محمد بن احمد بن سهل الرملي المعروف بابن النابلسي
( / ـ 363 / 973)
الإمام في الحديث والفقه، العالم المجاهد، القدوة الشهيد المحدّث، الزاهد العابد الورع،
أنجبته مدينة الرملة بفلسطين ـ فكّ الله أسرها ـ فنسب إلى الرملة أو إلى نابلس حيث اشتهر بالرملي وابن النابلسي.
حدث عن سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن احمد بن شيبان الرملي، روى عنه تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي.
ومرتبته: صدوق حسن الحديث.
وقف في وجه الدولة العبيديّة الإسماعيليّة التي استولت على مصر والشام، وكان هواه مع الدولة العباسيّة، ويرى أنّ قتال العبيديين (الفاطميين) وبغضهم واجب.
قال أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ (كان ذلك في الكتاب مسطورا) (الاسراء الآية 58).
قال أبو الفرج بن الجوزي أقام جوهر القائد لابي تميم صاحب مصر أبابكر النابلسي وكان ينزل الاكواخ فقال له: بلغنا انك قلت إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهما وفينا تسعة قال: ما قلت هذا بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعه وان يرمي العاشر فيكم أيضاً فإنكم غيرتم المله وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الالهيّه، فشهره ثم ضربه ثم أمر يهوديا فسلخه، وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي وجعله في قفص خشب وأرسله إلى مصر، فلما وصل قالوا أنت القائل: لو أن معي عشرة أسهم وذكر القصة فسلخ وحشي تبنا وصلب.
قال معمر بن احمد بن زياد الصوفي اخبرني الثقة ان أبابكر سلخ من مفرق راسه حتى بلغ الوجه فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه، وأخبرني الثقة انه كان إماماً في الحديث والفقه، شاعرًا عالمًا باللغة والعربية صائم الدهر كبير الصولة عند العامة والخاصة ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن.
وذكروا أنّ الذي تولّى القبض على أبي بكر النابلسي: حاكم دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي، زعيم البدو العقيليين، الذي حرّرها من القرامطة.
وذكر محمد الأصرم صاحب (ترتيب المدارك) أنّ المصريين لمّا هزموا الأعصم الجنابي، وفر أمامهم إلى بلده الإحساء، خرج أبو بكر النابلسي من الرملة خائفا منهم إلى دمشق.
فلما حصل بها، قبض عليه بعض عظمائها، وحمل إلى مصر مع ابنه، في جملة الأسرى الذين قبض عليهم في الهزيمة، وكانوا نحو ثلاثمائة فشهروا على الجمال، وأمر بضرب أعناقهم على النيل، ورمي جثثهم به، إلا النابلسي، فإنه أمر أن يسلخ...وشق السلاخون عرقوبيه، ونفخ كما تنفخ الشاة. ثم سلخ، وهو في كل هذا يقرأ القرآن بصوت قوي، وترتيل، إلى أن انتهى السلخ إلى كتفيه، فتغاشى ثم مات، فصلب جسده، ناحية ثم جلده، بعد أن حُشي ناحية.
وقيل: قال شريف ممن يعانده لما قدم مصر: الحمد لله على سلامتك، قال: الحمد لله على سلامة ديني، وسلامة دنياك "وهذا من مظاهر ثباته على الحق وتمسكه بمذهب أهل السنّة والجماعة.
ونقل ياقوت في معجمه عن أبي الشعشاع المصري قال: رأيت أبا بكر النابلسي في المنام بعدما قتل وهو في أحسن هيئة فقلت له ما فعل الله بك فأنشد يقول:
حبانـي مالكي بدوام عـز وأوعدني بقرب الانتصار
وقربني وأدناني إليه وقال أنعم بعيش في جـواري
_____________________________________________________________
(1) سير أعلام النبلاء ج 16 ص 148 شمس الدين محمد الذهبي. (2) ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم ج 1 ص 97 هبة الله بن أحمد الأكفاني (3) معجم البلدان ج 5 ص 249 ياقوت الحموي. (3) شذرات الذهب ص3 ص 46 لعبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (4) سير أعلام النبلاء ص 1 6 ص 148 شمس الدين محمد الذهبي. (5) تاريخ مدينة دمشق 5906 لابن عساكر علي بن الحسن بن هبة. (6) المحمدون من الشعراء ص 67 القفطي.
الزيارات: 1652