الزعيم التاريخي لمسلمي القرم مصطفى جميليف
الزعيم التاريخي لتتار القرم المسلمة، رئيس مجلس شعب تتار القرم، ونائب القرم في البرلمان الأوكراني بين عامي (1918 2013).
ولد في شبه جزيرة القرم المطلّة على البحر الأسود في عام 1943، هجّر وهو طفل رضيع على صدر أمّه، مع عشرات الآلاف من أطفال الأسر التاتاريّة المسلمة التي رحّلها الطاغية جوزيف ستالين بالعربات، وصادر ممتلكاتها، متهماً إيّاها بالولاء لألمانيا، خلال الحرب العالميّة الثانية إلى أوزباكستان، حيث قضى نحو 300 ألف من الأطفال والنساء والمسنين، جوعاً وبرداً ومرضا، بينما كان الطاغية بسوق آباءهم إلى جحيم معاركه قسراً.
عاش جميليف مأساة شعبه ومعاناته، فنشأ ثائراً على الاحتلال الروسي ولم يستسلم، وقضى في السجون ومعسكرات الاعتقال والمنافي بسبب نشاطه المعادي للنظام السوفيتي خمسة عشر عاماً، وفي الفترة نفسها نظم اولى طلائع عودة التتار الى القرم.
وكان الرئيس الروسي غورباتشوف قد سمح لتتار القرم بالعودة إلى ديارهم، وجرى ضم القرم إلى أوكرانيا التي نالت استقلالها في عام 1991.
إلا أن الحنين إلى الحقبة السوفييتيّة الاستعماريّة عاود الرئيس بوتين، فقام باحتلال شبه جزيرة القرم في عام 2014.
ولم ينخدع جميليف بالمرسوم الذي وقعه بوتين الذي يقر فيه بأن ترحيل التتار الجماعي أثناء حكم الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين في الأربعينات كان غير قانوني، ويمنحهم هم والأقليات الأخرى حق الحكم الذاتي.
فأعلن معارضته لضم بلاده إلى روسيا التي تحمل سجلاً استعماريّا حافلاً بالجرائم ضدّ الشعوب المسلمة، وكان من البديهي أن يتهم بزعزعة استقرار الأوضاع، وصدر قرار بمنع الرجل المؤيد لاستقلال ووحدة اوكرانيا من دخول القرم لمدة خمس سنوات بعد ان ضمت هذه المنطقة لجنوب اوكرانيا.
دعا تتار القرم الى مقاطعة الاستفتاء، وطالب »حلف شمال الأطلنطي بالتدخل كما فعل في كوسوفو قبل وقوع مجزرة في القرم».
قال مصطفى جميليف إن تتار القرم الذين رحلتهم السلطات السوفيتية بأعداد كبيرة قبل 70 عاما يخشون من أعمال قمع جديدة اذا أدى استيلاء الجيش الروسي على شبه جزيرة القرم إلى هيمنة سياسية رسمية.
وقال: لقد حاربنا للعودة إلى موطننا على مدى 50 عاما وسيكون من الافضل لنا الموت هنا بدلا من التعرض لعملية ترحيل جديدة.
وقام حرس الحدود بتسليمه لدى مغادرته القرم صباح اليوم 22/4/2014 الى كييف امرا رسميا يحظر عليه العودة الى القرم التي ضمتها موسكو.
وتقديراً لنضاله، منح في عام 2014 جائزة "تضامن" التي انشأتها بولندا في حفل في القصر الملكي في وارسو بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات.
وصرّح يخف اونسا الرئيس التاريخي لنقابة "تضامن" البولندية ورئيس لجنة تحكيم الجائزة "نشكركم على معركتكم الكبيرة والسلمية والعاقلة، بالرغم من انها لم تصل الى النصر بعد، نطلب منكم فيما نشكركم ان تواصلوا النضال.
وصرح "كم من الزمن ستبقى ارضنا محتلة وامتنا مهانة، هذا يعتمد على تضامن شعوب العالم في مكافحة حركة سلب دولية".
الزيارات: 2206