أحمد بن الحسن بن الأحنف البيطار

نشر بتاريخ: الإثنين، 02 أيار 2016 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

 وصل المسلمون في العصر العباسي إلى درجة عالية من التقدّم في سائر العلوم، وكان لهم في ميدان الطب البيطري مكانة مرموقة لا تقل عن مكانتهم التي بلغوها في طب الأبدان، وطبّقوا المبادئ الطبيّة على الحيوانات، وشخّصوا أمراضها، وجعلوا البيطرة فرعاً من فروع الطب، ووضعوا العلاجات لأمراضها، وشغفوا بكرائم الخيل، وبالغوا في الاهتمام بصحّة الخيل، لأهميتها في حروبهم وتجارتهم ورياضاتهم، وكتبوا في أنساب الخيل وأسمائها، ودرسوا طبائعها، وألّفوا في الخيل الكتب، وزيّنوها بالرسوم التوضيحيّة،

(المنمنمات) ليسهل على طلبة العلم فهم النصوص، وإدراك دقائقها، وكان رائد هذا النوع من التأليف أحمد بن الحسن بن الأحنف، صاحب كتاب (مختصر كتاب البيطرة)، والمتصفّح للكتاب يدرك مدى اهتمام المسلمين بالبيطرة وعلاج الحيوان وحمايته، وما بلغوه من تقدّم وتفوّق في هذا الميدان، وتعود النسخ المخطوطة المحفوظة للكتاب في دار الكتب بالقاهرة، ومتحف طوب قبو سراي إلى السنين الأولى من القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي).
ووصفت هذه الرسوم والتصاوير الملوّنة بأنّها مكتملة النضوج من الناحية الفنيّة.
"وأسند (فيرني) الرسوم جزئيا إلى مصادر إغريقية متأخرة وأتى بعدد من الملاحظات المبتكرة، كما تعد شهادة عن قواعد التمثيل في فن الرسم العربي: غياب الإطار، والأبعاد، ووضع شريط أخضر عليه أزهار متناثرة للرمز للأرض."(1)
ولأحمد بن الأحنف كتاب آخر لا يقل أهميّة عن الكتاب الأوّل، وهو (كتاب الفروسيّة) في سنة 1209م، وهو عبارة عن موسوعة علمية في أمراض الخيل ورعايتها.
"فالباب الأول: يتناول دراسة أسنان اللبن والأسنان الثابتة.. والباب الثاني: عن المظهر الخارجي والصفات العامة المميزة للفرس والحمار والبغل، والباب الثالث: وظائف الأعضاء الخارجية، والباب الرابع: عن الفروسية وطريقة الركوب، والباب الخامس: عن سباق الخيل، والباب السادس: عن العيوب الوراثية في الخيل، والباب السابع: عن الصفات السيئة والعيوب الجسمية، والباب الثامن: تقسيم البطن، والباب التاسع: عن أمراض الرأس والعيوب الخلقية بها، (10) أمراض: الرقبة والحلق (11) أمراض الكتف والصدر (12) أمراض الظهر (13) الأمراض الد اخلية والباطنية (14) الذيل وعيوبه (15) الفخذ والساق (16) أمراض الأعصاب (17) الكسور والخلع وجبرها (18) حميات الخيل (19) الأمراض الجلدية مثل الجرب والحكة والدمامل والجدري والجذام والحروق (ص 287) (20) الجنون والهيجان (21) العلاقات الجنسية والتناسلية (22) الإجهاد من الحر والبرد (23) الضعف العام والهزال (24) التسمم من النباتات السامة (25) مرض الكلب (26) قرص العقرب والثعبان وعلاجها.
هذه الموضوعات العريضة والدقيقة التي يطرقها المؤلف في القرن السادس الهجري الثالث عشر الميلادي تدلنا على مدى اهتمام المسلمين بالبيطرة وعلاج الحيوان.. وعلى إنجازاتهم وتفوقهم في هذا الميدان."(2)
وتحتوي نسخه علي بن حسن بن هبة الله في بغداد آخر رمضان 605هـ/1209م، على 93 صورة للخيول والآدميين، توضح أمراض الخيل وطرائق علاجها.
المراجع:
1 عن أ. فيرني – نوري : جياد وفرسان عرب، باريس، معهد العالم العربي/جاليمار، 2003.
2 قصّة الإسلام، كتاب قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية للدكتور راغب السرجاني.

 

الزيارات: 4523