عبد الرحمن بن صالح العشماوي

نشر بتاريخ: الإثنين، 04 تشرين2/نوفمبر 2019 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

له شعر أنيق في غاية الروعة والجمال، ونظم رقيق فائق البيان والإشراق

(1375/1956 ـ معاصر)

شاعر إسلامي أصيل، عضو رابطة الأدب الإسلامي، صاحب الدواوين الشعرية الرائعة.

ولد في قرية عرا إحدى قرى الباحة بجبال السروات (بين الطائف وأبها)، نشأ يتيماً برعاية جدّه لأمّه، أنهى دراسته الثانويّة في المعهد العلمي بالباحة سنة 1392/1972، ثم التحق بكليّة اللغة العربيّة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، ونال درجة ليسانس في الآداب سنة 1396/1976، ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409.

 اشتغل بعد تخرجه بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعيّن أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة، وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي.  

شعره الأنيق في غاية الروعة والجمال، ونظمه الرقيق فائق البيان والإشراق، يشحذ الهمم، ويبعث الأمل في النفوس، ويحي القلوب الواجفة. 

عبّر في قصائده الجميلة بصدق وأصالة عن قضايا أمّته الإسلاميّة ملتزماً بمبادئها، داعياً إلى الجهاد وتحرير المقدّسات، وهو حين ينفعل بأحداث أمته يتألّم بحسرة، فيبكي الشهيد والمشرّد بكاء محزون. 

أصدر ديوانه الأوّل (إلى أمّتي) سنة 1398/1978 ثم تدفّفقت دواوينه فصدر: (صراع مع النفس) 1400/1980، و(بائعة الريحان) و(مأساة التاريخ) و(نقوش على واجهة القرن الخامس عشر) و(إلى حواء) و(عندما يعزف الرصاص) و(شموخ في زمن الانكسار) و(يا أمة الإسلام) و(مشاهد من يوم القيامة) و(ورقة من مذكرات مدمن تائب) و(من القدس إلى سراييفو) و(عندما تشرق الشمس) و(يا ساكنة القلب) و(حوار فوق شراع الزمن) و(قصائد إلى لبنان). 

وهو إلى جانب شعره الإسلامي الجميل، كاتب مرموق يجيد فنّ المقالة الأدبيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وقلّما يقع حدث إو مصاب إلا ويرصده بكل مشاعره شعراً ونثراً، لأنّه أعطى أمّته حياته كلّها، 

وكيف لا ينفعل الشاعر بكل أحاسيسه مع فواجع المسلمين وجروحهم التي لا تندمل في فلسطين وسوريّة والبوسنة والشيشان من ظلم واضطهاد وكوارث.  

 

وله مؤلّفات في الأدب الإسلامي منها: (الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير) و(من ذاكرة التاريخ الإسلامي) و(بلادنا والتميز) ودراسة (إسلامية الأدب لماذا وكيف؟)                             

وله حضور في الأمسيات الشعريّة، والندوات الأدبيّة، ونثر بليغ يتجلى في مقالاته الكثيرة المنشورة في الصحف والمجلات السعوديّة، ومن خلال البرامج الإذاعيّة والتلفزيونيّة مثل: (من ذاكرة التاريخ الإسلامي ـ قراءة في كتاب ـ وآفاق تربويّة) وبرنامج (همس المشاعر) على قتاة المجد.

وهو شاعر دقيق المعاني رائق الوصف للطبيعة، يتدفّق قلمه بالجمال، وهو يصف مسارح طفولته، وكيف لا يعشق الباحة البلدة الجميلة الغافية على سفوح السروات المكلّلة دائماً بالغمام، المطلّة على تهامة مثل جيد حسناء، حيث يقول:

الباحةُ – اليوم – لحن سوف أنشده شعراً، وتُنشدُه هذي الرُّبى أبدا

أفنيتُ فيها شباب الحرف أنظمه وصفاً لها، كلما قرّبته ابتعدا

يا بلبل النغم العذب الذي غرست ألحانه عبر هاتيك الرّبوع صدا

إن كنت تشدو على أغصانها فعلى غصون قلبي عصفور الهناء شدا

يا شعر غرّد على أيك المشاعر في صدق فقد يؤنسُ التغريد من وجدا     

ومن جيّد شعره قصيدته الرائعة في ملحمة استشهاد شيخ الانتفاضة الفلسطينيّة أحمد ياسين، فجر 22 آذار 2004، إثر قيام مروحيات الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ المقعد، وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة، في العملية التي أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك المقبور ارئيل شارون، ومنها قوله:

هم أكسبوك من السباق رهانا فربحت أنت وأدركـوا الخسرانا 

هم أوصلوك إلى مُناك بغدرهم فأذقتهم فوق الهوان هوانا

إني لأرجو أن تكون بنارهم لما رموك بها، بلغت جِنانا

غدروا بشيبتك الكريمة جهرةً أبشر فـقد أورثتهم خذلانا

أهل الإساءة هم، ولكن مادروا كم قدموا لشموخك الإحسانا

لقب الشهادة مَطْمَحٌ لم تدَّخر وُسْعَــاً لتحمله فكـنت وكانا

يا أحمد الياسين، كـنت مفوهاً بالصمت، كان الصمت منك بيانا 

ما كنت إلاّ همة وعزيمةً وشموخ صبرٍ أعجز العدوانا

روّيت بستان الإباء بدفقة ما أجمل الأنهار والبستانا

_____________________________________________________________

(1) شعراء الدعوة الإسلاميّة ج 8 ص 55 جدع وجرار. (2) الشامسي نت، الشاعر عبد الرحمن العشماوي وقصائده. (3) مداد نت 8/11/2007 عبد الرحمن العشماوي.

 

الزيارات: 1510