تربية الصقور Falcon
مثل أي حيوان أليف يجري تربية الصقور في كثير من دول العالم لإشباع هواية مقتنيها، أوكمشروع انتاجي أو تصديري يدرّ على صاحبه المال الوفير، وقديماً أفرد العرب لعلم أحوال الطيور الجوارح وتربيتها وتدريبها علماً خاصّاً سموه (البيزرة)، وألّفوا في هذا العلم الكتب، ومنها ما ذكره ابن النديم الورّاق في (الفهرست).
واليوم تعتبر دولة قطر بورصة الصقور في منطقة الخليج، ويقدر عدد من التجار وجود 20 ألف صقر على الأقل في قطر يصل مجمل أسعارها إلى 300 مليون ريال، ومتوسط حركة تجارة الصقور
ومستلزماتها السنوية بقطر تصل إلى 200 مليون ريال. الصقر الحر
ويحرص الصيّادون على اقتناء أفضل سلالات الصقور وأجملها، وأكثرها تدريباً، ليستمتعوا برحلة صيد في أطراف البادية، لقنص الحباري والأرانب البريّة، وجرت عادة القدماء على اقتناء الصقور لاصطياد الحمام الزاجل الذي يحمل رسائل الأعداء.
وتسعى كثير من دول العالم للمحافظة على هذه الرياضة التراثيّة المتعلّقة بتاريخ البدو والصحراء، وعقد السباقات وحماية الأنواع النادرة من الانقراض بسبب الزحف العمراني والتلوّث البيئي، والتغيّر المناخي، ووضع البرامج لتكثيرها وزيادة عددها، حتى أنّ دولة مثل الإمارات خصّصت لها العيادات الخاصّة لرعايتها، واتخذتها بعض الدول شعاراً لها، بسبب الصفات التي تتمتع بها، ومنها الشجاعة والكبرياء، والشموخ، ووضعت القوانين الناظمة لتصديرها ونقلها عبر العالم. الصقر الشاهين
ومن الجدير بالذكر أن الصقور من أقوى وأشرس الطيور الجارحة، وتطير على ارتفاع شاهق في الهواء، وأقصى سرعة يمكن أن يطير بها الصقر تصل الى 322 كيلومتر فى الساعة، وتصل سرعة انقضاض الصقر على فريسته إلى 275 كيلو متراً في الساعة، وتسمح له أجنحته المدبّبة بتغيير اتجاهه بسرعة كبيرة اثناء الطيران، ويتراوح عمر الصقر بين (12 ـ 18) عاماً.
وتتغذّى الصقور الصغيرة بالقوارض والحشرات والزواحف، وتتغذّى الصقور المتوسطة بالعصافير والضفادع، أمّا الصقور الكبيرة فتتغذّى بالطيور الكبيرة والأسماك والأرانب.
ومن أكثر أنواع الصقور انتشاراً:
الصقر الحر: وحجمه بين الجير والشاهين، ولونه بني داكن، أورمادي قريب من الأبيض، وظهره خالي من النقط، ويمتاز بالقوّة وتحمل المشاق، والصبر على الجوع والعطش، والطاعة لمدربه، وتحمّل الأمراض، وموطنه أواسط آسيا وشرق أوروبا، ويبلغ طوله (47 ـ 57)سم، وطول جناحيه حوالي 1,5م، وإناث الحر أكبرحجماً من الذكور، ومنه: الصافي والشامي والفارسي والجرودي، وأجودها الأبيض.
وصقر الجير: ويمتاز بكبر حجمه، وسرعته، وقدرته على الطيران مسافات طويلة دون توقّف، وموطنه المناطق الشماليّة الباردة من الكرة الأرضيّة، ومنه الأبيض ناصع البياض، والأسود القاتم اللون، والبني، والرمادي، والمعروف عنه قلّة الوفاء لصاحبه، ومع ذلك فهو من أثمن الصقور، لمهارته في الصيد وسرعته وشجاعته،
وصقر الشاهين: وهو طائر رشيق وخفيف، صغير الرأس، إنسيابي الجسم، وهو أسرع الصقور بلا منازع، ولونه أسود منقّط، أو بني مائل إلى الحمرة، ويمتاز بالوفاء لصاحبه، وموطنه الأصلي سيبيريا، ويهاجر إلى بلاد العرب وأوروبا والأمريكيّتين، ومنها البحريّة التي تهاجرسنويّاً إلى موطنها الأصلي للتزاوج، والجبليّة.
تدريب الصقر بالمنزل:
1 ـ اختر الصقر الصغير السن ليسهل تعلمه، وليكن من الأنواع القابلة للتعلّم، وفي صحّة جيّدة.
2 ـ في البداية، عليك بتغطية عيني الصقر بالبرقع عدّة أيّام حتى يهدأ.
1 ـ هيّئ المكان المناسب للصقر، وليكن قفصاً واسعاً وكبيراً حتى لا تقييد حريته التي اعتاد عليها، فيصعب عليك السيطرة عليه.
2 ـ قدّم له اللحوم الشهيّة، كلّما استجاب لندائك، وإذا كان الطعام طيراً فقدمه له نظيفاً خالياً من المعدة والأمعاء والجهاز البولي.
3 ـ هيّئ له الماء النظيف للشرب وخاصّة في فصل الصيف.
4 ـ اجعل الصقر الأليف صديقك، واصطحبه معك، واستبدل خوفه بتقديم الطعام، واجعله يألف صحبتك، ويحفظ اسمه، ويستجيب لندائك له، ومن علامات الاطمئنان الاستقرار على يدك دون تحريك الجناحين.
5 ـ وينصح الصقارون بمنع الطعام يوماً كاملاً عن الصقر قبل إطلاقه، ولكي لا يؤدّي حرمانه من الغذاء إلى ضعفه أو هلاكه يعطي قطعاً صغيرة من اللحم لسدّ جوعه.
تكاثر الصقور في البريّة:
يعيش الصقر منفرداً طوال العام، وفي فصل الربيع من كلّ عام يبدأ موسم التكائر، وعندها ينضم إلى جماعات الصقور في البريّة، حيث يختار الصقر أنثاه، ويبني عشّه في المناطق الجبليّة الشاهقة والمنحدرات، أو أعالي الأشجار، ليكون في مأمن من الأعداء.
وتستخدم الصقور حواف المباني لعمل العشش في المدن و هناك ما يعيش في ناطحات السحاب و يقومون بعمل الأعشاش فيها والعيش بها بعيدا عن التجمعات السكانيّة.
يبدأ الصقر فى التزاوج بعد مرور سنة من مولده وتضع انثى الصقر (3 ـ 6) بيضات فى المرة الواحدة، وتقوم الانثى برعاية صغارها حتى يصبحوا اكبر حجما واكثر قوة ليبدأوا فى الطيران واقتناص الفرائس والدفاع عن انفسهم.
تكاثر الصقور في الأسر:
في بداية فصل الربيع يبدأ موسم تكاثر الصقور في البريّة، ويمكن أن تتكاثر الصقور في الأسر إذا كان الذكر والأنثى بعمر مناسب، وبصحّة جيّدة، وكانت البيئة مناسبة لوضع البيض، وتسعى بعض المؤسّسات العامّة والخاصّة، لزيادة أعداد الصقور وتهجينها من الأنواع المشهورة للحصول على طيور سريعة وجميلة وحمايتها، فتهيّئ لها الظروف المشابهة للتكاثر ووضع البيض، ويتناوب الذكر والأنثى على حضانة البيض (28 ـ 32) يوماً، والعناية بالفراخ بعد فقسها حتى تصبح قادرة على الاعتماد على أنفسها، ويمكن جمع البيض في فقّاسة كهربائيّة معدّة لهذا الغرض، والعناية بها بعد فقس البيض، على أيدي خبراء، أو هواة محترفين.
المراجع:
1 ـ وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات العربيّة، الصقور في دولة الإمارات العربيّة.
2 ـ سحر الكون نت معلومات عن الصقر احد الطيور الجارحة.
3 ـ الذاكرة الليبيّة، تعرّف على أنواع الصقور.
4 ـ لوسيل نت، 200 مليون ريال التجارة السنــــــوية من الصقور ومستلزماتها في قطر.
5 ـ بروفيدنس تصوير الحياة البرية في المناطق الحضرية بواسطة بيتر جرين.