العلاج بطريقة غسل القولون Colon Hydrotherapy
تحدث الوثيقة الطبية المصرية القديمة المسماة (برديّة إيبرس) التي يعود تاريخها إلى 1500 عام قبل الميلاد عن فوائد تطهير القولون.
فقد كان المصريون يعتقدون أن السموم تتشكل نتيجة التحلل في الأمعاء وتنتقل من هناك إلى الدورة الدموية، مما يتسبب بالحمى والأمراض الأخرى.
وقد تم تطهير القولون (في ذلك الوقت) في النهر باستخدام فقط قصبة جوفاء.
وتحدّث أبقراط (370 ـ 460 قبل الميلاد) عن التسمم الذاتي، وكان يعتقد أن تطهير القولون ضروري للصحة، واستخدم لتنظيف القولون القرع ومياه النهر الدافئ.
وكان الطبيب اليوناني جالينوس (129-199) م أيضا من المؤيدين للحقنة شرجية: على عكس Aetius، وهو طبيب يوناني من القرن السادس الذي اقترح الحقن الشرجية من الماء وحده، وجالينوس وصفه الحقن الشرجية من أنواع مختلفة، بما في ذلك مع زيت وعسل.
وكان الطبيب الروماني Asclepiades الذي يعتبر واحدا من آباء الطب الروماني، يفضل استخدام الحقن الشرجية بدلا من الملينات لعلاج الديدان المعوية والحمى.
وكان عالم الأحياء الروسي ميتشنيكوف، مدير معهد باستور في باريس والحائز على جائزة نوبل للطب عام 1908 للدراسات حول بيولوجيا النباتات البكتيرية المعوية يقول أن "الموت يبدأ في القولون".
ومن الجدير بالذكر أنّ الطبيب العربي أبو القاسم الزهراوي في قرطبة (1013- 1106) وصف في كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف) في نهاية القرن العاشر ـ وهو الكتاب الذي بقي يدرّس في كليّات الطب عدّة قرون ـ وصف جهازاً مصنوعاً من الفضة أو العاج، وأنّه أجوف مع أنبوب طويل فاخر.
و تم استخدام غسل القولون في أوروبا للمساعدة في صون وتعزيز الصحة العامة وكثيرا ما كانت تستخدم الحقن الشرجية لعلاج الحمى والقلق والمرض مع نتائج رائعة وآمنة.
وكتب الدكتور كيلوغ في عام 1917 في مجلّة الجمعيّة الطبيّة الأمريكيّة يقول: انه لم يستخدم في أكثر من أربعين ألف حالة مرض في الجهاز الهضمي الجراحة سوى في عشرين مرّة، وتمت مساعدة بقية المرضى بتطهير الأمعاء، والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.
ومنذ ذلك الوقت تحسنت معدات المعالجة المائية وأساليب الممارسة إلى أبعد من ذلك.
الناس يعيدون اليوم اكتشاف فوائد هذه الطريقة الطبيعية والآمنة والمريحة لتنظيف القولون وتعزيز العافية.
للحقن الشرجيّة فوائد كثيرة، فبالإضافة إلى معالجة الإمساك، وتشخيص الأمراض بحقن الباريوم، فيمكن استعمالها في تنظيف القولون قبل العمليات الجراحية، وتنظيفه من الملوّثات التي تلتصق به، وتحسين عمليّة امتصاص المواد الغذائيّة.
تقوم هذه الطريقة العلاجيّة على مبدأ الحقنة الشرجية في تنظيف القولون، وقد طور هذا الجهاز لإجراء غسل شامل للقولون باستخدام الماء الدافئ فقط من دون استخدام مواد كيميائية مع امكانية إضافة الأوزون للعلاج أو مواد طبيعية.
وهذه الطريقة واسعة الانتشار في أوروبا وأمريكا، وحاصلة على كثير من الشهادات الدولية ومعترف بها من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA .
وهي تقنية طبية تعمل بإدخال ماء مفلتر دافئ إلى الأمعاء الغليظة عن طريق الشرج لإخراج السموم من الجسم.
ولا يحتاج تنظيف القولون إلى أي تجهيز خاص قبل عملية التنظيف ولكن يفضل أن يكون المريض صائماً لفترة لا تقل عن عشر ساعات أو تناول وجبات خفيفة، مع الإكثار من السوائل في نفس يوم عملية التنظيف.
وهذه التقنية مفيدة لتحسين أعراض كثير من الأمراض، مع الأخذ في الاعتبار أنه يمكن وضع برامج غذائية طبية خاصة بعد عملية التنظيف.
أما أهم الأمراض التي يعالجها فهي الإمساك المزمن، القولون العصبي، الغازات، بعض حالات الأكزيما، حب الشباب، بعض حالات الصدفية، الإرهاق المزمن، جفاف البشرة، الصداع النصفي.
ويمكن استخدام حقنة عصير الليمون المنظفة كوسيلة ممتازة لغسيل القولون من المحتويات البرازية والشوائب الأخرى ولإزالة السموم من الأجهزة.
ولعمل الحقنة الشرجية بمحلول الليمون أضف عصير ثلاث حبّات من الليمون إلى نصف جالون من الماء الدافئ، وضع المحلول في كيس الحقنة الشرجية، ويستحسن استخدام سائل نبات الصبار لتزييت طرف الحقنة بدل الفازلين، وبعد حقن محتويات الحقنة أستلق على ظهرك ثم أستلق على جانبك الأيسر.
كذلك يمكن استخدام تقنية تنظيف القولون مع أي مرض مزمن باستشارة الطبيب المعالج.