هروب جماعى للوحات الحائط

نشر بتاريخ: الأربعاء، 04 تشرين1/أكتوير 2017 كتب بواسطة: كتبت / نجوى المغربى


البعد الثالث يخطف  الدادائية والسريالية الى شوارع ما بعد العبثية

لا  تتعجب اذا وضع أحدهم حوضا  للسباحة في عرض الطريق، أو قطع آخر طريق السيارات بجبل جليدي، بل قد يطلق ثالثهم حيواناته المفترسة لترقص التانجو مع المارة. أن أصحاب الوايلد آرت  العالم ملكا لهم، هؤلاء من لم تعد تروق لهم مساحات اللوحة  المحدودة على الجدار، قفزوا منها، تدحرجوا الى الشارع  ينقلون البحر إلى البر ويشدون أباطرة الرومان الى حلبات الشوارع  وينعشون المارة بشلالات نيجارا إنهم من يخطفون الأنظار لمتاحف  الهواء الطلق على الأسفلت وفي الأزقة وعند مداخل البنايات  ووسط  أكبر الميادين  ما عليك سوى أن تمتع بصرك وتكون حذرا من السقوط في أحد  - مقالب – اللون والطلاء السميك  وهوات الفراغ.

 
هذا هو  الفن ذو الأبعاد الثلاثية الذى ابتدعه  عابثو العبثية، فألقى مولر فرشاته وقنينة ألوانه بعيدا وسكب   الزرقة من البحر  مباشرة وانتزع عيدان أشعة الشمس  مستعيضا بها عن ضفائر الأنبوب الذهبي الذى في حقيبته ليرسم شمسا وبحرا وأناسا بحجم ما هو كائن أو أكبر ولتصير حلما يتحرك ولا يحتكره أحدهم فيبيعه بما أراد من ثمن وبما رسم  من حجم، ولحق به جوليان بيفر فأستطاع أن يكسر زجاجة الأكسجين التي يملكها   ويأتي  الى الناس  بالهواء الطلق  من مكامنه ومساحات التفاعل التي خرج بها من أسر قاعات العرض وبروتكول ممنوع اللمس أو التصوير، ولم يكتف  الهولندي كير بهذا بل جعل المارة يخلعون ملابسهم ويسبحون في ماء الجليد الذائب يطفئون حر الصيف وهم يعبرون الطريق الى أعمالهم، والحقيقة أن الاستحضار جملة وتفصيلا كان هدف جماعة رسامي  الفن ثلاثي الأبعاد الى جمهورهم الذى استحق في قرارة أنفسهم أن يكون   متى وأين شاء، وبلا منازع مالكا للفن آباء هذا الفن هم مواليد اعلانات الشوارع وشركاتها التي تغدق الأموال وما داموا قد حصدوا الجوائز ووضعت التيجان على رؤوسهم  فقد عبروا بلا شك على سجاد أحمر بعرض مدينه كامله زركشوه  بألوانهم ونمنمت  - أطرافه وجوانبه أيديهم، لم يكتف فن الرسم ثلاثي الأبعاد بدخول طرقات المدائن فقط بالطبيعة والمخلوقات بل أنه أجبر شخصيات القصص  والروايات على النزول مع المارة والجمهور لقطف الثمار من الأشجار المرسومة وصعود جبال الثلج بالزلاجات مع المخلوقات الأنسية ذات اللحم والدم، فهل نستطيع القول بأنه فن مزج الواقع بالخيال – هو كذلك بامتياز وبوضوح وبلا خجل وبأعرض خط وأكبر جالونات  اللون، حتى أن موسوعة جينيس نفسها كانت – تشب على أطرافها لتضارعه طولا، يقول – جوليان بيفر -   لم يكن الإتيان برمال الشواطئ الى الشوارع سهلا أنها متعه  وتفاعل بلا سفر وعناء، ومع ذلك لابد من الاعتراف أن تعاون الهندسة وعاكسات الخوادع البصرية ومطامع الخيال الخصيب للفنان وتعاون الشركات المنتجة للخامات وعائلاتها الفنية من مجسمات المعادن ونماذج النمذجة  كلها ادوات أسرعت بنمو هذا الفن وانسيابه كالنهر المتدفق، وإن عاب فنانو هذا اللون من الهولنديين والإنجليز والبلجيك والألمان على  من لا يجيدون السباحة من أصحاب فرش الرسم الصغيرة   أنهم لم يتجولوا بقوارب  وسط الجميلات من المدائن والحضارات  والمجسمات المرسومة، إن النقد الحقيقي الذى نوجهه لصاحبي هذا الفن الثلاثي الأبعاد أنهم يمتلكون الموهبة الغير محدودة من التخلص المخلص من العوائق والجدران. يقول  ليون كير – أنه تحريض لعامة الناس ليتفاعلوا فأن سمرتهم الدهشة  فهيا بنا نعلق الأرضيات على الجدران ونضرب بقرون التطور الفني الخمسة من ايطاليا مرورا بإنجلترا والمانيا من رسم التابوهات الوسطى الى المدائن الحديثة عرض الطرقات والشوارع.

الزيارات: 1736