بيان مشترك في الذكرى الثامنة للنزاع السوري

نشر بتاريخ: الإثنين، 03 شباط/فبراير 2020 كتب بواسطة: -

15/3/2019

بيان مشترك عن حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في الذكرى الثامنة للنزاع السوري.

"خرج قبل ثماني سنوات عشرات آلاف من السوريين في مظاهرات مطالبين بحقهم في حرية التعبير عن الرأي وبالإصلاح والعدالة. لكن الرد الوحشي من نظام الأسد، ودوره في النزاع الذي اندلع لاحقاً، أدى إلى حدوث أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

إننا نقدّر الرجال والنساء الشجعان من جميع طبقات المجتمع السوري الذين كرسوا أنفسهم من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبلاد.

كما نتذكر الأعداد التي لا تحصى من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم نتيجة التعذيب والجوع والاعتداءات من جانب النظام وداعميه. فقد قُتِل أكثر من 400 ألف من الرجال والنساء والأطفال، واختفى عشرات الآلاف في سجون الأسد، حيث تعرض كثيرون للتعذيب والقتل. وما زالت هناك عائلات لا حصر لها ليس لديها أنباء عن أقاربها الذين اختفوا، ولا تعلم مصيرهم.

بينما يحاول نظام الأسد وداعموه إقناع العالم بأن النزاع قد انتهى، وأن الحياة عادت إلى طبيعتها، فإن الواقع هو أن قمع النظام للشعب السوري لم ينته بعد. هناك نحو 13 مليون سوري الآن يعتمدون على المساعدات الإنسانية، بينما مازال النظام يمنع وصول المساعدات لكثير منهم بطريقة آمنة ودون عراقيل. كما إن ما يربو على 11 مليون شخص - أي نصف تعداد السكان ما قبل الحرب - باتوا نازحين ليس في إمكانهم العودة إلى بيوتهم. وأيضا ازدادت حدة العنف مؤخرا في إدلب، وحصدت الضربات الجوية أرواح مدنيين وموظفي إغاثة.

إن الحل العسكري الذي يأمل النظام السوري تحقيقه، بدعم من روسيا وإيران، لن يؤدي إلى إحلال السلام. بل إن الوصول إلى حل سياسي يقوم على التفاوض هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف والصعوبات الاقتصادية، إلى جانب ضمان تسوية دائمة للنزاع. والحل السياسي هو وحده الكفيل بتوفير ضمانات لجميع مكونات المجتمع السوري، وكذلك للدول المجاورة لسوريا.

تؤكد حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة دعمها لعملية جنيف بقيادة الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لإحلال السلام والاستقرار في سوريا، والحفاظ بشكل دائم على الأراضي المحررة بعد هزيمة داعش على الأرض. وسوف نواصل سعينا لمحاسبة المسئولين عن الجرائم المرتكبة خلال النزاع في سوريا، وذلك لمساعدة الشعب السوري لتحقيق العدالة والمصالحة. ونحن نؤكد بوضوح بأننا لن نقدم أو ندعم أي مساعدة لإعادة الإعمار إلا بعد انطلاق عملية سياسية واسعة وحقيقية وذات مصداقية ولا رجعة فيها. ويجب على روسيا وسوريا احترام حق اللاجئين السوريين بالعودة الطوعية وبأمان إلى ديارهم، والتوقف عن ادعائهما بأن الظروف باتت مناسبة لإعادة الإعمار والتطبيع، ونطالبهما بالمشاركة جدياً في المفاوضات التي هي وحدها الكفيلة بإحلال السلام في سوريا."

مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية ـ مجلة الغرباء

 

الزيارات: 969