الشيخ البطل عمر بن مصطفى البيطار

نشر بتاريخ: الأحد، 03 تموز/يوليو 2016 كتب بواسطة: بقلم: الأستاذ مصطفى فرحات

(1886- 1945)

ولد الشيخ عمر بن مصطفى البيطار في قرية "شيرقاق" بمنطقة "الحفة" التابعة لمحافظة اللاذقيّة في عام 1886م. 

ينحدر من أسرة تسلمت الزعامة في جبل صهيون (صلاح الدين)، وكان والده الزعيم مصطفى آغا البيطار من أعيان قريته.

كتب صفحة مشرّفة في تاريخ النضال السوري في المنطقة الغربيّة، وتصدى للمستعمر الفرنسي، وقاوم مشاريع الاحتلال، وقام بعمليات جهاديّة تميّزت بالجرأة والبسالة.

وشاركه في العمليات العسكريّة ثلّة من الأبطال الشجعان كان الشيخ عز الدين القسّام والشيخ صبحي حليمة في مقدمتهم.

 

أشعل ثورة جبل صهيون، ثم انضمَّ فيما بعد مع رجاله إلى ثورة المناضل إبراهيم هنانو ، وتسلّم قيادة اللواء الجنوبي الغربي، فقاد معارك مشرّفة في "الصالحية" "بزفت"، و"كتف بابنّا"، و"بابنّا" الأولى والثانية، و"القصير"، ومعركة "ستربه" التي دامت ما يزيد على ثمانية عشر شهراً، ومعركة "جبل دينيت" على مشارف مدينة "إدلب"، والتي قضى فيها أخوه المجاهد "نجيب بيطار"، ودفن مع أربعة من شهدائها في حفرةٍ واحدة.

سجن في "حلب"، وجزيرة "أرواد"، وحكم عليه بالإعدام، ولعل محكمة "بيروت" ما زالت شاهدةً على افتخاره بوطنه واحتقاره للمحتل، حين عرض عليه أعضاء المحكمة التخلي عن الجهاد مقابل إطلاق سراحه، فقال كلمته المشهورة :"لا أوقف الجهاد حتى أرى علم المحكمة تحت نعليّ هاتين" مشيراً إلى العلم الفرنسي.

 حكم عليه بالإعدام ثم جرى تخفيف عقوبة الإعدام إلى النفي، فغادر البلاد السوريّة إلى تركيّا، ثم عاد إلى بلده في أعقاب معاهدة 1936.

وانتخبه مواطنوه ليمثلهم في عضوية البرلمان السوري عام 1937، عندما ترشّح على قائمة الكتلة الوطنية.

وأبعد إلى الأراضي التركيّة مرّة ثانيّة في عام 1939 بسبب مواقفه الصلبة من الحكومات العميلة.

وفي عام 1945عرّج البيطار وقد هدّه المرض على صديق نضاله ورفيق دربه: الوطني الغيور عبد الله الجابري في مدينة انطاكية، فجاءه الأجل المحتوم، ودفن في مقبرة "الغرباء" عن 59 عاما، فلا نامت أعين الجبناء.

 (بتصرّف)

الزيارات: 3578