عبلة بنت محمد الكحلاوي

نشر بتاريخ: الأحد، 03 تموز/يوليو 2016 كتب بواسطة: Super User

حذّرت المرأة من المنهج الجاهلي القديم (سلعة) والمنهج الجاهلي الحديث (متعة)

(1367/1948 معاصرة)

داعية إسلاميّة، رئيسة (جمعيّة الباقيات الصالحات)، أستاذة الشريعة الإسلاميّة بكليّة الدراسات الإسلاميّة والعربيّة للبنات بجامعة الأزهر، وعميدة كليّة الدراسات الإسلاميّة والعربيّة للبنات ببور سعيد، ومسؤولة العلاقات الخارجيّة لوزارة الأوقاف عام 1390/1970، ورئيسة قسم الدراسات الإسلاميّة بكليّة التربية بمكّة المكرّمة، ورئيسة النشاط اللامنهجي بالكليّة عام 1399/1979. 

 

ولدت في القاهرة، نشأت على القيم والتعاليم الإسلامية التي حرص والدها على غرسها في نفسها منذ الصغر، وكان قارئاً للقرآن ومنشداً دينيّاً، وكان يقول لأبنائه عرفت الله بالحب فاعرفوه أنتم بالعلم. التحقت بمدرسة فرنسيّة، ثم انتقلت إلى المدرسة القوميّة حتى نهاية المرحلة الثانويّة، حفظت القرآن الكريم، والتحقت بكليّة الدراسات الإسلاميّة ونالت درجة البكالوريوس بالفقه المقارن عام 1389/1969، وعيّنت معيدة بالكليّة، ونالت درجة الماجستير عام 1394/1974 وموضوع أطروحتها: (الشورى قاعدة في الحكم الإسلامي)، وحصلت على درجة أستاذ عام 1417/1996. 

عملت في كلية التربية للبنات في الرياض، وكلية البنات في جامعة الأزهر، وفى عام 1979 تولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية في مكة المكرمة، وأخيرا استقرت في جامعة الأزهر كأستاذة للفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، ومن فوق منبر الجامعة بدأت عبلة الكحلاوي طريقها في مجال التربية للبنات في مكة المكرمة بنشر قيم التسامح والعدل، ونبذ التشدّد والظلم، وفتحت آفاق العلم للباحثات عن المعرفة، واضعة أيديهن على أمهات الكتب ومخازن علوم الشريعة. 

واتجهت السيّدة عبلة إلى المسجد الحرام لتلقى دروسا يومية بعد صلاة المغرب للسيدات، وقد استمرت هذه الدروس بين عامي: (1987 1989) كانت تستقبل خلالها مسلمات من سائر أنحاء العالم، وبعد عودتها إلى القاهرة بدأت في إلقاء دروس يومية للسيدات في مسجد والدها الكحلاوى في البساتين، وركزت في محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام، بجانب شرح النصوص الدينية والإجابة عن التساؤلات الفقهية.

رأت أنّ الأسرة والمدرسة هما الأساس في أيّة عمليّة تربويّة، وحذّرت المرأة المسلمة من الانخداع بالأفكار الغربيّة، وقالت: إنّ كلّ المظالم والآلام والتدمير لشخصيّة المرأة عبر التاريخ البشري إنّما جاءت من خلال هذين المنهجين في التعامل مع المرأة: المنهج الجاهلي القديم (سلعة) والمنهج الجاهلي الحديث (متعة). 

وقدّمت برنامجاً دعويّاً ناجحاً على فضائيّة الرسالة (قلبي معك)، تلقاه جمهور المشاهدين بالاستحسان والقبول.

صدر لها العديد من المؤلّفات الدعويّة منها: (المرأة بين طهارة الباطن والظاهر) و(البنوّة والدعوى في القرآن الكريم والسنّة) وضعت بين يدى القارئ تفصيلا موجزاً حول منهج الشريعة الإسلامية لرعاية الطفولة و حمايتها، مع عرض سريع لما تضمنته نصوص المواثيق العالمية التي أهمها أمر الطفولة في العالم، ثم جعلت في خاتمة هذه الدراسة فصلاً موجزاً يتضمن حق الآباء على الابناء حسبما ورد في الشريعة الغراء ؛ و(قضايا المرأة في الحج والعمرة) وفيه تقول: خاطبت في المرأة فكراً متأججاً، وروحاً ظمأى، و عقلاً بكراً لم يوهن بفعل الزمن، ولم ينضب معينه، إذا لم تتكشف بعد نفائسه، لذا أعطيت لنفسي حقاً آخر بأن انطلق إلى سفرة عبر الزمن الغابر، كي اتعرف على أصل هذه الفريضة التي جعلها الله مكمله لبناء الاسلام، ومتممه لإسلام المسلم ؛ و(التحريم المتعلّق بالدم) تساءلت فيه قائلة: هل الدم البشرى المجهول الهوية إلا من رقم ورمز، والذى يدلف الى قلبي المفعم بمحبة صافية الرونق مجلوة الافق والى جسدي المسبّح لله دوماً.. هل يحمل شائبه حرام او يتعلق به تحريم؟ وهل يمكن قياسه على اللبن إن تم في سن الرضاع باعتباره أصلاً للبن؟ لذا عاهدت الله إن منّ عليّ بعافية البدن على أن أقدم فوراً زكاة العوافي، وأقدم بحثاً أستجلى فيه كل ما تعلق بالدم من تحريم على وجه العموم بحسب ما جاءت به الشريعة الغراء، وأذيله بما استجد من دراسات حول المعالجة بنقل الدم و حكمها الشرعي ؛ ولها: (قبس من هدي القرآن الكريم والسنّة) و(حكم المرأة والحدث) و(الخلع دواء من لا دواء له) و(بنوك اللبن وبنوك التقوى). 

وهي أديبة متقدمة في فن القصّة، ومن آثارها المطبوعة في هذا الباب: المجموعة القصصيّة: (مسافر بلا طريق) وتضم اثنتي عشرة قصّة قصيرة، وصفت بأنّها قصص واقعيه تطفو على سطورها بين الحين و الحين ملامح رومانسية جميله تبهر النفس، لكنها لا تمنع الإحساس بمرارة الواقع الأليم و ضرورة العمل على تغييره ؛ و ضرورة التقرب إلى الخالق سبحانه ؛ وضرورة تحسين العلاقات بين البشر ؛ وضرورة التمسك بالقيم الإسلامية السامية والحرص على المبادئ الإنسانية الراقية، وهي شاعرة تتقن فنّ القصيد، ولها في ذلك أشعار جميلة.

وتتمتع السيّدة الكحلاوي بحس مرهف، وشعور دقيق، وكثيراً ما تفيض مشاعرها المتوقّدة، وتترقرق الدموع في عينيها بغزارة وهي تتحدّث عن حب الله، وسيرة الرسول (ص)، وعن العلاقات الأسريّة الحميمة المقترنة بذكرياتها.

ويمتاز أسلوبها الأدبي بدقّة المعاني، وصدق العاطفة، والقدرة على حشد الشواهد في الموضوع الواحد، وبسط الأفكار.

الداعية الكحلاوي تتمتع باحترام وتقدير جمهور قراء أبحاثها العلميّة ودراساتها الفقهيّة، ومشاهدي برامجها، لاعتدالها، وعمق فهمها للنصوص، وإدراكها لمقاصد الشريعة، واتساع مداركها، وجمال منطقها. 

ندعو لها بالصحّة والعافية، ودوام العطاء الفكري والإنتاج الأدبي، ونذكّر الهيئات المعنيّة بتكريم الدعاة بمنحها من الجوائز التقديريّة ما يخفّف عنها جهدها الموصول في خدمة الإسلام. 

_______________________

(1) جريدة الخليج، الإمارات، عبلة كحلاوي قنديل الدعوة المنير، 18/3/2005. (2) قناة الرسالة، برنامج قلبي معك. (3) جريدة العربي (القاهريّة) الوجه الآخر: د. عبلة الكحلاوي. (4) موقع الدكتورة عبلة محمد الكحلاوي.

الزيارات: 2418