علي (علييف) عدلو
الزعيم الداغستاني الذي جمع بين الأدب والسياسة في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين
(1350/1932 ـ 1436/2015)
مفكّر إسلامي داغستاني، أديب صحفي، شاعر أواري (لغة أحد شعوب القوقاز)، أحد قادة نضال مسلمي داغستان.
ولد في مقاطعة جيداتل (المقاطعة السوفييتيّة أوارد) سابقاً بداغستان، الأرض التي وصفت بأنّه يسكنها الشعر و يحكمها القرآن، وأنّ صبيانها يولدون شعراء وفرسان، ولا ينحني رجالها سوى لله والجمال.
ظهرت مواهبه الأدبيّة في وقت مبكّر، وأخذ ينشر قصائده الشعريّة في الصحف المحليّة وهو طالب بالمرحلة الثانويّة، تخرّج بمعهد موسكو للأدب.
نظم أكثر من ثلاثين ديواناً من الشعر الكلاسيكي باللغتين الأواريّة والروسيّة، كان لها صدى في الأدب يتردّد بين بين قمم جبال القوقاز جنوبا وساحل بحر قزوين شرقا، وترك غرساً طيّباً أزهر صحوة مباركة في جبال القوقاز ستنبئك قابل الأيّام أخبارها.
وكان في عداد أنصار إصلاحات غورباتشيف الاقتصاديّة (البيرسترويكا) أو إعادة البناء.
دعا إلى حريّة شعبه واستقلاله والانعتاق من النير الروسي، وكان يأمل أن تصحّح موسكو علاقتها بالشعوب المسلمة، وتمنحها الاستقلال، إلاّ أنّ خلفاء غورباتشيف خيّبوا أمله، ولم ينصفوا شعبه، فأعلن انسحابه من اتحاد الكتّاب الداغستانيين في عام 1994 احتجاجاً على الاستبداد والتسلّط الروسي.
وهل يستطيع داغستاني يملك ذرّة من الوطنيّة والإيمان أن ينسى جرائم الإبادة الجماعيّة وحملات التطهير التي ارتكبها البلاشفة في داغستان، حيث انخفض عدد السكان من ثمانية ملايين إلى مليون ونصف خلال نصف قرن، فكيف بهذا الشاعر الغيور المرهف.
انتخب رئيساً لحركة (الجماعة) التي تهتم بالسياسة والثقافة في المجتمع الأواري، فكان خادماً أمينا للقضيّة التي أسّست من أجلها.
وترأس تحرير صحيفة (لواء الإسلام) في عام 1994، وأقام علاقات طيّبة مع قادة الحركة الوطنيّة خلال جولاته في بلاد الشيشان، ووقف إلى جانب الزعيم الشيشاني المسلم شامل باساييف والمجاهد خطّاب، فلمّا فشلت الحركة لجأ إلى جورجيا، ثمّ إلى تركيّا بين عامي (1999 ـ 2004).
وقامت الحكومة الروسيّة بإدراج اسمه في قائمة المطلوبين الاتحاديّة والدوليّة، وشوّهت سمعته، وحذفت قصائده من المناهج المدرسيّة، وسحبت كتبه من المكتبات العامّة وأحرقتها، ودمّرت سجلاته الصوتيّة في مكتبة الإذاعة.
وبعد اغتيال الرئيس قديروف الموالي لموسكو عاد إلى وطنه طواعية في عام 2004 بموافقة إداريّة، حيث جرى اعتقاله وتقديمه إلى المحكمة، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات مع وقف التنفيذ، ووضع تحت المراقبة، وحاصرته عيون السلطة الغاشمة، ولم يكن أفراد أسرته بمعزل عن الملاحقة.
وفي 30/8/2015 انتقل إلى الرفيق الأعلى الشاعر الإسلامي الفذ علي عدلو تاركاً أثراً لا يمحى في نفوس مواطنيه، وقصائد نابضة بالحياة تتغنّى بالنضال والحريّة، يترنّم بها شعب داغستان، وجرى دفنه في العاصمة محج قلعة في احتفال مهيب.
(1) مجلة أحوال المسلمين ـ محج قلعة 4/9/2014 القائد الداغستاني الذي جمع بين الأدب و السياسة في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين.
الزيارات: 1923