حامد نيسان عبد الله ربيع
أكد على أن العلاقة بين الدين والسياسة موجودة في جميع مراحل الوجود البشري
( /1409 ـ 1925/1989)
باحث إسلامي متخصص في العلوم السياسية والاستراتيجية، أحد أبرع الباحثين المسلمين المعاصرين في العلوم السياسية، أستاذ كرسي النظرية السياسية، ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
ولد في صعيد مصر، حصل على ثماني درجات علمية منها: دكتوراه في فلسفة القانون والسياسة، ودكتوراه في العلوم النقابية من جامعة روما، ودكتوراه في العلوم القانونية من جامعة باريس، ودبلوم التخصص في السياسة الدولية من جامعة فورنس، ودبلوم التخصص في علم النفس من جامعة السوربون، ودرجة الإجازة الحرة للتدريس من الجامعات الإيطالية.
وضع مؤلفات متقدمة في العلوم السياسية والاستراتيجية لا تزال تدرس في عدد من الجامعات والأكاديميات العالمية، ومنها أكاديمية الحرب العليا الأمريكية، والأكاديمية التابعة لحلف الأطلسي ؛ وترك تراثا ضخما تمثل في 300 عمل بحثي ومقالة تميزت جميعها بالعمق والابتكار.
كتب مقالا ت تحدث فيها عن الحرب بين العرب والإسرائيليين، توقع فيها قيام إسرائيل باستخدام صواريخ نووية تكتيكية، وأبرز في مؤلفاته الأهمية الجيبولتيكية (علم السياسة الطبيعية) للعالم الإسلامي، والتخطيط السياسي الاستراتيجي لهذا العالم، وتوقع مجيء قوة جديدة غير العرب ترفع راية الإسلام من جديد متحملة تبعات ذلك، وأكد أن الشواهد والمعطيات تؤكد أن هذه القوة ستأتي من آسيا.
وحول الوظيفة الحضارية والوحدة الثقافية أكد على أن التعدد والتباين النظامي لم يمنع الوحدة الثقافية حتى في أكثر عصور التحلل والتدهور السياسي والحضاري تفسخا في تاريخ الأمة العربية، وظلت هذه الظاهرة قائمة في العصر العثماني، ولكن مع التدخل الأجنبي والاستعمار الأوروبي فقط إذا بالفرقة النظامية والتفكك السياسي والدستوري يتحول أيضا إلى تناقض وتعدد ثقافي، وهذه أكبر آثام الغزو الاستعماري التي لا نزال نعيش نتائجها ؛ وكتب في الصراع الثقافي مع الحركة الصهيونية وهي تسير من منطلقين يكمل أحدهما الآخر: تنظيف الطابع اليهودي من جانب، وتشويه الطابع القومي العربي من جانب آخر ؛ ونبه إلى مجموعة من الظواهر الصهيونية: جعل الأدب أداة من أدوات الصراع العقائدي، وجعل إعادة كتابة التاريخ أحد منطلقات الوظيفة الثقافية، وخلق التقارب في التطورات التاريخية المرتبطة بالماضي البعيد وجعلها منطلقا لتبرير الحتمية التي تتفق مع الأهداف الصهيونية ؛ وأشار إلى المقدمات الثلاث التي يجب أن ينبع منها محور التعامل مع ظاهرة الغزو الثقافي الأجنبي وهي: التقوية الذاتية: وتعني العودة إلى التراث وخلق الثقة بالذات القومية ؛ والتعلم من الخصوم: فالوعي الثقافي لم يعد ذاتيا لأنه أضحى في جوهره تعبيرا عن علاقة مشاركة في المحيط الإنساني ؛ واستراتيجية التعامل الثقافي: حيث لا يوجد إعلام ناجح إن لم يكن امتدادا لإيناع فكري.
أكد على أن العلاقة بين الدين والسياسة موجودة في جميع مراحل الوجود البشري، بل وأيضا في تلك الفترات التي تميزت بالثورة العلمانية ضد استخدام الدين كأداة من أدوات كبت الحريات المدنية ؛ وإن العلاقة بين الظاهرة الدينية والظاهرة السياسية وجدت في تصور من اثنين: إما تعانق بينهما يرتفع إلى حد احتواء إحداهما للأخرى، وإما صراع يجعل كلا منهما تقف من الأخرى موقف القتال والتعارض بل والتربص الذي قد يصل إلى حد السعي للإفناء والاستئصال، وكلا النموذجين في حقيقة الأمر تعبير عن علاقة الاهتمام وتأكيد لأزلية الظاهرة الدينية ؛ وفسر ظاهرة التوسع الإسلامي حيث تمكنت الدولة الإسلامية من أن تربط وسط آسيا بالمحيط الأطلسي خلال فترة لا تتجاوز القرن إلا بعدة أعوام رغم أن الجيوش العربية لم تكن تملك أي أدوات حقيقية لو قورنت بجيوش فارس والروم وبصفة خاصة أدوات الانتقال وسلاح القتال وهي جميعها أدوات خطيرة في معادلة الانتصار فقال: علينا أن نعترف بأن القيادة الإسلامية كانت تملك استراتيجية هي وحدها أحد عناصر النجاح الساحق الذي لا يزال يحيّر المؤرخين ؛ وقال: وسوف نرى أن هذا العنصر الذي مكن الاتساع الإسلامي من النجاح، يملك أيضا نقائضه التي سمحت لخصوم الإسلام في لحظة معينة من أن يحصروا الفيضان وأن يقتطعوا بعض أجزائه، بل وأن يقودوا ذلك المجتمع إلى شلل حقيقي ؛ اغتيل في ظروف غامضة، ونسبت جريدة الوفد في عام 1994 لمسؤول في المخابرات المصرية قوله: إن إسرائيل هي التي اغتالت الدكتور ربيع بواسطة مسدس أشعة فتاكة أطلقه عليه عميل إسرائيلي في شقته بالقاهرة.
______________________________________________________________
(1) مجلة قضايا دولية س 7 ع 332 تاريخ 13/مايو 1996 الدكاترة حامد ربيع، خالد شمت. (2) مجلة قضايا دولية س 6 ع 282 تاريخ 29 مايو 1995 مقال: الوظيفة الحضارية والوحدة الثقافية، أ.د حامد ربيع. (3) مجلة قضايا دولية س 6 ع 268 تاريخ 20 فبراير 1995 الصراع الثقافي مع الصهيونية، أ.د حامد ربيع. (4) مجلة قضايا دولية س 7 ع 318 تاريخ 5 فبراير 1996 مقال: تفسير ظاهرة التوسع الإسلامي، أ.د حامد ربيع. (5) مجلة قضايا دولية س 7 ع 343 تاريخ 29 يوليو 1996 مقال:؛ الظاهرة الدينية والظاهرة السياسية، أ. د حامد ربيع.
الزيارات: 1690