ابن شــاهين
كان مكثراً في الحديث ثقة جمع وصنّف ما لم يصنفه أحد وتمسّك بأدلّة الحديث
أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد
(297/910 385/995)
الحافظ المفيد الكبير، محدّث العراق، واعظ مفسّر، مؤرّخ مصنّف مكثر، أحد أوعية العلم.
لم تذكر المصادر العلميّة مكان ولادته، لكنها تذكر أنّه نشأ ببغداد، وسكن الجانب الشرقي ناحية المعترض" في كنف عائلة علمية، وكان أبوه عالماً من رواة الحديث، وكان جده لأمه قد اشتهر بالعلم، فنشأ شغوفاً بالعلم.
طلب العلم ببغداد وسمع بها: شعيب بْن مُحَمَّد الذراع، وأبا خبيب البرتي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الهيثم الدقاق وغيرهم، وارتحل بعد الثلاثين إلى الشام فسمع بدمشق من أحمد بن سليمان بن زبان، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وأبي علي بن أبي حذيفة وغيرهم.
وعاصر عدداً من جهابذة علم الحديث أمثال: الإمام أبي الحسن الدارقطني، و أبي القاسم البغوي.
ذكر البرقاني ابن شاهين، فقال: كان ثقة، وكان عنده عَن البغوي سبع مائة أو ثمان مائة جزء."
أخبرنا تلميذه القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي قال: قال لنا أبو حفص ابن شاهين: ولدت في صفر سنة سبع وتسعين ومئتين، وأول ما كتبت الحديث سنة ثمان وثلاثمئة، وصنفت ثلاثمئة مصنف وثلاثين مصنف، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، والمسند ألف جزء وخمسمئة جزء، والتاريخ مئة وخمسين جزءاً، والزهد مئة جزء؛ وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة.
قال الخطيب : وسمعت محمد بن عمر الداوودي، يقول : ابن شاهين ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحانا، وكان أيضا لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا، وإذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره، يقول : أنا محمدي المذهب.
وقال الأمير أبو نصر : هو الثقة الأمين، سمع بالشام، والعراق، وفارس، والبصرة، وجمع الأبواب والتراجم، وصنف كثيراً، وأخذ عنه العلم خلق كثير.
قال الذهبي: الشيخ الصدوق الحافظ العالم، شيخ العراق، وصاحب التفسير الكبير، وتفسيره في نيف وعشرين مجلداً كله بأسانيد.
وروي عن ابن الساجي القاص قوله: سمعت من ابن شاهين شيئاً كثيراً وكان يقول: كتبت بأربعمئة رطل حبراً.
له ثلاثمائة وثلاثون مصنّفاً منها: (التاريخ) مائة وخمسون جزءاً، وكتاب (السنّة) سماه صاحب التبيان «المسند» وقال: ألف وخمسمائة جزء، و(ناسخ الحديث ومنسوخه) و(المسند في الحديث) ألف وثلاثمائة جزء، و(تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم) على حروف المعجم، و)تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين) ذكر فيه أسماء من وقف فيهم على تجريح، ولو كان حقهم التوثيق، أو(المختلف فيهم) و(شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن) و(الترغيب في فضائل الأعمال) و(الزهد) و(فضائل سيدة النساء بعد مريم فاطمة بنت رسول الله) و(فضائل شهر رمضان).
نسب ابن شاهين إلى التساهل في التوثيق مقبل الوادعي في المقترح، والحويني في (غوث المكدود)، والدكتور سعدي الهاشمي في مقدمة (نصوص ساقطة من طبعات اسماء الثقات) لابن شاهين.
توفي ببغداد في الحادي عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمئة ودفن بمقبرة باب حرب عند قبر أحمد بن حنبل.
_______________________________
المراجع:
(1) هديّة العارفين م 1 ص 562 إسماعيل الباباني. (2) كشف الظنون في أسماء الكتب والفنون ص 1426 حاجي خليفة. (3) الكامل في التاريخ ج 7 ص 173 علي بن محمد ابن الأثير.(4) سير أعلام النبلاء ج 16 ص 267 محمد بن أحمد الذهبي. (5) شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج 3 ص 117 عبد الحي بن أحمد العكبري. (6) طبقات الحفاظ ج 1 ص 393 عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. (7) طبقات المفسرين ج 1 ص 89 عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. (8) العبر في خبر من غبر ج 3 ص 31 محمد بن أحمد الذهبي. (9) ملتقى أهل الحديث المحدث البغدادي الناقد ابن شاهين، مقال: محمد خلف سلامة.(10) ملتقى أهل الحديث، ابن شاهين ومنهجه في كتابه "المختلف فيهم" عبدالواحد الحاضي.
الزيارات: 2242