الأيدي الأمينة
تحت عنوان: بشار الأسد يعتزم اتخاذ هذا الإجراء ضد ترامب؟ أعادت (تركيّا بالعربي) نشر تصريحات بشــار الأسد التي جاءت في مقابلة مع (قناة روسيا 24) و(وكالة روسيا سيغودنيا)، كانت قد نشرت يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2019 ورصدتها (الوسيلة).
قلل الأســد فيها من أهــمية إرسال شكوى للأمم المتحدة بشأن ســرقة الولايات المتحدة للنــفط الســوري.
وأشار إلى أن العالم اليوم يعيش بلا قوانين, ناسفاً وجود الأمم المتــحدة والقــانون الدولي.
وقال الأســد: “طبعا هذا شيء طبيعي، ولكن أنا وأنت والكثيرون في هذا العالم يعرفون أنه لا توجد أمم متحدة، لأنه لا يوجد قانون دولي، فكل الشـكاوى التي ترفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة تحــكمها العصــابات وتنطـلق من مبدأ القوة”.
ومع أنه لم يعول على الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأكّد بأن الشــكوى ستبقى في الأدراج, كشـف أن نظامه يعتزم اتخاذ إجراء جديد عبر تقديم شــكوى ضد الولايات المتحدة.
وتابع الأسد: “نعيش اليوم في عالم يشبه الغابة، هو أقرب إلى العالم ما قبل الحــرب العالمية الثانية وليس بعدها. لذلك سنرسل شكوى ولكنها ستبقى في الأدراج”.
* * *
يؤكّد بشار الأسد في المقابلة الصحفيّة بأنّ العالم اليوم يعيش بلا قوانين، وأنّه لا توجد أمم متحدة لأنّه لا يوجد قانون دولي، وأن الشكاوى التي ترفع إلى الأمم المتحدة تبقى في الأدراج، وأن العالم اليوم شبه غابة، ويشبه هذا العالم بعالم ما قبل الحرب العالميّة الثانية. فلا مانع لديه من ارتكاب كافّة الجرائم بحق شعبه.
ومع هذا فسيقدم شكوى ضد الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى الأمم المتحدة بسبب سرقة النفط السوري، الذي كان في أيد أمينة، ومن من السوريين لم يسمع مقولة حافظ الاسد لما سأله عضو بمجلس الشعب عن مصير ايرادات النفط باحدى الجلسات قبل أن يختفي هذا السائل؟ إنّه بأيد أمينة.
ولأن العالم كما يؤمن بشار بلا قوانين، فليقتل بكل استهتار في هذه الغابة مليون سوري، وليشرّد ستّة ملايين، وليهدم المدن العامرة على رؤوس ساكنيها، وليستخدم اسلحة الدمار الشامل ضد شعبه، وليطلق الشبيحة النصيريّة، وليستقدم العصابات الشيعيّة من العراق ولبنان وأفغانستان لحماية كرسيّه، وليمنح روسيا ـ وكأنّ سوريّة تركة ورثها عن أبيه ـ حقوق التنقيب عن الغاز والبترول والفوسفات، وتشييد القواعد العسكريّة الجويّة والبحريّة مجاناً، في غياب المساءلة، لحمايته من ثورة شعبه.
وليطلق العمامات السود في بلاد الشام شرقاً وغرباً، بحثاً عن شخص لديه الاستعداد لسبّ الصحابة واتهام أمّنا عائشة ـ رضي الله عن عائشة وأبيها ـ والتخلّي عن دينه مقابل حفنة من (التومان) الإيراني.
وضرب عرض الحائط جميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسوريّة وفي مقدمتها القرار 2254 باعتباره الارضيّة الأساسيّة لانتقال سياسي يهدف إلى إنهاء النزاع السوري.
ولأن العالم في خيال بشّار شبه غابة، وفي شريعة الغاب: أنّ قول رئيس الذئاب هو القانون، فليفعل ما يشاء، وليقتل ما شاء له أن يقتل، وليفترس ما شاء له أن يفترس، أليس العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف.
ولأنّ هذا العالم في خياله المريض أشبه بعالم ما قبل الحرب العالميّة الثانيّة فلا مانع لديه من إلقاء قنبلة مثل قنبلة هيروشيما على شعبه لإعادة الشعب السوري إلى بيت الطاعة الأسدي.
والله إنّ الأمم المتحدة تستحق كل هذا الوصف القبيح، لأنّها منحت طفلها المدلّل الشرعيّة، ولم توقف عدوانه على شعبه، ولم تحاسبه على جرائمه، وهي تعلم حق العلم حقيقة الانتخابات المزوّرة التي تجري في سوريّة منذ نصف قرن.
وإنّ أمريكا التي يتهمها بشّار بسرقة النفط السوري، تستحق هذه التهمة، لأنّها تعلم حجم الأموال المنهوبة من سوريّة المودعة لدى البنوك العالميّة باسم عائلة الأسد وشاليش ومخلوف والأخرس وغيرهم، وتفاصيل الامبرطوريّة العقاريّة التي تتوزّع بين لندن وباريس وموسكو، وآخرها العقارات الفخمة التي اشترتها الأيدي الأمينة لصالح آل الأسد ومن يلوذ بهم في أبراج موسكو، بعد أن أصبحت روسيا ملاذا آمنا لنظام الأسد وأمواله المنهوبة، ودرعاً حامياً لنظام القتلة من المساءلة والمحاسبة، مكتفية بالعقوبات الشكليّة.
وطوبى للغرباء رئيس التحرير
1/12/2019 محمد علي شاهين
الزيارات: 1120