الشهيد مير قاسم بن مير طيّب علي

نشر بتاريخ: السبت، 01 تشرين1/أكتوير 2016 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(1372/1953 1437/2016)

القيادي الذي أعدمه العلمانيّون على جريمة لم يرتكبها قبل خمسة وأربعين عاماً 

عضو المجلس التنفيذي المركزي للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، والمسؤول المالي بالجماعة، وممثل الجماعة لدى رابطة العالم الإسلامي، وعضو إداري في مؤسسة العلامة إقبال سانغساد، والجامعة الاسلامية في شيتاجونج، وجامعة دار الإحسان، وإدارة مركز الاستراتيجيات ودراسات السلام.

ولد في منطقة مونشيدانجى سوتالورى وسط بنغلاديش، 

انضم في المرحلة الثانويّة إلى الرابطة الطلابيّة في عام 1967، وترأس الرابطة الإسلاميّة في الجامعة في عام 1971، وانتخب أميناً عاماً للرابطة الطلابية الاسلامية لباكستان الشرقية في عام 1977، وانضمّ إلى "الجماعة الاسلامية" في عام 1980م وتولى في "الحزب الاسلامي" الذراع السياسي للجماعة الاسلامية داخل الجامعات الذي أسّسه "نور الإسلام بلبل، مناصب قياديّة.

 وعقب حرب الاستقلال عن باكستان في 1971 غادر مير قاسم علي بنغلاديش إلى المملكة العربية السعودية، وأقام فيها أربع سنوات، عاد بعدها في 1975 عقب إصدار عفو عام من قبل حكومة مجيب الرحمن العلمانيّة.

ترأس مير قاسم علي مجلس إدارة شركة "ديغونتو" الإعلامية، وهي ذراع إعلامي قوي للجماعة الإسلامية في بنغلاديش.

وأسّس بنك بنجلاديش الاسلامي “IBBL” وبنى من خلاله امبراطورية تجارية ومالية تخدم الجماعة، بالإضافة إلى مشروعات خيرية. 

وبسبب النجاح الذي حقّقه البنك على يده أصبح من اكبر 3 بنوك في جنوب اسيا. 

وتخشى القوى العلمانيّة وحزب عوامي من دعمه المالى للجماعة الاسلامية.

واشتغل في الإعلام وأسّس جريدة daily Naya Diganta، ويعتبر المؤسس والممول الاساسى لجريدة “ديلى نايا ديجانتا” عام 2005 التي تعد من اكبر الصحف اليومية (تطبع 125 الف نسخة)، ومؤسس قناة Diganta الفضائية.

وصدرت مذكرة اعتقال ضده لمحاكمته على جرائم لم يرتكبها مع إخوانه، بعد واحد وأربعين عاماً من وقوعها يوم 25 مايو 2012.

وافترى الادعاء عليه واتهمه بأنه كان قائدا رئيسيا لميليشيا "بدر" الموالية لباكستان في مدينة شيتاغونغ خلال حرب الاستقلال (الانفصال) وكأنّ التمسّك بوحدة جناحي باكستان (الشرقيّة والغربيّة) والزود عنها ضد أطماع الهند، والسعي لتحرير كشمير جريمة لا تغتفر.

وادّعت المحكمة الخاصّة بأنّ مؤيدي جيش باكستان، التي كانت بنغلاديش جزءا منها، أشاعوا تحت قيادته "عهدا من الإرهاب" في مدينة تشتاغونغ عام 1971..

وأثارت محكمة جرائم الحرب التي شكلتها الحكومة انقساما في البلاد، واعتبر مؤيدو "الجماعة الإسلامية" و"الحزب القومي" أكبر أحزاب المعارضة في بنغلادش أنها تهدف إلى تصفية قادتهم.

وحثت مجموعة من الخبراء القانونيين التابعين للأمم المتحدة الحكومة البنغلاديشية على إلغاء حكم الإعدام الصادر بحق السيد مير قاسم علي، وطالبوا بإعادة عملية المحاكمة بما يتوافق مع المعايير الدولية، بسبب التجاوزات القانونية وعمليات التشويه والعيوب القانونية التي شابت إجراءات التقاضي، فيما أعرب العديد من المراقبين الدوليين البارزين عن شكوكهم من عدالة المحاكمات السابقة لقياديين معارضين بارزين في المحكمة، والذين صدرت بحقهم عقوبة الإعدام.

وبعدما رفضت محكمة بنغلادش العليا طلب استئناف أخير قدمه، رفض علي التقدم بطلب للرئاسة للعفو عنه، وهو ما يتطلب الاعتراف بالذنب.

والتقى علي أفرادا من عائلته للمرة الأخيرة في السجن قبل ساعات من تنفيذ الحكم، وقالت طاهرة تنسيم إحدى بناته " أكد والدي طوال الوقت أنه بريء، وقال إنه يتم قتله بدون مبرر".

وتابعت "قال إن الحكومة القمعية تقتلهم (الزعماء الإسلاميون) لمنع الإسلام من الرسوخ في المجتمع والبلاد".

ورفضت الحكومة كافة النداءات وأصمّت أذنها عن المناشدات، وجرى تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في سجن كاشيمبور في غازيبور على بعد حوالى 40 كلم شمال العاصمة دكا، وسط تدابير أمنية مشددة خارج السجن وفي العاصمة فجر يوم 3/9/2016. 

"وشكّك الشيخ يوسف القرضاوي في عدالة قرار المحكمة بإعدام مير قاسم في قضية يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة عقود، كان عمره في وقت هذه الأحداث لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، ولا أدري كيف يحاكم الإنسان على أحداث مضى عليها أكثر من خمسة وأربعين عاما؟ وكيف استطاعت المحكمة أن تجد من يشهد على ما ادُعِيَ عليه من تهم بعد كل هذه السنين؟ فكل البراهين دالة على أن هذه المحاكمات صورية، ولأغراض سياسية واضحة".

وكان حكم الإعدام قد نفّذ في خمسة من قادة المعارضة بينهم أربعة من القياديين الإسلاميين هم: أمير الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش مطيع الرحمن نظامي، ونائب الأمين العام للجماعة عبد القادر ملا، والأمين العام الشيخ علي إحسان محمد مجاهد، والقيادي محمد قمر الزمان، كانوا قد أدينوا ظلماً بجرائم حرب لم يرتكبوها منذ 2013، وقد نفذت بهم الأحكام جميعا بعد يوم واحد من رفض المحكمة العليا طلبات الاستئناف التي تقدموا بها إمعاناً في الظلم.

وقال المتحدث الإعلامي باسم "جماعة الإخوان المسلمين": "لقد مضى مير قاسم إلى الدار الآخرة كما يمضي كل يوم الملايين ولكنه غادر الدنيا لا كما يغادر الضعفاء، بل غادر عزيزاً كريماً بعد أن وفىّ وأدّى الأمانة، وليحمل الراية من بعده إخوانه ليس في بنجلاديش وحدها ولكن في كل أرض وفي كل مصر".

وقال ابراهيم منير نائب المرشد: "تم إعدامه ظلما وعدوانا بعد محاكمات سياسية غير عادلة أدانتها كل تقارير منظمات حقوق الإنسان والمراقبين الدوليين، وكافة القوى السياسية البنغالية واصفين إياها بافتقارها لأدنى ضمانات العدالة وأنها ذات دوافع سياسية".

ودعا أبناء الجماعة للثبات على مواقف الشهيد الذي أبى أن يتقدم بأي طلب لنيل العفو من الحكم الجائر.

وأضاف منير: "تهيب الجماعة بكافة المنظمات والقوى السياسية المهتمة بحقوق الإنسان في العالم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بردع السلطات البنغالية الحالية لدفعها لإيقاف هذا المسلسل الدموي الذي يمثل ابشع اعتداء وانتهاك لحقوق الإنسان في البلاد".

وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب "البناء والتنمية" المصري في تصريحات للأناضول، إن "الصمت الدولي المريب ضد الإعدامات البشعة ضد قادة الجماعة الإسلامية يعد تصريحاً بالقتل والإبادة لمسلمي بنغلاديش، فضلاً عن ازدواجية المعايير للغرب الذي يرفض عقوبة الإعدام".

وأصدر أمير الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش الشيخ مقبول أحمد بياناً دعا فيه إلى الإضراب العام في البلاد، وقال إنّ "هذه الحكومة الظالمة الفاشية القمعية المستبدة رفعت دعاوى قضائية ملفقة ومفبركة ضد معظم الزعماء والقياديين البارزين للجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم أميرها مطيع الرحمن نظامي، موجهة ضدهم تهما باطلة وكاذبة بارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومن بين هؤلاء عضو اللجنة التنفيذية للجماعة مير قاسم علي الذي وجهت إليه الحكومة، ممثلة بالنيابة العامة تهما باطلة ملفقة ومفبركة ووهمية لا أساس لها من الصحة، حيث إن اسمه غير موجود في أي من الوثائق التي قدمتها النيابة العامة أو فريق الادعاء العام للمحكمة على التهم الموجهة والمنسوبة إليه في هذه القضية الملفقة والمفبركة، والأكثر من ذلك أن الأستاذ مير قاسم علي لم يكن موجودا في الأماكن التي جاء ذكرها في وثائق النيابة العامة، والتي تضمنت وقت وتاريخ ومكان حدوث الجريمة، على حد زعمهم".

 

المراجع:

1- "فرانس 24" 4/9/2016 بنغلادش: تنفيذ حكم الإعدام في مير قاسم علي أحد أبرز قادة الجماعة الإسلامية.

2-BBC 3/9/2016 بنغلاديش تنفذ حكم الإعدام في مير قاسم علي أحد قادة الجماعة الإسلامية.

3 - السبيل 3/9/2016 بنغلاديش تنفذ حكم الإعدام في مير قاسم علي أحد قادة الحزب الإسلامي.

4 -رأي اليوم 3/9/2016 SEPTEMBER 4، 2016

نائب مرشد “الإخوان” بمصر يستنكر إعدام “مير قاسم علي” في بنغلاديش.

5 -القدس العربي 4/9/2016 رداً على إعدام “مير قاسم”.. الجماعة الإسلامية في مصر تُحذر من “إبادة” لمسلمي بنغلاديش.

6 -هيومن رايتس ووتش 3/9/2016 منظمة "هيومن رايتس ووتش"الحقوقية تطالب الحكومة البنغلاديشية بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام على القيادي المعارض مير قاسم علي. 

7 -بنغلاديش جماعت إسلامي 5/9/2016 بيان الشيخ القرضاوي بشأن إعدام مير قاسم علي.

8 -بوابة الحركات الإسلاميّة 3/9/2016 الإخواني "مير قاسم على" ثامن قيادي بالجماعة الإسلامية ببنجلاديش المحكوم عليه بالإعدام.

9 -كلمتي نت 30/8/2016 بعد الحكم بإعدامه.. 8 معلومات عن زعيم أكبر حزب إسلامي ببنجلاديش

الزيارات: 1872