أبو الحسن علي بن إسماعيل

نشر بتاريخ: السبت، 04 حزيران/يونيو 2016 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

كان صاحب معرفة شموليّة وعقليّة علميّة في التحرّي والاستقراء
إبن سيدة
 (398/1008 - 458/1066)
عالم في العربية وعلومها، أحد من يضرب بذكائه المثل، حجة في نقل اللغة، وكان ناظما ناثرا قليل النظير، له حظ وافر من الشعر والنثر.
ولد في مرسيّة من أعمال تدمير شرقي الأندلس ونسب إليها، وانتقل إلى دانية، نشأ ضريرا وكان أبوه ضريرا، ولكنه كان نيّر القلب كأبيه، وكان أحد من يضرب بذكائه المثل.
أخذ علوم العربية واللغة عن أبيه وكان أبوه لغويّاً، واشتغل على صاعد بن الحسن البغدادي، وقرأ الغريب على أبي عمر الطلمنكي أحد الأئمة في علم القرآن العظيم، قراءته وإعرابه وأحكامه، وناسخه ومنسوخه، ومعانيه، ورحل في طلب العلم إلى المشرق كأستاذه الطلمنكي (نسبة إلى مدينة طلمنكة بثغر الأندلس الشرقي)، وزار مكة والمدينة، وعاد إلى الأندلس بعلم كثير.


وانقطع إلى الأمير أبي الجيوش مجاهد العامري، والي دانية ومنطقة الجزائر الشرقية، في عهد ملوك الطوائف ببلاد الأندلس، وهو الأمير الذي جمع من كتب العلم خزائن جمة، فانتشر العلم في دولته وقصده أكبر العلماء في القرآن واللغة أمثال أبو عمرو بن سعيد الداني، وأبو عمر بن عبد البر، وابن معمر، و'ابن سيده.
وكان ابن سيده، على تبحره في اللغة والنحو، كثير العناية بالمنطق على مذهب متى بن يونس، وأثر المنطق ظاهر في تأليف كتابيه (المخصص) و (المحكم).
اشتهر بأنّه صاحب أكبر معجم عرفته العربية هو (المخصص) في سبع عشر مجلّدا، عنى فيه بجمع ألفاظ اللغة وتكوينها حسب معانيها لا تبعاً لحروفها الهجائية، وقسّمه إلى أبواب كبيرة سماها كتبا تتناول موضوعا محدداً، ورتب هذه الكتب ترتيبا منطقياً، ثم قسم كل كتاب بدوره إلى أبواب صغيرة حسبما يقتضيه المقام إمعانا في الدقة ومبالغة في التقصي والتتبع، ويلتزم في شرح الألفاظ ببيان الفروق بين الألفاظ والمترادفات وتفسيرها بوضوح، مع الإكثار من الشواهد، وذكر العلماء الذين استقى عنهم مادته.
صنف: ( المحكم والمحيط الأعظم) و( شواذ اللغة)، خمسة أسفار، و( العالم في اللغة) نحو مئة سفر، و(الوافي في علم القوافي)، و(شرح إصلاح المنطق) و( الأنيق في شرح الحماسة) و(شرح كتاب الأخفش) و(شرح مشكل شعر المتنبي).
توفي بدانية شرق الأندلس.
___________________________________________________________________
(1) البلغة ص 149 للفيروز أبادي.. (2) وفيات الأعيان ج 2 ص 25 لأحمد بن محمد ابن خلكان. (3) الكامل ج 8 ص 104 لعلي بن محمد بن الأثير. (4) بغية الوعاة م 2 ص 143 جلال الدين السيوطي. (5) شذرات الذهب ج 3 ص 305 لعبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (6) سير أعلام النبلاء ج 18 ص 144 شمس الدين محمد الذهبي.

الزيارات: 1644