الفراهيدي

نشر بتاريخ: الأربعاء، 08 تموز/يوليو 2020 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

مستنبط علم العروض، ومستخرج بحوره، وواضع أوّل معجم عربي (العين)

الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم

(100/718 ـ 175/791)

إمام أهل البصرة في النحو والأدب واللغة، مستنبط علم العروض الذي خصّ به أشعار العرب. ينسب إلى فراهيد، وهي بطن من الأزد، ولد في عمان، ونشأ بالبصرة، وأقام بها على فاقة وتقشّف، وروي له في الزهد:

وقبلك داوى الطبيبُ المريضَ

فعاش المريض ومات الطبيـب

 

فكن مستعدًّا لـداء الفنـا

فإن الـذي هـو آتٍ قريـب

 

أخذ النحو والقراءات والحديث على أئمّة العربيّة أمثال: أيوب السختياني، وعاصم بن النضر الأحول، وعمرو بن العلاء. 

وتتلمذ عليه حجّة العربيّة سيبويه، والراوية عبد الملك بن قريب الأصمعي،  والنضر بن شميل، ومؤرج السدوسي، وغيرهم.

ضبط أوزان الشعر العربي وحصرها في دوائرها الخمس، واستخرج خمسة عشر بحراً، هي: الطويل، والمديد، والبسيط، والوافر، والكامل، والهزج، والرجز، والرمل، والسريع، والمنسرح، والخفيف، والمضارع، والمقتضب، والمجتث، والمتقارب، وزاد فيها تلميذه الأخفش بحر المتدارك، وإليه تنسب القصيدة العربيّة الموزونة فيقال: قصيدة خليليّة.  

وهو أوّل من جمع حروف المعجم في بيت واحد فقال:

 صف خلق خود كمثل الشمس إذ بزغت     يحظى الضجيع بها نجلاء معطار

وهو أوّل من ابتكر الفتحة والضمة والكسرة لضبط علامات الإعراب ونطق الكلمات في الوقت نفسه.

وكان شاعراً مفلّقاً مطبوعاً، قال ابن خلكان: كان يعرف علم الإيقاع والنغم، ففتح له ذلك علم العروض، وقيل مرّ بالصفّارين فأخذه من وقع مطرقة على طست. 

وقال الذهبي: كان رأساً في لسان العرب ديّناً ورعاً، قانعاً متواضعاً، كبير الشأن، وكان زاهداً منقطعاً إلى العلم، آية في الذكاء، شاعراً مقلاً يحج سنة ويغزو أخرى، ويمتنع عن قبول عطايا الملوك.

وقال عنه سفيان بن عُيَيْنة : "من أحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ خُلِق من الذهب والمسك، فلينظر إلى الخليل بن أحمد. 

صنّف (الشواهد) و(النقط والشكل) و(العروض) و(معنى الحروف) و(الجمل في النحو) وله كتب في الإيقاع وتراكيب الأصوات والكلام أهمّها كتاب: (العين) أوّل معجم عربي، رتب الحروف فيه على مخارجها في الحلق، ووسم كتابه بأوّل حرف اعتمده وهو العين، وله (فائت العين) و(التفاحة في النحو) و(جملة آلات الإعراب). 

توفي بالبصرة، وقيل أن سارية في المسجد صدمته، وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته.

___________________________________________________________________   (1) بغية الوعاة م 1 ص 557 جلال الدين السيوطي. (2) البلغة ص 79 و ص 280 الفيروز أبادي. (3) وفيات الأعيان ج 1 ص 309 أحمد بن محمد ابن خلّكان. (4) تاريخ الأدب العربي ص 371 أحمد حسن الزيات. (5) شذرات الذهب ج 4 ص 275 عبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (6) سير أعلام النبلاء ج 7 ص 429 شمس الدين محمد الذهبي. (7) صفحة من مخطوط كتاب العين للفراهيدي.

 

الزيارات: 1102