محمد أديب بن علي بن محمد ديب كلكل

نشر بتاريخ: الثلاثاء، 03 نيسان/أبريل 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(1353/1934 ـ 1437/2016)
داعية إسلامي، مفتي الشافعيّة في حماه، أحد المربين الأجلاء في الديار الشاميّة.
ينتمي الشيخ إلى عشيرة الموالي، ولد في منطقة الحاضر بمدينة حماه، توفي أبوه وهو في الرابعة من عمره فنشأ يتيماً برعاية أمّه وكانت امرأة تقيّة صالحة، حفظ القرآن على الشيخة زهرة، وطلب العلم الشرعي في سنّ مبكّرة على علماء بلده، أكمل المرحلة الابتدائيّة والإعداديّة بالمدرسة المحمّديّة،

وتتلمذ على عدد من كبار العلماء أمثال الشيخ محمود الأحمد الشقفة وكان يتردَّد على حلقاته العلمية في جامع الأفندي في الحاضر، وعلى الشيخ توفيق الصبّاغ الشيرازي، والشيخ زاكي الدندشي، والشيخ محمد الحامد وغيرهم، ولقي مفتي الشافعيّة في حلب الشيخ أسعد العبجي، ومفتي الشافعيّة في دمشق الشيخ صالح العقّاد.
وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن السبسبي الرفاعي الطريقة الرفاعيّة، وأكسبته المطالعة ورفقة العلماء علماً واسعاً في الفقه واللغة والعلوم العقليّة والنقليّة، وعاش تقيّاً ورعاً محمود السيرة.
واشتغل بالتعليم في المدرسة المحمّديّة الشرعيّة بحماه إلى جانب مؤسّسها الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة، فزرع علماً نافعاً وقدوة صالحة.
وتفرّغ للدعوة وتربية الدعاة، ونشر الوعي الديني بين الشباب، والعناية بالعلوم الشرعيّة، وكان شديد الحرص على انتقاء المريدين، والارتقاء بهم نحو المثل العليا، والأخلاق الفاضلة، وفتح آفاق المعرفة أمامهم، وتسليمهم مفاتيح العلوم الدينيّة، وكان يحرص على تنظيم الرحلات العلميّة والترفيهيّة لتلاميذه لضبط سلوكهم وتخفيف الضغوط النفسيّة عنهم، وقدوة صالحة في حياته الخاصّة والعامّة.
وكان يؤمن باستقلال العلم، والبعد عن الوظيفة الحكوميّة، ورفض منصب المفتي لمحافظة حماه الذي عرض عليه، خشية أن يقع الداعية تحت سلطة الدولة فيكون موالياً أو منافقاً، واشتغل بالتجارة وعاش حراً يأكل من عمل يده، جريئاً موفور الكرامة.
لم يغادر مدينة حماه رغم استهداف النظام البعثي لمساجدها وعلمائها ورجالاتها، وبقي صامداً أمام المجازر والفظائع التي ارتكبها حافظ الأسد وشقيقه في الثمانينات، وآثر العزلة.   
ترك آثاراً علميّة قيّمة منها: (تنبيه الفكر إلى حقيقة الذكر) و(الفقه المبسّط) ثلاثة أجزاء، و(إتحاف السائل بما ورد من المسائل) ثلاثة أجزاء، و(منتخب النفائس لأبناء المدارس) و(صون الإيمان من عثرات اللسان) و(الأنيس في الوحدة) وهو موسوعة معارف، ضمنها اختياراته من قراءاته المتنوعة في مجلدين، وله كتب مخطوطة، ومحاضرات ودروس شرعيّة تحتاج إلى جمع وتدوين.
وردّ على الشيخ يوسف النبهاني في (السهام الصائبة لأصحاب الدعاوى الكاذبة )، وحقّق (لفتة الكبد إلى نصيحة الولد لابن الجوزي) و(رسالة أيها الولد والقواعد العشر للغزالي) و(داية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم للعز بن عبد السلام).
كتب في سيرته تلميذه غالب المصري (تجربتي مع الشيخ) أشاد فيها بأسلوب شيخه التربوي وعنايته بالشباب، وهمّته العالية، وإخلاصه الشديد لأمّته ووطنه.
انتقل إلى الرفيق الأعلى في مدينة حماه، صبيحة يوم الخميس18 من ربيع الآخر1437هـ الموافق 28/1/2016 وصلي عليه في مسجد التكيّة.
____________________________________________________________
(1) الدرر الشاميّة 30/1/2018 ترجمة الشيخ الفقيه المربي الرباني العالم محمد أديب كلكل رحمه الله. (2)  لها أون لاين 1/2/2016 وجوه وأعلام، وفاة الشيخ محمد أديب كلكل المُربي ومفتى الشافعية بحماة.

الزيارات: 1497