أحمد مظهر بن أحمد العظمة

نشر بتاريخ: الثلاثاء، 04 كانون1/ديسمبر 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

نشر الدعوة السلفيّة الخالصة، وحارب الخرافة والبدعة تحت شعار التمدّن الإسلامي
(1327/1909 ـ 1403/1982)
مفكّر إسلامي، كاتب صحفي، رئيس (جمعيّة التمدن الإسلامي) ورئيس تحرير (مجلّة التمدن الإسلامي)، نائب دمشق، ووزير سوري سابق، عضو المجمع الإسلامي الدولي للعلوم والآداب في بولونيا عام 1950، وعضو المجمع العلمي لحوض البحر الأبيض المتوسّط في بالرمو عام 1951. 
ينتمي إلى أسرة تركمانيّة مستعربة منذ مئات السنين، شغل رجالها مناصب عسكريّة وإداريّة في الدولة العثمانيّة، ومنهم شهيد معركة ميسلون البطل يوسف بن إبراهيم العظمة.

ولد في دمشق، نشأ في أسرة متديّنة مشهود لها بالعلم والوطنيّة، وكان أبوه من حفظة القرآن الكريم، توفي والده وهو في الثامنة من عمره، فذاق مرارة اليتم في سن مبكّرة، ونشأ يتيماً في رعاية والدته الشريفة الفاضلة زينب بنت أحمد السفرجلاني.
تردّد على حلقات العلم الديني في المسجد الأموي الكبير بدمشق، وجلس في حلقة محدّث الديار الشاميّة بدر الدين الحسني، وتلميذه الشيخ أبو الخير الميداني، وحضر دروس الشيخ خالد النقشبندي.
أنهى تلاوة القرآن في المدرسة الرشديّة، وأتمّ دراسته الثانويّة في مكتب عنبر بدمشق بتفوّق سنة 1351/1932، والتحق بمعهد الحقوق ومدرسة الآداب العليا بدمشق (كليّة الآداب)، وتخرّج منها سنة 1354/1935.                                                          
مارس المحاماة بعد تخرجه فترة قصيرة، ثم اشتغل بالتعليم، ثم توجّه إلى العراق سنة 1355/1936، وعمل مدرّساً للغة العربيّة وآدابها في مدينة أربيل حتى نهاية ثورة رشيد عالي الكيلاني، وفي حلب بعد عودته من العراق سنة 1941، ثم نقل إلى دمشق.
شارك في تأسيس (دار الأرقم) التي كانت النواة الأولى لجماعة (الإخوان المسلمين) في سوريّة، وشارك في تأسيس (جمعيّة التمدّن الإسلامي) وترأس تحرير مجلتها (مجلّة التمدن الإسلامي)، أكثر من أربعين عاماً، وهي مجلّة إسلاميّة علميّة أدبيّة شهريّة صدر العدد الأوّل في 4/4/1935، وبها كتب المقالات الإسلاميّة الفكريّة، وينشر الدعوة السلفيّة الخالصة، وحارب الأهواء والخرافات، وشارك في تحريرها نخبة من العلماء الفضلاء في الديار الشاميّة.
وافتتح مدرسة التمدّن الإسلامي التي كانت تدرّس العلوم الإسلاميّة بالإضافة إلى المنهج الحكومي.                                   
انتخبه أبناء دمشق ممثّلاً عنهم في آخر انتخابات ديمقراطيّة برلمانيّة تشهدها سوريّة بعد انفصام عرى الوحدة مع مصر.
وكلّف بحقيبة وزارة الزراعة في وزارة السيّد خالد العظم سنة 1383/1963، ثم أضيفت إليه حقيبة وزارة التموين في العام التالي.
وتحدث الموسوعي حسان الكاتب عن مواقفه وأسلوبه فقال: " وقد زاد عن الإسلام في مواقف يستحق بها أن يكون في التاريخ من الخالدين. وساعده في جهاده أن كان لسناً باللغة الفرنسية، تحسبه وهو يخطب (ميرابو) خطيب الثورة الفرنسية.
وأضاف الكاتب: للأستاذ العظمة أسلوب علمي رقيق دقيق، رشيق الألفاظ، لين الجمل، سهل العبارات، مشرق المعاني، بعيد عن المحسنات اللفظية، إلا ما سقط منها عفواً في مواضعه. وهو يعتمد على هذا الأسلوب في معرض البحث والتفصيل والتحقيق."
ونظم قصائد الشعر الإسلامي، ونشر عدّة دواوين منها: (دعوة المجد) 1368/1948 وأهداه إلى روح الرسول (ص) مؤسّس مجد العروبة والإسلام، وإلى تلاميذه وأبطاله، و(سبل السلام) 1373/1953 و(نفحات) 1362/1972  و(المقدّمات) 1364/1974.
ومن جيّده قوله:
نفحات الهدى وردن جَناني        من جنان القرآن والتبيان
كنّ أرقى من العبير وأبقى        في قلوب عطرية الإيمان
جامدات مسبحات لرب        مبدع الكون مبدع الإنسان
وكتب في التفسير والسنة والعقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والتشريع والتربية والحضارة والمدنية والعلم والثقافة والمجتمع والتراجم والخطابة مقالات قيّمة، ونشر كتباً منها: (من الهدي النبوي) و(مذاعات سبيل الإسلام) و(نحو حياة مثلى) خمسة أجزاء، و(من هدي الإسلام) و(التربية الإسلاميّة) و(من إعجاز القرآن) و(الإيجاز وآثاره) و(شرار بني إسرائيل والصهيونيّة) و(الثقافة العربيّة) و(حضارتنا) و(الإسلام ونهضة الأندلس) و(خواطر في الأدب).
توفاه الله بدمشق بعد معانته مع مرض باركنسون ضحى الإثنين 12 ربيع الأوّل 1403 الموافق 27/12/1982.
___________________________________________________________
(1) شخصيات إسلامية ص 136 محمد علي مصلي. (2) شعراء الدعوة الإسلامية ج 8 ص 7 جدع وجرار. (3) ذكريات علي الطنطاوي ج 2 ص 253. (4) دواوين الشعر الإسلامي ص 64 أحمد الجدع. (5) مجلة الفرقان عام 1977، مقال: العلامة المفكّر الإسلامي أحمد مظهر العظمة،  لحسان الكاتب. (6) صحافة الصحوة الإسلاميّة في البلاد العربيّة ص 34 محمد علي شاهين.(7) موقع أحمد معاذ الخطيب، العلامة المفكر الإسلامي أحمد مظهر العظمة، بقلم: حسن الكاتب.

الزيارات: 1636