العلاج بالماء Water Cure
الماء نعمة ومنّة وعطيّة من الله وشفاء توجب الشكر على المنعم، قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْـمَآءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْـمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْـمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنٰهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾ (الواقعة:68-70)، والمحافظة على الماء من التلوّث والإسراف والتبذير واجب ديني وأخلاقي،
وهو طاهر مطهّر.
والماء سائل شفّاف لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ويتجمد تحت درجة الصفر المئويّة، ويصل درجة الغليان عند المئة درجة مئويّة، ويتبخّر الماء فيتحوّل إلى الحالة الغازيّة، ويتكوّن جزيء الماء من اتحاد ذرّتين هيدروجين وذرّة واحدة من الأوكسجين، وهما عنصران أساسيّان تقوم عليهما الحياة، ويقترن اسم الماء بالحياة، قال تعالى: "وجعلنا من الماء كلّ شيء حي".
والماء هو العنصر الأساسي في تكوين الأجسام الحيّة، وفي تركيب مادة الخلية الحيّة، ويشكّل ثلثي وزن الجسم، ويدخل في تكوين الأجهزة والسوائل والدم، وهو الشراب الأمثل، ولا يمكن تعويضه بمشروبات أخرى كالقهوة والشاي والمشروبات الغازيّة.
ويقترن الماء بالصحّة، ويعتبر العلاج به من أشهر طرق العلاج بالطب التكميلي، بسبب الفوائد الصحية للماء، وقدرته على الوقاية من أمراض كثيرة تحدث للإنسان، إذا تعرّض للجفاف الناتج عن نقص الماء.
ويساعد الماء على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام في الجهاز الهضمي، ويطرد الفضلات والاملاح من الجسم.
يساعد الماء على إدرار البول وتنشيط وظائف الكليتين بالجسم وتنظيفها من الميكروبات بغسلها وإزالة السموم منها، ومنع تكوّن الترسّبات فيها.
تساعد الغدد العرقيّة على تنظيم درجه حرارة الجسم عن طريق التبريد، بتبخير العرق ـ الذي يتكوّن أساساً من الماء وبعض الأملاح ـ على سطح الجلد.
يعمل ماء الشرب على تخليص الدم من السموم ويخرجها معه على شكل عرق، أو بول.
ويستخدم الماء الدافئ في تنظيف الجروح والحروق من الجراثيم
يقضي الماء المثلّج أو أكياس الثلج بسبب تأثيره المخدّر على الاحساس بالألم بعد حدوث الكدمات والرضوض مباشرة، وتستعمل كمادات الماء الساخن في حالة حدوث الورم، والغرغرة بالماء الساخن تخفّف ألم الأسنان.
يقوم بدور الوسيط في كثير من العمليات الكيميائية داخل الجسم:
يعتبر مهدئ ومزيل للتقلصات:
يساعد على الاتزان الكيمياوي للجسم، ويمنح الجسم الرطوبة اللازمة:
الماء منشط قوي للدورة الدموية، وخاصّة إذا استعمل الماء البارد والساخن بالتبادل، ويقضي الماء البارد على الصداع الناتج عن تمدد الأوعية الدمويّة، ويعيد إليها مرونتها
يعمل الماء على تنشيط الجهاز الهضمي، ويمكن التخلّص من الإمساك بشرب كأس من الماء الساخن قبل النوم، وبعد الاستيقاظ مباشرة.
يعمل الماء على ترطيب المفاصل بالجسم، ويمكن علاج المفاصل بمغاطس الماء الساخن.
ويقوم الماء بتخفيض حرارة المريض، كرد فعل طبيعي للجسم عندما يحاول القضاء على الفيروسات و البكتيريا، وأول ما يجب أن يقوم به المصاب بالحمى هو التبريد بالماء، وذلك عن طريق عمل الكمادات بالماء البارد ووضع الثلج على رأس المحموم، ويتوجب على المحموم شرب الكثير من الماء، لأن جسم المصاب بالحمى سرعان ما يفقد رطوبته ويصاب بالجفاف نتيجة كثرة التعرق، وتشكّل الحرارة العالية (أكثر من 37 درجة مئويّة) خطراً على دماغ الأطفال.
وتقوم الحمامات المعدنيّة الدافئة بعلاج الاكتئاب والأرق، وتساعد حمّامات البخار مرضى الشلل الجزئي ووهن العضلات في الشفاء، وتشتهر مياه البحر الميّت بعلاج العديد من الأمراض الجلدية كالأكزما والصدفيّة.
ويجب الاستحمام بالماء النظيف الخالي من التلوّث، وتجنب البرك الراكدة، والجداول الملوّثة بالبلهارسيا، واستخدام الشامبو والصابون، والمحافظة الدائمة على نظافة اليدين بالماء والصابون قبل الطعام وبعده، وقبل الدخول إلى بيت الخلاء وبعده بالماء والصابون أيضاً.
وينصح خبراء التغذية بشرب ستة الى ثمانية اقداح من الماء يوميا مع التقليل من الملح في الطعام، اما في المناطق الحارة فيمكن رفع الكمية الى عشرة اقداح يوميا، اضافة الى زيادة الكمية عند ممارسة الرياضة او اي مجهود جسماني، وأن يشرب الإنسان كوبين من الماء في الصباح، ثمّ كوبين بعد ساعتين من تناول وجبات الطعام.
ويستحسن شرب الماء عندما تكون المعدة فارغة، أي قبل تناول الطعام، وبين وجبات الطعام،
وخير المياه وأنقاها ماء زمزم، وفيه يقول الرسول (ص) "ماء زمزم لما شرب له"، وأثبتت الدراسات العلميّة أنّه يساعد في شفاء امراض الكلى والقلب والعيون والصداع النصفي، وأنواع عديدة من الأمراض المزمنة والمستعصية.
ويجري جدل في الأوساط الطبيّة حول الولادة في الماء، وتقول توصيات جديدة من الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد إنه بالنسبة للأمهات فإن المخاض في الماء ربما يساعد في تخفيف الألم ويحد من الحاجة للبنج وربما يعجل بالمرحلة الأولى من المخاض قبل اتساع عنق الرحم.
ولكن يجب على النساء الخروج من الماء قبل أن تحين المرحلة الثانية وهي الدفع بالطفل.
وقال الدكتور جوزيف واكس وهو أحد معدي التوصيات "لا توجد أخطار محددة بالنسبة للأمهات أو المواليد في المرحلة الأولى من الولادة في الماء.
"وتشمل الأخطار المحتملة بالنسبة للمواليد في المرحلة الثانية من الولادة في الماء الغرق في الماء والإصابة بعدوى خطيرة وتعرض الحبل السري للنزف والحاجة إلى نقل دم."
الزيارات: 5853