الطب القرآني
المجمع عليه اصطلاحاً أن القرآن الكريم: "هو كلام الله المنزّل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب بين دفتي المصحف، من أول سورة الفاتحة إلي آخر الناس".
وأنَّه كتاب مُعجز، بلفظه، ونُظُمه، وأسلوبه، وعباراته، وموضوعاته، وتشريعاته، وأنّه تضمّن العديد من الحقائق العلمية التي أثبتها العلم الحديث في الطب والفلك والنبات وغيرها من العلوم، ولا يزال يثبتها يوماً بعد يوم.
وهو شفاء ورحمة للمؤمنين، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه، واتبعه، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك؛ فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعداً وكفراً.
ومن معجزاته في النبات آياته التي تتحدّث عن التراكب في الحب والثمار، وطريقة تنفّس النبات، وأنّ جذر كل نبات لا يمتص من المواد في الأرض إلا بمقادير موزونة محددة، وأنّ الذكورة والأنوثة ليست محصورة في الإنسان والحيوان بل هي موجودة في النبات.
وأشار القرآن الكريم إشارات لطيفة إلى فوائد العديد من الأشجار والثمار والأعشاب والنباتات وأهميتها الغذائيّة والعلاجيّة، وجاءت الأبحاث الطبيّة والدراسات العلميّة تؤكّد هذه الإشارات.
وضرب الله سبحانه وتعالى المثل لنبيّه بالنبات، لأن النبات هو سر الحياة على الأرض، ومصدر الغذاء، ومنبع الطاقة.
وضرب الله لنا مثلاً بحبة (قمح) أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبّة: "لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله، وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
ويضرب مثلاً بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه بزرع أخرج شطأه فآزَره، فاستغلظ، فاستوى على سوقه، حتى بلغ أحسن النبات، يُعْجِب الزرّاع من كثرته، وحُسن نباته.
ويضرب مثلاً بالذين ينفقون أموالهم، فيتصدقون بها، ويُسبِّلُونها في طاعة الله بغير منٍّ على من تصدقوا بها عليه، ولا أذى منهم لهم بها، ابتغاء رضوان الله وتصديقًا من أنفسهم بوعده بجنّة بربوة أصابها وابل من المطر أو ندى فتضاعف الثمر.
وفيما يلي سرد مرتّب على حروف المعجم للنباتات والثمار والأعشاب مع ذكر الآيات القرآنيّة التي أشارت إليها، للفت النظر إلى فوائدها الطبيّة والغذائيّة:
الأبّ: ذُكر نبات الأب في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وفاكهة وأبا﴾ )سورة عبس آية 31)، قال ابن كثير في تفسيره:" أما الفاكهة فهو ما يتفكه به من الثمار، قال ابن عباس الفاكهة كل ما أكل رطبا، والأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس وفي رواية عنه هو الحشيش للبهائم، وقال مجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك الأب الكلأ .
وعن مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد الأب للبهائم كالفاكهة لبني آدم وعن عطاء كل شيء نبت على وجه الأرض فهو أب وقال الضحاك كل شيء أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو أب."
ومنها الفصفصة (الفصّة) والبرسيم، وأثبتت الدراسات أنّ براعم الفصفصة تخفض كولسترول الدم وتزيل الترسبات التي تتشكل على جدران الشرايين، والتي تسبب مرض القلب وأكثر السكتات الدماغية، وأن الفصفصة تحد مع المواد المحدثة للسرطان في القولون و تساعد على سرعة التخلص منها.
الأثل: أو الطرفا، وهي شجرة دائمة الخضرة لها ازهار بيضاء تزرع للزينة وكمصدات للرياح، وقد ورد ذكرها مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل) (سورة سبأ آية 16).
والجزء المستعمل من النبات الأوراق والثمار والسائل السكري الذي ينزف من سيقانه، وله فوائد طبيّة كثيرة ذكرها داود بن عمر الإنطاكي في تذكرته فقال: "الأثل هي شجرة شبه الطرفا في فعله ومزاجه، والطرفا: مشهورة ينقع قضبانه بالخل، ينفع وجع الطحال، وينقع ورقه بالسداب، ويمضمض به فينفع وجع الأسنان، ويطلى به على القمل فيقتله، وتضمّد به الأورام الرخوة، ودخانه يجفّف القروح الرطبة والجدري، ورماده يذرّ على حرق النار وجميع القروح، وثمرته تنفع من أمراض العين ونهش الرتيلا".(1)
البصل: ورد ذكره مرة واحدة في القرآن الكريم، في (سورة البقرة آية 61) : ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾، وجاء في تفسير الشعراوي: "كان يريد أن يرفع قدرهم (بني إسرائيل) فنزَل عليهم المن والسلوى، ولكنهم فضلوا طعام العبيد..
والله سبحانه وتعالى قبل أن يجيبهم أراد أن يؤنبهم: فقال: ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ﴾.
ويختلف مذاق البصل حيث يكون حاداً وحاراً ذو نكهة قوية، أو حلواً وذو نكهة معتدلة.
وفوائد البصل كثيرة، حيث يتمتع باحتوائه على العديد من المضادات الحيوية الطبيعية، وهو فاتح شهية، وطارد للديدان والغازات من البطن، ووجد أن له تأثيراً إيجابياً لتعويض إنتاج البنكرياس الضعيف من مادة الأنسولين، ويستعمل عصيره في علاج تساقط الشعر.
وطعمه لذيذ، ويستخدم في تحضير العديد من أصناف الطعام، وأكثر العناصر الفعالة الموجودة فيه الكبريت.
البقل: ورد ذكر البقل مرة واحدة في القرآن الكريم في (سورة البقرة آية 61) ﴿بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها﴾.
وقد ورد في كتب التفسير، أن البقل ليس مقصوداً به البقول فحسب.. ولكنه كل نبات لا ساق له مثل الخس والفجل والكرات والجرجير..، وأحسبه النبات العشبي المسمّى بالرجلة أو الفرفحينا، أو البقلة في بلاد الشام، وينفع في علاج التهابات الجهاز الهضمي، وقرحة المعدة، والقضاء على ديدان البطن، ووقف التقيّؤ، ومنع العطش، ووقف النزيف، وتخفيف ألم الأسنان.
التين: ورد ذكر التين في القرآن الكريم مرة واحدة، في سورة التين ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ (سورة التين آية 1) ويحتوي التين على مجموعة كبيرة من المعادن مثل: الحديد والكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى الفيتامينات المهمة، والسعرات الحرارية، والسكريات، والألياف الغذائيّة، والأحماض الدهنيّة المشبّعة وغير المشبّعة، التي تجعل منه فاكهةً مفيدة ولذيذة.
ومن فوائد ثمار التين: الوقاية من السرطان، وتخفيض الكولسترول في الدم، ومنع حدوث النوبات القلبيّة، ومكافحة الإمساك، والبواسير الشرجيّة، وتقليل الشعور بالتعب، ومعالجة الالتهابات الجلديّة، ومنع هشاشة العظام، وعلاج الضعف الجنسي، والوقاية من البكتريا.
الحب: وذكر في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ﴾ (سورة الأنعام آية 95)، قال أبو جعفر الطبري: يخرج السنبل الحيّ من الحبّ الميت، ومخرج الحبِّ الميت من السنبل الحيّ، والشجرِ الحيّ من النوى الميت، والنوى الميِّت من الشجر الحيّ.
وفي قوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ (سورة يس آية 33).
وقوله تعالى في سورة النبأ: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ المعصرات مَآءً ثَجَّاجاً (14) لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً﴾ (16). أي: وأنزلنا لكم - يا بنى آدم - بقدرتنا ورحمتنا - من السحائب التي أوشكت على الإِمطار، ماء كثيرا متدفقا بقوة، لنخرج بهذا الماء حبا تقتاتون به - كالقمح والشعير.
ونباتا تستعملونه لدوابكم كالتبن والكلأ ، ولنخرج بهذا الماء - أيضا - بساتين قد التفت أغصانها لتقاربها وشدة نمائها.
وقال جلّ شأنه: ﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا﴾ (سورة عبس آية 27).
الخردل: وذُكر الخردل في القرآن الكريم في سورة لقمان، قال تعالى : ﴿يا بنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل﴾ (سورة لقمان آية 16)
نبات عشبي، يسمى المستردة، وهو أنواع: الأسود والأبيض والبني، تتحدث البرديات الطبيّة القديمة عن استخدام الفراعنة بذور الخردل في علاج الذبحة الصدريّة، ودهاناً في علاج العضلات والمفاصل، وهو من الأعشاب التي تستخدم كفاتح شهية، ويُستخدم كتوابل للطعام، ويحتوي على العديد من الفوائد الغذائية والطبية، والعناصر الفعالة التي تحمي من أمراضٍ كثيرةٍ أهمها السرطان.
وذكروا أنّ بذور الخردل الأبيض إذا سحقت مع العسل وجرى تناولها مع الطعام، نفعت في علاج ضيق التنفس والإمساك، وأكل بذور الخردل الأبيض يقوي الذاكرة، وينفع في علاج النقرس، وعرق النسا، وفقدان الشعر.
وذكر ابن سينا في قانونه فوائد الخردل فقال: يقطع البلغم وينقي الوجه وينفع من داء الثعلبة ويحلل الأورام الحارة، وينفع من الجرب والقوابي، وينفع من وجع المفاصل وعرق النسا .
ويدخل الخردل في عمل اللصقات الجلدية الوضعية لعلاج الروماتزم كما يستخدم في عمل صمامات للأقدام لإزالة الإرهاق الشديد .
وورد الخردل في سورة الأنبياء، قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ (سورة الأنبياء آية 47)
الخمط: وهو الأراك، وقيل أنه كل طعام مر أو لا يؤكل لمرارة طعمه، وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه، وهي شجيرة صحراوية معمرة دائمة الخضرة ، لها أزهار صغيرة بيضاء ، و لها ثمر على شكل عناقيد عنبية لونها يميل للأسود، تنمو في تهامة والحجاز، قال أَبو حنيفة : هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر، ومنه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة في الآية: ﴿فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل﴾ (سورة سبأ آية 16)، ويستخدم لخواصه الطبية وعلاج العديد من الأمراض، مثل الحمى، وأمراض اللثة والأسنان، ويستخدم كمليّن للأمعاء، ومقوٍّ للقدرة الجنسية، وغيرها، ومن فوائده أنّه يطيّب رائحة الفم، ويوقف نمو البكتيريا في الفم لاحتوائه على مادة الكبريت.
قال ابن عباس مرفوعاً : في السواك عشر خصال ، يُطيب الفم و يُطهره ويُشد اللثة و يُذهب البلغم ويُذهب الحفر ويَفتح المعدة و يُوافق السنة ويُرضي الرب و ُيزيد الحسنات ويُفرح الملائكة.
الرطب: وذُكر في سورة مريم، قال تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ (سورة مريم آية 25)، وفوائده بجميع أنواعه لا تعد ولا تحصى، والشعوب التي اعتادت أكل الرطب اقل الناس اصابة بالسرطان، ويحتوي على مواد مسهلة تنظف المعدة مما يساعد على الولادة لأنه يسهل حركة الرحم وانقباضه وهو افضل من الحقنة الشرجية التي يعطيها الأطباء للأم عند الولادة يعطي طاقة للأم اثناء الولادة حيث يحتوي على الجلكوز والفركتوز وهما سريعا الامتصاص يحتوي على هرمون يزيد الطلق وينظمه يمنع حدوث المضاعفات اثناء الولادة مثل النزيف وحمى النفاس.
وهو من أكثر الثمار المغذية، وذات الفوائد العظيمة للجسم، وهو من أنواع التمور.
الرمان: يعتبر الرمان من الفواكه المفيدة في ثمارها وقشورها وحتى لحائها، ويحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة، والعناصر الفعالة، و المعادن، والفيتامينات، بالإضافة لطعمه اللذيذ، وهو من فواكه الجنة، وتشير الدراسات أن الرمان غني في عناصره الغذائية وخاصة بالفيتامينات وله خواص وقائية وعلاجية عظيمة فهو مسكن للآلام ومخفض للحرارة ويفيد في حالات العطش.
قد ورد ذكره ثلاث مرات، في السور التالية :
﴿فيهما فاكهة ونخل ورمان﴾ (سورة الرحمن آية 68)
ومرّتين في (سورة الأنعام آية 99) الأولى: ﴿وَهُوَ الَّذِيْ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُوْنَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوْا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِيْ ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوْنَ﴾.
والثانية: (سورة الأنعام آية 141) ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.
الريحان: قد ورد ذكره مرتين: الأولى: ﴿والحب ذو العصف والريحان﴾ (سورة الرحمن آية 12) والثانية في سورة الواقعة: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ (الواقعة آية 89).
وهو نبات عطري ذو فوائد عظيمة، يستخدم في صناعة العطور، ويستعمل كنبات زينة، ويضاف على شكل توابل للطعام.
وفي الطب الصيني يستخدم الريحان على نطاق واسع حيث يستخدم لمشاكل الكلى وتقرحات اللثة.
وفي الطب الهندي يستخدم الريحان لعلاج آلام الاذن والمفاصل والامراض الجلدية والملاريا. اما زيت الريحان النقي المفصول من النبات فيستخدم في النطاق الشعبي لعلاج الجروح وآلام الروماتزم والبرد واحتقان المفاصل وآلامها والاجهاد. كما يستخدم منقوع ورق الريحان لمنع تساقط الشعر. ولأن الريحان او زيت الريحان يحتوي على نسبة من مركب الاستراجول فإنه ينصح بعدم استخدامه من قبل النساء الحوامل كما ينصح بعدم استخدامه من قبل الاطفال تحت سن الثانية.
ويستعمل الريحان مع الغذاء كتابل جيد حيث تضاف اوراقه الى السلطات ويدخل في عمل الحساء وتدخل اوراقه في الاطعمة المطبوخة ويستعمل زيته الطيار في العطورات والمشروبات.
الزرع: وذُكر في ﴿وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله﴾ (سورة الأنعام آية 141)، ويطلق اسم الزرع على الحشائش، وكل ما اخضرت به الأرض من الأعشاب.
الزقوم: وذُكرت شجرة الزقوم في سورة الصافّات في قوله تعالى: ﴿أذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ .
وقد ورد في التفاسير أن نبات الزقوم من النباتات التي تنمو في جهنم، وهو نبات شوكي، أعده الله كعقابٍ للكفار، وشكل طلعه موحشٌ جداً، يشبه رؤوس الشياطين.
وذكر الزقوم في سورة الدخان، قال تعالى: ﴿إنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ (43) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (44) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ (45)، عن ابن عباس، أنه رأى فضة قد أُذيبت، فقال: هذا المهل، والأثيم هو الفاجر.
ولا تنبت هذه الشجرة في الأرض، قال تعالى: ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ (سورة الصافات آية 64) ولم يقل أنها تخرج في الأرض.
الزنجبيل: وذُكر مرةً واحدةً في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا﴾ (سورة الانسان آية 17( ويستخدم كإضافة رائعة للطعام، ويشفي من أمراض كثيرة، ويعزز عملية حرق الدهون في الجسم، مما يخفف الوزن.
ويخفض مستوي السكر في الدم، ويعالج اضطرابات المعدة، ويقلل من مستوى الكولسترول في الدم ويساعد على منع تكوّن الخثرة الدمويّة، وتقوية الجهاز المناعي لدى الإنسان، ويقي من الإصابة بالسرطان، ويخفّف من آلام التهاب المفاصل.
الزيتون: جاء ذكر الزيتون وزيته في سبعة مواضع مختلفة من كتاب الله، في السور التالية :
فقد أقسم الله بالزيتون، فقال تعالى : ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ (سورة التين آية 1)
ومرةً في سورة النحل، ﴿يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (سورة النحل آية ).
وفي سورة النور، وقال الله تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزجَاجَةُ كَأَنهَا كَوْكَبٌ دُري يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيةٍ وَلَا غَرْبِيةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلناسِ وَاللهُ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (النور: 35).
وفي قوله تعالى: ﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ (سورة عبس 29).
وجاء ذكر الزيتون مرتين في سورة الأنعام، الأولى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (سورة الأنعام: آية 99(.
والثانية في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (سورة الأنعام آية 141).
وكان الأطباء يعتقدون أنّ فوائد زيت الزيتون تقتصر على أمراض القلب وتصلّب الشرايين، لكن الدراسات العلميّة الحديثة أظهرت أن لتناول وجبات غذائية غنية بزيت الزيتون فوائد وقائية من الإصابة بمرض سرطان الأمعاء والمستقيم، وأنّه يقلص من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، ويقلّل من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي، ويلطف السطوح الملتهبة في الجلد، ويستعمل في تطرية القشور الجلدية الناجمة عن الأكزيما وداء الصدفيّة، ويحسن وظائف الكبد، ويقي من ارتفاع السكر في الدم، ويحمى من ضعف الذاكرة،
وبسبب احتواء زيت الزيتون على مركبات الفينول المضادة للأكسدة وللالتهابات فإنّه يمنع تجلّط الدم.
الزيتون وزيته غنيّان بالدهون والبروتينات وفقيران في الكربوهيدرات (السكريات والنشويات)، بينما التين غني بالسكريات والمركبات النشوية وفقير في المواد الدهنية والبروتينية، ومن هنا كان التين والزيتون معا يكمّلان حاجة الإنسان من المواد الغذائية، ومن هنا أيضاً كان القَسَم بهما معاً في مطلع سورة التين، وهي لفتة علمية معجزة في كتاب أُنزل من قبل ألف وأربعمئة من السنين.(2)
ويحتوي الزيتون على كمية كبيرة من البروتين واملاح الكالسيوم والحديد والفسفور وفيتامين (أ و ب ) زيته مفيد للجهاز الهضمي والكبد ولا يسبب امراض الشرايين والدورة الدموية وملطف للجلد ويزيد من نعومته ويقوي الشعر وطارد لقمل الشعر .
ثبت حديثا انه يحتوي على اقوى المطهرات ضد الجراثيم فيدهن على الحروق والجروح فتبرآ بإذن الله مضاد لآلام الروماتيزم
وذكر الدكتور إبراهيم خليفة أنّ فريقاً من العلماء اليابانيين قام بالبحث عن مادة (الميثالونيدز) السحرية التي لها اكبر الأثر في ازالة اعراض الشيخوخة، فلم يعثروا عليها الا في نوعين من النباتات التين والزيتون.
قام بعد ذلك فريق العلماء الياباني بالوقوف عند افضل نسبة من النباتين لإعطاء افضل تأثير، كانت افضل نسبة هي 1 تين 7 زيتون.
قام الدكتور طه ابراهيم بالبحث في القرآن الكريم فوجد انه ورد ذكر التين مرة واحدة اما الزيتون فقد ورد ذكره سته مرات ومرة واحدة بالإشارة ضمنيا إلى الآية: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدهْنِ وَصِبْغٍ للآكِلِينَ﴾ (المؤمنون: 20). (3)
وفي سورة الأنعام ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأنعام 141)،
وفي سورة النحل ﴿ينبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل 11).
وفي سورة عبس ﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا﴾ (عبس 19).
السدر: وهو النبق، ذكر السدر في القراطيس المصرية القديمة ضمن العقاقير التي كانت تستخدم في التحنيط، وشجرة السدر شجرة معمّرة، يقول داود الانطاكي: وهو لا ينثر أوراقه ويقيم نحو مائة عام، اذا غلي وشرب قتل الديدان وفتح السدود و أ زال الرياح الغليظة.
وتعتبر شجرة السدر اهم شجرة حراجية لتربية لنحل وانتاج اجود أنواع العسل، ورد ذكر شجرة السدر أربع مرات في القرآن الكريم: مرّة في سورة الواقعة ﴿في سدر مخضود﴾ (سورة الواقعة آية 28(، المخضود يعني المنزوع الشوك.
ومرتين في سورة النجم، الآية 14 والآية 16، قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عندها جنة المأوى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) ﴾.
ومرةً في سورة سبأ، ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (آية 16).
والسدر من الأشجار التي تستخدم أوراقها وثمارها في علاج البشرة والشعر، ولعلاج العديد من الأمراض.
السنابل: وذُكرت في ﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة﴾ (سورة البقرة آية 261)، وهو إشارة لنبات القمح الذي يخرج السنابل المليئة بالحبوب.
هذا مثل ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
وقال مكحول : يعني في سبيل الله: الإنفاق في الجهاد ، من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك.
الشجر: وذُكر في ﴿ﻭﺍﻟﻨﺠﻡ ﻭﺍﻟﺸﺠﺭ ﻴﺴﺠﺩﺍﻥ﴾ (سورة الرحمن آية 6)، وهو ذكرٌ شاملٌ للأشجار بصورتها العامة، التي لها ساق خشبية، والأشجار فيها من الفوائد للإنسان والحيوان والطبيعة ما لا يمكن حصره أبداً.
الطلح: ويسمى السنط والأكاسيا، وهي شجرة صحراويّة تتحمّل الحرارة والعطش، ويستفاد من أوراقها، ولحائها، وزهورها كغذاء للنحل، وصمغها، ولها استخدامات علاجيّة مهمة، كعلاج للبشرة، وتعقيم الجروح، وارتفاع ضغط الدم والسكري والالتهابات وتطهير المعدة والأمعاء وعلاج التهابات البواسير، ومغلي الطلح يستعمل غرغرة لالتهابات الحلق، ومضمضة لعلاج نزيف اللثّة، وإذا شرب منقوعه عالج الإسهال، ومغاطس ماء الطلح الفاتر تستعمل لعلاج إفرازات المهبل.
وذكر الطلح في سورة الواقعة (آية 29) ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) ﴾.
العدس: وذُكر في ﴿بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها﴾ )سورة البقرة آية 61)، ويحتوي العدس على معظم العناصر الغذائية المهمة، خصوصاً الألياف، والحديد، والنحاس، والمغنيسيوم، وحمض الفوليك.
العنب: ذكره ابن القيم، بأنه من أفضل الفواكه وأكثرها منافع وهو يُؤكل رطباً ويابساً، وأخضر ويانعاً، وهو فاكهة من الفواكه، وقوتٌ من الأقوات، ودواءٌ من الأدوية، وشرابٌ من الأشربة، فهو مقوٍ للبدن، وغذاؤه كغذاء التين والزبيب.
وذكر العنب في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة في جملة من النّعم التي أنعم الله بها على عباده، ومن هذه الآيات ما جاء في:
سورة (الأنعام آية 99) ﴿وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب﴾.
وفي سورة (الرعد آية 4) ﴿وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب﴾.
ومرّتين في سورة النحل الأولى (النحل آية 11) ﴿ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب﴾.
والثانية في قوله تعالى في سورة (النحل آية 67) ﴿ومِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.
قال الطبري: واختلف أهل التأويل في معنى قوله﴿ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا﴾ فقال بعضهم: عني بالسَّكَر: الخمر، وبالرزق الحسن: التمر والزبيب، وقال: إنما نـزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر ، ثم حُرّمت بعد.
وفي (سورة عبس آية 28) ﴿أَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا﴾ (28).
وسورة (البقرة آية 266) ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾.
وسورة (الإسراء آية 91) ﴿أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا .
وسورة (الكهف آية 32) ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا﴾.
وفي سورة (المؤمنون آية 19) ﴿فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾.
وفي سورة (يس آية 34) ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ﴾.
وفي سورة (النبأ 32) ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾.
والعنب من ألذ أنواع الثمار وأكثرها فائدةً، ويحتوي على السكر الطبيعي، والعديد من الفيتامينات والمركبات المهمة، والألياف، وهو من فاكهة الجنة، ويحتوي على معظم المعادن الهامة للجسم وفيتامين (أ) يمنع العشى الليلي وهو يساعد على الاتزان العصبي والجنسي والعضلي يحتوي على احماض تعادل الاحماض الضارة الناتجة عن المأكولات الاخرى مثل اللحوم والدهنيات.
الفوم: وذُكر في ﴿بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها﴾ )سورة البقرة آية 61)، وللفوم عدة معاني، منها الثوم، والبر، والحنطة، والثوم من الخضراوات التي تحتوي على العديد من العناصر الفعالة للجسم، وهو مفيد جداً لخفض ضغط الدم، وعلاج أمراض القلب والشرايين، ويحتوي على العديد من المضادات الحيوية الطبيعية.
القثاء: ويسمى الفقوس، وهو من النباتات التي تشبه ثمارها الخيار، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا﴾ )سورة البقرة آية 61)، ويحتوي القثاء على فيتامينات أ ، ب ، ج ومعادن مثل الكالسيوم والفوسفور والحديد والمنجنيز والكبريت.
وله فوائد علاجيّة كثيرة منها: يدر البول، ويسكن العطش، ويخفض حرارة الجسم، ويهدّئ تهيّج الأمعاء، ويساعد على التخلّص من عصيّات القولون، ويحسّن البشرة، ويحلّل الأورام، ويذيب الحصى، ويقاوم سرطان الدم والعظام، وهو مضاد لآلام الطمث.
القضب: وهو نوع من النباتات التي تأكله الدواب على شكل أعلافٍ رطبةٍ، وقال أبو حنيفة : القضب شجر سهلي ينبت في مجامع الشجر، له ورق كورق الكمثرى إلا أنه أرق وأنعم، وشجره كشجره، وترعى الإبل ورقه وأطرافه، وقال ابن كثير: والقضب هو الفصفصة التي تأكلها الدواب رطبة، ويقال لها القت أيضاً، قال ذلك ابن عباس وقتادة، وقال الحسن البصري: القضب العلف، ويقال : قضبا، يعني جميع ما يقضب، مثل القت والكراث وسائر البقول التي تقطع فينبت أصلها.
.قال تعالى : ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) ﴾ (سورة عبس آية 24 – 32).
الكافور: وذُكر في ﴿انَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً﴾ (سورة الانسان آية 5(، والكافور اسم شجر من فصيلة الغاريات، مطهّر ومعقم، ومضاد للبكتريا، رائحته عطرة، ويُستخدم في علاج العديد من الأمراض، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي، وعسر الهضم، والنزيف، وعلاج الجروح، وهو مهدّئ ومخدّر، ومضاد للإسهال، والإرهاق الذهني، وطارد للديدان والطفيليّات، ويقضي على القمل، وغيرها الكثير.
ويعتبر الكافور أحد المكوّنات الأساسيّة لصناعة البخور، وهو طارد للحشرات والزواحف، ويدخل في تركيب المبيدات الحشريّة، ويستخرج منه زيت يصلح للاستعمالات الخارجيّة كمطهّر جلدي فعّال، وفي علاج آلام الفقرات والعضلات.
النجم: وذُكر في قوله تعالى: ﴿ﻭﺍﻟﻨﺠﻡ ﻭﺍﻟﺸﺠﺭ ﻴﺴﺠﺩﺍﻥ﴾ (الرحمن آية 6)، وَالنَّجْم مَا لَا سَاقَ لَهُ مِنْ النَّبَات.
النخل: هو من أكثر النباتات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وورد ذكرها اثنتين وعشرين مرةً في السور التالية :
قال تعالى: ﴿والنخل باسقات لها طلع نضيد﴾ (سورة ق آية 10)، أي: أنبتنا النخل طِوالا لها طلع متراكب بعضه فوق بعضٍ.
وقال جلّ شأنه: ﴿فيهما فاكهة ونخل ورمان﴾ (سورة الرحمن آية 68(.
وجاء في (سورة البقرة آية 266): ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾.
ومرتين في سورة الأنعام: ﴿هُوَ الَّذِيْ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُوْنَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوْا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِيْ ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوْنَ. (سورة الأنعام آية 99(.
وقنوان" أي جمع قنو وهي عذوق الرطب دانية أي قريبة من المتناول.
وثانية في سورة الأنعام ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (سورة الأنعام آية 141).
كما ذكر النخيل في سورة الرعد ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (سورة الرعد آية 4).
ومرتين في سورة النحل الأولى ﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (سورة النحل آية 11)
والثانية: ﴿وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (النحل 67).
قال ابن عبّاس: السكر ما حرّم من ثمرتيهما، والرزق الحسن ما أحل من ثمرتيهما، وفي رواية: السكر حرامه، والرزق الحسن حلاله.
وفي سورة الإسراء ﴿أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا﴾ (سورة الإسراء آية 91).
وفي سورة الكهف ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا﴾ (سورة الكهف آية 32).
ومرتين في سورة مريم: ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾ (سورة مريم آية 23).
والثانية في سورة مريم: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ (سورة مريم آية 25).
وفي سورة طه، ﴿قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى﴾ (سورة طه آية 71).
وفي سورة المؤمنون: ﴿فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (سورة المؤمنون آية 19)
وفي سورة الشعراء ﴿وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ (سورة الشعراء آية 148).
ومرتين في سورة يس الأولى: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ﴾ (سورة يس آية 34).
وفي سورة القمر ﴿َنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ﴾ (سورة القمر آية 20).
ووردت مرّتين في سورة الرحمن الأولى: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (سورة الرحمن آية 11)، والثانية في: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ (سورة الرحمن آية 68).
وذكرت النخلة في سورة الحشر باسم (لينة) قال تعالى: ﴿مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ (آية 5)، واللينة هي كل شيء من النخل سوى العجوة، أو النخلة الكريمة بلغة الأوس، وفي التفسير الميسّر: ما قطعتم - أيها المؤمنون - من نخلة أو تركتموها قائمة على ساقها، من غير أن تتعرضوا لها، فبإذن الله وأمره؛ وليُذلَّ بذلك الخارجين عن طاعته المخالفين أمره ونهيه، حيث سلَّطكم على قطع نخيلهم وتحريقها.
وفي سورة الحاقة: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ (سورة الحاقّة آية 7).
وفي سورة عبس: ﴿وَزَيْتُونًا وَنَخْلا﴾ (سورة عبس آية 29)
ويستفيد منها الإنسان، والحيوان، ويساهم النخيل أيضاً في حماية البيئة وتجميلها، بالإضافة لإنتاجه للعديد من أنواع البلح، التي تتميز بفوائدها الكثيرة.
اليقطين: ذكر اليقطين أو القرع في (سورة الصافات آية 146) في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ (146(.
أنبته الله على سيدنا يونس (ذو النون) عندما لفظه الحوت فأنس بإنباته، واستظلّ بظلّه.
ويحتوي على عناصر غذائية عديدة، وهو من النباتات التي تحافظ على صحة الجلد والبشرة، وتؤخّر ظهور علامات الشيخوخة، ويفيد في علاج أورام العين، وأمراض الجهاز الهضمي، والتخلص من أمراض نزلات البرد، والإنفلونزا، ويدرّ البول ويفتّت الحصى، وينفع أوجاع الصدر والسعال.
المراجع:
1 ـ تذكرة داود بن عمر الإنطاكي ص 10 (مخطوط)
2 ـ ملتقى أهل الحديث (والتين والزيتون . وطور سينين . وهذا البلد الأمين) أ.د زغلول النجار.
3 ـ مجلة ( المعجزة ) العدد الرابع ، سنة 1429 هـ - 2008 م .
الزيارات: 9083