البصل Onion

نشر بتاريخ: الإثنين، 08 شباط/فبراير 2016 كتب بواسطة: اعداد: محمد علي شاهين

مجلة الغرباء (6)
ينتمي البصل إلى الفصيلة النرجسيّة (الزنبقيّة)، وهو محصول حقلي وافر الانتاج، مقاوم للآفات الزراعيّة، وتتحمل نباتات البصل فى الطور الخضري من نموها بشكل عام درجات الحرارة المنخفضة، ويجفّف البصل على شكل شرائح أو مسحوق، وهو قابل للتخليل، وله رائحة نفاذة مهيّجة.
وقد أدرك قيمة البصل الغذائيّة والدوائيّة حيث أنّه قاتل للفيروسات والبكتيريا والفطريات ومضاد للسعال، فراعنة مصر القدماء فكانوا يقدّسونه ويضعونه في توابيت الموتى، وكانوا يضعوه في قوائم الأغذية المقويّة التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الإهرامات. 


ووافقهم عدد من القدماء والمحدثين: فقال (هيروديت) المؤرخ القديم: "عجبت للمصريين كيف يمرضون ولديهم البصل والليمون " ولذا فإنه يسمى البصل بالكرة الذهبية لما فيها من المنافع الغنية
يقول ابن البيطار:"البصل فاتق لشهوة الطعام، ملطف معطش ملين للبطن، وإذا طبخ كان أشد إدراراً للبول، ويزيد في الباه إن أكل البصل مسلوقاً، ويقطع رائحة البصل الجوز المشوي والجبن المقلي.
وقال داود الأنطاكي في تذكرته عن البصل:" إنه يفتح السدد، ويقوي الشهوتين، خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب الأيرقان، ويدر البول والحيض، ويفتت الحصى".
وقد جاء في مجلة " كل شيء" الفرنسية أن العالم الطبيب جورج لاكوفسكي حقن بمصل البصل كثيراً من المرضى ولاسيما مرضى السرطان فحصل على نتائج باهرة.
يقول الإمام الرازي: "إذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة.. والبصل المخلل فاتق للشهوة".
ويحتوي البصل على مادة اللينز، وكذلك متعددة السكاكر ومواد سكرية ومن أهمها السكروز، وفلافونيدات، وستيرودات صابونية، ومواد معدنية من أهمها الكالسيوم، والفوسفور، والحديد، والكبريت، وفيتامين أ، وفيتامين ج، ومركب الجلوكوزين التي تحدد نسبة السكر في الدم وهي تعادل الانسولين في مفعوله.
ويحتوى كل 100 جرام من البصل الطازج على 88 جرام من الماء، 1 جرام من البروتين، 10 جرام كربوهيدرات، 32 ملجم كالسيوم، 44 ملجم فوسفور، 50 وحدة دولية من فيتامين أ، 0.03 ملجم من فيتامين ب1، 40 ملجم ريبوفلافين، و9 ملجم من فيتامين ج.
أما الأمراض التي تعالج بالبصل فهي: السعال الديكي والربو والتهابات الرئة، والبروستاتا، وعسر البول، ويقوي النشاط الجنسي ويزيد الطاقة، والمرضى النفسانيين، والسرطان والقروح السرطانيّة، والروماتيزم، والكدمات والرضوض، والتئام الكسور، والدمامل، والثآليل، والقروح المتعفنة، والصداع، وحب الشباب، وأمراض الكلي، وتفتيت حصى الكلية، والاستسقاء، والكحّة، والبول السكّري، والدفتريا، والتهاب اللوز، ومعالجة القمل والصيبان، وإنقاص الوزن، والإنفلونزا، والإمساك، والإسهال، وطرد الغازات، وطرد الديدان.
ويجب حفظ البصل في مكان جاف حسن التهوية، ويبعد عن الرطوبة ويفضّل استخدام البصل متوسط الحجم.
ويُزرع البصل بالبذور لإنتاج الأبصال (القزح) وتمتد حياة البصل نحو ستة أشهر من زراعة البذور إلى نضج الأبصال، كما يُزرع البصل بالأبصال لإنتاج البذور، ولا يُنصح إطلاقاً بزراعة البصل فى نفس قطعة الأرض إلا بعد مرور 3-4 سنوات.
ويحذر من استعمال البصل بعد تخزينه مقطعاً لأنه يتأكسد وتتكون منه مادة سامة.
جاء في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار، مادة بصل: جالينوس في السابعة: هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وجوهره غليظ فهو لهذا السبب إذا دخل في المقعدة فتح أفواه العروق وأثر الدم منها، وإذا طلي بالخل منه في الشمس على موضع البهق أذهبه، وإذا دلك به داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع ما ينبته زبد البحر، وإن عصر البصل وعزلت عصارته كان الثخين الذي يبقى منه بعد العصارة جوهره جوهر أرضي حار شديد الحرارة، وأما العصارة فتكون مائية حافة، ومن أجل ذلك صارت نافعة من الماء النازل في العين ومن الظلمة في البصر إذا كانت من أخلاط غليظة إذا اكتحل بها من قبل مزاج هذا الجرم، وبهذه العصارة صار البصل الذي مزاجه إلى اليبس أكثر في توليد الرياح والنفخ أقل.
ديسقوريدوس في الثانية: المدوّر الأحمر منه أشدّ حرافة من الأبيض، واليابس أشد حرافة من الرطب والطريّ النيء منه أشدِّ حرافة من المشوي ومن المعمول بالخل والملح، وكل البصل لذاع مولد للرياح فاتق لشهوة الطعام ملطف معطش مغث مقيىء وينفع البصر وملين للبطن مفتح لأفواه العروق والبواسير، وإذا احتيج إليه في فتحها قشر وغمس في زيت واحتمل في المقعدة، وماء البصل إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر ومن القرحة العارضة في العين التي يقال لها ارعاما وهي قرحة تعرض في العين فإن كانت في بياض العين رؤيت حمراء، ومن القرح العارض في العين التي يقال له ماغاليون وابتداء الماء، وإذا تحنك به نفع من الخناق وقد يدر الطمث، وإذا استعط به نقى الرأس، وقد يعمل من مائه ضماد لعضة الكلب إذا خلط بملح وسذاب وعسل، وإذا خلط بالخل وتلطخ به في الشمس أبرأ البهق، وإذا خلط بمثله من التوتيا سكن حكة العين، وإذا خلط بالملح ووضع على الثآليل التي يقال لها لينوا ذهب بها، وإذا خلط بشحم الدجاج نفع من السحج العارض في الرجلين من الخف، وإذا قطر وحده في الأذن نفع من ثقل السمع وطنينها وسيلان القيح منها ومن الماء إذا وقع فيها، وإذا دلك على داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع من القونيون وهو زبد البحر وقد يصدع، وإذا أكثر من أكله في الأمراض عرض منه المرض الذي يقال له لينغرس، وإذا طبخ كان أشد إدراراً للبول.
ابن ماسويه: يزيد في الباه ويهيج شهوة الجماع إن أكل مسلوقاً بالماء، وإن دق وهو نيء وشم شهى الطعام وفتح مسام البدن وحلل البخار والإكثار منه يولد في المعدة خلطاً رديئاً، وينبغي لآكله نيئاً أن يغسله بالملح وخل الخمر مراراً ثم يأكله والجوز المشوي والجبن المقلي بالزيت أو بالسمن إذا مضغ بعمه ثقله فهو قاطع لرائحته من الفم، وإن أكل في الأسفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلافها.
الإسرائيلي: إذا أخذ منه بقدر على سبيل الدواء في أوقاته كان دواء مفتحاً مسخناً ملطفاً للفضول الغليظة مقطعاً للأخلاط اللزجة مسكناً للجشاء الحامض، والبصل العسقلاني أكثر رطوبة وأقل حراقة ولذلك صار يولد الدود في المعا. التجربتين: ينقي الصدر والرئة من الأخلاط اللزجة لا سيما إذا طبخ بأشياء دسمة، وإذا شوي البصل الأبيض ودرس بشحم أو بسمن أو مع بيض نفع من أوجاع المقعدة ويحلل أورامها ضماداً وينقي قروح الرأس الشهدية إذا درس نيئاً مع الملح وطلي عليها. ابن سينا: فيه جذب لدم إلى خارج فهو محمر للجلد ولا يتولد من غير المطبوخ منه غذاء يعتد به، وغذاء الذي طبخ أيضاً يولد خلطاً غليظاً، والمطبوخ منه كثير الغذاء والإكثار منه يسبت وهو يكثر اللعاب ويدفع ضرر ريح السموم. وقال بعضهم: لأنه يولد في المعدة خلطاً رطباً كثيراً ويكسر عادية السموم وينفع اليرقان. البصري: إذا خلل البصل قلت حرافته ورطوبته وقوى المعدة ونفع الغثي الكائن من الصفراء والبلغم وسكنه، وإذا شم البصل من شراب الدواء المسهل بعد بلعه إياه نفع الغثيان وأذهب رائحة الدواء الغالبة عليه، وربما صدّع المحرورين في هذا الوقت. الرازي: البصل المخلل فاتق للشهوة جداً، وإن عتق في الخل لم يكن له صعود إلى الرأس ولا إعطاش. وقال في دفع مضار الأغذية: البصل مسخن ملهب لا يصلح للمحرورين إلا المتحذ بالخل ويطيب الطبيخ ويذهب بزهومة اللحم ويضر بالرأس وبالعين إذا لم يكن مخللاً وإن سلق أو شوي أصلح حدته كلها وولد البلغم، وكان صالحاً للسعال وخشونة الصدر، وأما إذا كان نيئآ مع الكوامخ فإنه حينئذ أردأ ما يكون للرأس والعين ولا يصلح في  هذه الحال إلا لمن ذهبت شهوته لبلغم كثير في معدته فإنه يجلوها ويرد الشهوة عليها. غيره: ماؤه إذا اكتحل به جفف الدمعة القوية جداً. (3)
وتحدث داود في تذكرته عن بزر البصل فقال: فضله يحرّك الباه في الأمزجة الباردة، ويذهب بالبهق، ويدلك به حول داء الثعلب فينفعه، وبالملح يقلع الثآليل. (4)

*  *  * 

المراجع:
1 ـ معجزات الشفاء.
2 ـ مجلة الخيمة الاثنين 22 رمضان 1424العدد 12932 السنة    39
3 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية مادة: بصل، ص 61، ابن البيطار.
4 ـ تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب، داود بن عمر الأنطاكي.

الزيارات: 2377