الفطر (عيش الغراب) Mushroom

نشر بتاريخ: الثلاثاء، 02 شباط/فبراير 2016 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

كان  الفراعنة  وأباطرة  الرومان  يمنعون  افراد  عامة الشعب  من  تناول  الفطر  بأنواعه  حيث  كان  يجمع  ويقدم  للعائلات  الحاكمة  والفراعنة حصريا ،  وكان  بعض  الملوك يسمح بتقديم  الفطر  كبديل  عن  الجزية  او الضرائب، كما  كان  الرومان  يطعمون الفطر  لجنود الجيش  ليزيدوهم قوة  وصحة  لزيادة  لياقتهم  للقتال  .  
كان  قدماء  الصينين  يعتقدون  بان  للفطر  طاقة  شفائية  خارقة.(1)

ينتمي الفطر إلى مملكة الفطريات لا إلى مملكة النباتات، وتضم مملكة الفطريات ما يزيد على 100 ألف نوع تتفاوت من حيث الشكل والحجم واللون والخصائص والصلاحية للأكل، ويختلف عن النبات بعدم احتوائه على الكلوروفيل الذي يحتاجه النبات في عمليّة التمثيل لغذائه.

أدرك الإنسان في وقت مبكّر أهميّة الفطر الطازج كغذاء ملأ به الفجوة الغذائية من مادّة البروتين في الدول النامية، ، واستخدمه في تحضير اطباق الحساء والسلطة كفاتح للشهية ولتزيين معظم اطباق الطعام، ويتفوّق الفطر على كثير من أنواع الخضار والفاكهة، ويمتاز بخلوّه من الكولسترول، والدهون.

 

وطيب طعمه الذي يحاكي طعم اللحوم مثل: فطر الكمأة، وأنواع معينة من فطر عيش الغراب، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة جيدة من البروتينات (تعادل اللحوم)، والنشويات، والفيتامينات، كفيتامين (د)، وفيتامين (ك)، وفيتامين (ب12)، بالإضافة إلى احتوائه على العديد من العناصر المعدنية، مثل: الكالسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، والكبريت، والنحاس، والحديد.

وتوصّل العلماء إلى استخدام فطر البنسيليوم كمضاد حيوي لمعالجة كثير  من الأمراض (البنسلين)، وأثبت العلم احتواء الفطر على مادة فعالة اوقفت نمو الاورام السرطانية في حيوانات التجربة.

وجرت عادة الناس إلى استخدام الخمائر ـ وهي أنواع من الفطور ـ في انتاج مشتقات الحليب كالأجبان والألبان، وفي تحسين نوع الرغيف المصنوع من دقيق القمح، والارتقاء بصناعة الحلوى والمعجّنات.

ومن أهم الأنواع الصالحة للاستهلاك البشري والطبي: الأجاريكس، والبلوروتس، والفولفاريلا، والتريكولوما، وفطر العسل، وفطر كالجان، وفطر رأس القرد، وفطر الشيتاكي، وفطر الصنوبر، وغيرها.

وتحتاج مزارع انتاج الفطر بكميّات تجاريّة إلى خبرات علميّة، وإمكانيات ماليّة، وتكنولوجيّة لضبط الحرارة والرطوبة والتهوية.

زراعة الفطر:

تشكّل المواد العضويّة المتحلّلة، أو (البيئة الصناعيّة) الأرضيّة المناسبة وسطاً لاستنبات الفطر، ويمكن توفيرها من نشارة الخشب، أو مسحوق أغصان وجزوع الأشجار،  وقشور الأرز، وتبن القمح، والحشائش الجافّة، وعيدان القصب والذرة والبوص، ثم إضافة (الردّة الخشنمة) بنسبة 5%، والجبس الزراعي أو الكلس المطفأ بنسبة 5%.

تعبّأ البيئة في أكياس بلاستيكيّة، ثم تنقع في الماء 3 ساعات، ثم تسخّن إلى درجة الغليان لتتم عمليّة التعقيم، ثم تترك حتّى تبرد وتجف قليلاً.

نضع في كيس بلاستيكي شفاف عدداً من طبقات البيئة بسماكة 10سم لكل طبقة، بحيث ترش التقاوي بين كل طبقتين، ثم توضع طبقة أخيرة من البيئة بسماكة 5سم.

يربط الكيس ويوضع على الرف لمدّة اسبوعين أو ثلاثة (فترة التحضين)، ثم يفتح من الأعلى، ونجري على سطحه الجانبي عدداً من الشقوق لتتنفّس البذور البيضاء النامية. 

ويجب رش الأكياس برذاذ الماء يوميّاً، وتوفير الظروف البيئيّة المناسبة لنمو البذور.

ولزيادة انتاج محصول الفطر وتحسين نوعيّته يجب على المزارع:

1 ـ العناية بالنظافة التامة لمكان الإنتاج وخلوّه من الجراثيم والحشرات (أرض اسمنتيّة وجدران خالية من الشقوق وشبك على النوافذ).

2 ـ توفير الظروف لنمو الفطر مثل درجة الحرارة المناسبة لكل نوع من أنواع الفطر، ودرجة الرطوبة.

3 ـ توفير التهوية الملائمة لمكان الانتاج بشكل طبيعي أو بالمراوح، حيث أنّ الفطر يحتاج إلى الأكسجين لتنفسه بخلاف النبات.

4 ـ تظليل مكان الانتاج (ضوء خافت) بعيد عن أشعّة الشمس، واستخدام المصابيح الخافتة.

5 ـ اختيار البذور (التقاوي) الجيّدة من المصادر الموثوقة.(2)

ومن الجدير بالذكر أنّ الكيلوغرام الواحد من (التقاوي) ينتج 6 كيلو من ثمار الفطر.

ولا تحتاج زراعة الفطر إلى رشّها بالمبيدات الحشريّة التي تلوّث البيئة.                                             ( (Honey fungus

ويمكن لمشروع انتاج الفطر أن يعمل على مدار العام، بخلاف الزراعة التقليديّة الموسميّة.

وتستخدم مخلفات زراعة الفطر كعلف للحيوانات، أو كسماد للتربة.

وتحفظ بذور الفطر  مبردة  لفترة  قد  تزيد  عن  شهرين.

لكن  تبقى  البذور  الطازجة  هي  المفضلة  لأسباب عدة  تتعلق  بالجودة  والكمية

ومن الفطر نوع عرفه العرب وسموه بالفطر القتّال، ويسبّب الموت أو الإغماء أو القيئ، ووصفوا له الخلّ بالملح، وقالوا أكل الفجل ينفع من الاختناق العارض من أكل الفطر القتال.

وميّز ديسقوريدس بين الفطر المفيد والقتّال بقوله: "منه ما يصلح للأكل ومنه ما لا يصلح ويقتل، والأسباب التي يكون منها الفطر قتالاً كثيرة، فمنها أنه ربما ينبت بالقرب من مسامير صدئة أو خرق متعفنة أو أعشاش بعض الهوام الضارة أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتالاً إذا نبت بالقرب منها، وقد يوجد على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة، وإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعاً، وأما الصنف الآخر فيستعمل في الأمراق وهو لذيذ".

وميّز صاحب كتاب الفلاحة الفقع عن الفطر فقال: "هو شيء يتكون تحت الأرض بقرب المياه وهو مدور أبيض أكبر من الكمأة يوجد في الأرض وكل واحدة منه قد شققت ثلاث أو أربع قطع إلا أن بعضها ملتصق ببعض وهو أسلم من الفطر، وليس فيه شيء يقتل كما في الفطر". (3)

 

المراجع:

1 ـ الموقع الأكاديمي والتقني الأوّل للفطر في العالم.

2 ـ انتج كوم خطوات زراعة عيش الغراب.

3 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ص 320 ابن البيطار.

الزيارات: 2273