نصر من الله وفتح قريب
رويتم بدمكم الطهور أرض الإسراء والمعراج يا جند حماس، وأحرزتم فضيلة الجهاد ببذل الأنفس من الأموال والأنفس، وأعدتم إلى النفوس المؤمنة الأمل بالنصر والتحرير في عصر الهزائم والانتكاسات.
أحبكم الله ومنحكم شعبكم ثقته لأنّه كان لكم اليد البيضاء في الهمّة والتضحية والإيثار، وبذل الوسع والاجتهاد، وكان منكم الشهداء والصالحون.
أرأيتم كيف كانت وجوههم الصفراء تقطر سمّا وهم يستقبلون انتصاركم، أعماهم الحقد والكراهية لأنّهم لا يعرفون فضلكم ولا يملكون الجرأة فيعترفوا بأخطائهم السياسيّة التي ارتكبوها بحق أقدس قضيّة.
وتحداكم الخاسرون بدفع رواتب الموظّفين، وقد تركوا لكم خزائن خاوية، وديونا متراكمة، وكأنّ فلسطين لا تملك مقوّمات الدولة التي ناضل المجاهدون من أجل قيامها، ولا تملك الموارد الكافية التي ضاعت هدرا وفسادا.
هدّدوكم بقطع المساعدات وأموال الدعم، إذا لم تتنازلوا عن ثوابتكم، وترضخوا لضغوطهم وقد نسوا أنّ الأوطان لا تهدى ولا تباع، وأنّكم موعودون بالرزق والبركة ما استقمتم على الشريعة وتمسكتم بها.
إن صبرتم على قالة السوء قليلا استمتعتم بالأفضل طويلا، فلا تضيّعوا جهودكم فيما لا طائل وراءه، وتولوا قيادة سفينة الخير والبناء بكل ما تملكون من ثقة وجدارة.
اعلموا أنّكم في هذه البلاد المحتلّة أضيع من الأيتام على مآدب اللئام، فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، فإنّ للصابر المجاهد الكرامة والأثرة، آلا وأنّ للناكل الهارب الهوان والجفوة.
إن كنتم تعلمون أنّكم على حق، وتدعون إلى حق، وتدافعون عن حق، فاصبروا على ما استشهد عليه أصحابكم البنا والقسام وياسين والرنتيسي وعيّاش وإخوانهم الأبرار.
قد نالكم يا فرسان حماس بهذا النصر خير من الله فاقرنوه بشكر، فإنّ الشكر على الخير زيادة في النعمة.
يرمقكم جيل من الشهداء في عليين كانوا مشاعل من نور أضاءوا مسيرة التغيير والإصلاح التي رفعتم شعارها، وآخرون أحياء منحوكم الثقة والتأييد وحسن الظن فلا تخيّبوا ظنّهم.
وعليكم بالصدق فلا رأي لكذوب، وإيّاكم وتغييب الحقيقة والبرهان عن أمتكم فتغييب الحجّة في وقتها خذلان عظيم.
جدّدوا لله خالص نيّاتكم، وأروه الشكر قولا وفعلا ما يزكي به سعيكم، وقولوا الحق ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ولا تبيعوا آخرتكم بدنياكم فتخسرونها والله جميعا.
مفاتيح الخير أنتم يا جند حماس، مغاليق للشر، وما كنتم من المذمومين.
يشدّ أزركم المؤمنون بحق شعبكم في الحياة الحرّة على أرض الحشد والرباط والقابضون على الجمر في الشتات، والمهاجرون والغرباء، وإلى مزيد من الانتصارات.
(الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون). صدق الله العظيم.
وطوبى للغرباء
1/2/2006
الزيارات: 1311