدايا جليلة وأموالا كثيرة.

وسأل جلالُ الدولة الخليفةَ القائمَ بأمر الله ليخاطب بملك الملوك، 

توفي ببغداد ودفن بمقبرة باب حرب، وصلّى عليه الخطيب البغدادي.

______________________________________________________________ 

(1) وفيات الأعيان ج 1 ص 585 أحمد بن محمد بن خلكان. (2) كشف الظنون ص 19 و45 و126 لحاجي خليفة. (3) طبقات المفسرين ص 71 جلال الدين السيوطي. (4) طبقات الشافعية ج 2 ص 187 جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي. (5) معجم المؤلفين ج 7 ص 179 عمر رضا كحالة. (6) سير أعلام النبلاء ج 18 ص 64 شمس الدين محمد الذهبي. (7) شذرات الذهب ج 3 ص 285 لعبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (8) صفحة من مخطوط الأحكام السلطانية والسياسة الدينية والولايات الشرعية للماوردي. (9) طريق الإسلام، الإمام الماوردي..عالم عصره.

 

الزيارات: 1637