النيلوفر أو عرائس النيل Nymphaea alba

نشر بتاريخ: الإثنين، 02 أيار 2016 كتب بواسطة: Super User

 نبات مائي معمّر يطول ساقه وفق عمق الماء، له أوراق صفيحيّة، وزهر أبيض جميل المنظر، وبتلات الأزهار تكون مشوبة باللون القرنفلي، ويعرف بمصر بعرائس النيل.
والشائع أنّ أوراقه تنطبق على النحل، ومن هنا جاءت تسميته بقاتل النحل.
ووصف داود بن عمر النيلوفر بأنّه نبات هندي، وأكثر نبته في مستنقعات الماء العذب الواقف في أرض طيّبة، ومن شأنه أن يحوّل وجهه إلى الشمس إذا طلعت، ويزيد انفتاحه زيادة

علو الشمس، فإذا أخذت في الهبوط أخذ في الانهضام حتى يكمل انهضامه عند غياب الشمس، ويغطس في الماء، ويبقى كذلك في كل يوم وليلة، وهو نبات قمري يزيد بزيادة القمر وينقص بنقصانه، وقيل إنّ عصفوراً لطيفاً يجيئ فيدخل فيه، فيضمّ عليه ويغيب في الماء الليل كلّه، فإذا طلع الفجر طلع وانفتح فيطير.
وتحدّث عن خواصّه واستطباباته فقال: وهو بارد رطب أصله، إذا جعل على البهق والبرص أزاله، وهو ينوّم ويسكّن الصداع الحارّ، ويكسر شهوة الباه، ويمنع الاحتلام إذا شرب منه درهم بشراب الخشخاش، ويجمّد اللبن، وبزره ينفع النزف، وإذا غلي بالماء وضرب على رأس من نالته حرارة نفعه، وإذا ضمّد به داء الثعلب أزاله، وقيل إنّ شربه يضر بالمثانة. (1)
ويطلق على النيلوفر البشنين وفيه يقول ديسقوريدس في الرابعة: بشنين: لوطوس الذي يكون بمصر ينبت في الماء إذا أطبق النيل على أرض مصر (طوفان النيل)، وهو نبات له ساق شبيه بساق الباقلا، وزهر أبيض شبيه بالشعر، ويقال: إنه ينبسط إذا طلعت الشمس وينقبض إذا غربت، وأن رأسه إذا غربت الشمس غاص في الماء، وإذا طلعت ظهر على وجه الماء، ورأسه يشبه العظيم من رؤوس الخشخاش، وفي الرأس بزر شبيه بالجاورس وتجففه أهل مصر ويطبخونه ويعملون منه خبزاً، وله أصل شبيه بالسفرجلة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وطعمه مطبوخاً يشبه طعم صفرة البيض.
وقيل: إنه يزيد في الباه ويسخن المعدة ويقطع الزحير. وقال ابن رضوان في مفرداته: إنه مقو للمعدة، وقد اعتبرته فوجدته غذاء ليس بالرديء.
وسمّاه ابن البيطار نيمقا وقال: هو النيلوفر أيضاً ومعنى هذا في اليوناني العروس المنجلية.
وجمع ابن البيطار أقوال الأطباء في النيلوفر فذكر قول أمين الدولة بن التلميذ في أصل تسميته فقال: هو اسم فارسي معناه النيلي الأجنحة أو النيلي الأرياش وربما سمي بالسريانية ما معناه كرنب الماء.
ونقل وصف واستطبابات ديسقوريدوس في الثالثة للنيلوفر فقال: هو نبات ينبت في الآجام والمياه القائمة وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قينوريون وتأويله العروس إلا أنه أصغر منه وأطول بشيء يسير وقد يظهر على الماء ومنه ما يكون داخل الماء ورق كثير مخرجه من أصل واحد وزهر أبيض شبيه بالسوسن وسطه زعفراني اللون إذا طرح زهره كان مستديراً شبيهاً بالتفاحة في الشكل أو الخشخاشة وفيه بزر أسود عريض مر وله ساق ملساء ليست بغليظة سوداء شبيهة بساق النبات الذي يقال له قينورين وأصل أسود حسن شبيه بساق النبات الذي يقال له قينورين أو بالجزر يقلع في الخريف ومتى قلع وشرب الأصل بالشراب نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء، وحلل ورم الطحال وقد يتضمد به لوجع المعدة والمثانة، وإذا خلط بالماء الصافي وصير على البهق أذهبه، وإذا خلط بالزفت وصير على داء الثعلب أبرأه، وإذا أدمن شربه أياماً أضعف ذكره وقد يشرب للاحتلام فيسكنه وبزره أيضاً يفعل ما يفعله الأصل في هذه الأشياء جميعاً ويوجد هذا النبات كثيراً في المواضع التي تسمى الموطس، وقد يكون من هذا النبات صنف آخر له ورق شبيه بالذي وصفنا وأصل أبيض خشن وزهر أصفر مشرق اللون مساو لورق الورد وأصله وبزره إذا شربا بالشراب الأسود نفعا من سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم وينبت كثيراً في بلاد إيطاليا في النهر الذي يقال له قسوس.
وقال جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات وبزره فيهما قوة تجفف بلا لذع فهو لذلك يحبس البطن ويقطع سيلان المني ودروره الكائن بلا احتلام بإفراط وينفع من قروح الأمعاء، وما كان منه أبيض الأصل فهو أقوى من الأسود حتى أنه يقطع النزف العارض للنساء وقد يشرب منه ما هو أبيض وما هو أسود الأصل لهذه العلة بالشراب القابض، وفيهما أيضاً جميعاً قوة تجلو لذلك يشفيان البهق وداء الثعلب شفاء عجيباً ولعلاج البهق يعجنا بالماء ولداء الثعلب بالزفت الرطب والأنفع في هاتين العلتين النوع الذي أصله أسود كما أن الأبيض نافع لتلك العلل الأخر. ابن سينا: زهره ينوم ويسكن الصداع إلا أنه يضعف وبزره نافع لوجع المثانة وكذا أصله وشرابه شديد التطفئة نافع من الحميات الحادة.
وقال في كتاب الأدوية القلبية: يقرب في أحكامه من الكافور إلا أنه يرطب لقوته وكثرة برودته فيحدث في جوهر روح الدماغ كلالاً وفتوراً إلا أن يكون محتاجاً إلى ترطيب وتبريد لتعديل، وأما الروح التي في القلب فيشبه أن لا تنفعل عن المعنى الضار الذي فيه انفعال الروح الذي في الدماغ حتى تقويه منفعته بل خاصيته التي في عطريته تقوي الروح التي في القلب

ويكون دفع ضرر برده ورطوبته به إلى حد ما يعدل بالزعفران والدارصيني.


وقال عيسى بن ماسه: هو بارد في الدرجة الثالثة رطب في الثانية لطيف الأجزاء غواص ويذهب بالسهر الكائن من الحرارة ويكون ببلاد مرو ضرب من النيلوفر فيه حدة وحرارة ولطافة، وأما إذا أردنا إسخاناً في أوجاع باردة فاستعملناه فوجدناه صالحاً وشربه صالح للسعال وأوجاع الجنب والرئة والصدر ويلين الطبيعة ويبرد. التجربتين: هو أكثر ترطيباً من البنفسج ولا يضر بالمعدة إضراره.
ودهن النيلوفر: بارد رطب، وقالت الأطباء: منافعه كمنافع دهن البنفسج إلا أنه أقوى فعلاً منه في الصداع الحار، فإنه ينفع منه منفعة بالغة وهو يقوم مقامه في غير ذلك واتخاذه كما وصفنا لك في دهن البنفسج سواء.(2)
ويحتوي نبات النيلوفر على المواد الفعاله التالية: نوفارين ، كاردينوليد ، نيمفالين ، ميريسيترين ، مواد عفصيه ، فلافولانيات.
وذكر العشاب الإنجليزي نيكولاس كليبر من القرن السابع عشر "تبرد الأوراق كل الالتهابات وكذلك الأزهار، إما عن طريق الشراب وإما المربى، الشراب مفيد جداً في جلب الراحة وتهدئة أعصاب الغاضبين عن طريق تبريد اعتلال الرأس".
وتستخدم جزوره كمنوّم ومسكّن ومهدّئ للشبق الجنسي.

المراجع:
1 تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب ص 7 داود بن عمر مخطوط جامعة الملك سعود.
2 الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ص 57 و 172 و436 و437 ابن البيطار.

 

الزيارات: 8471