أبو الفرج عبد الله بن الطيّب كاتب الجاثليق

نشر بتاريخ: الثلاثاء، 03 تموز/يوليو 2018 كتب بواسطة: Iman

أحد نجباء الحضارة الإسلاميّة في دار السلام
(    /    ـ 435/1043)
بقلم: محمد علي شاهين
من كبار أطباء بغداد الحكماء المصنّفين المشهورين في صناعة الطب، فيلسوف شارح لكتب الفلسفة.
احد نجباء الحضارة الإسلاميّة التي شارك في بنائها إلى جانب المسلمين في دار الإسلام أهل الأديان والملل والنحل.
وكان شديد الاعتداد بنسبه، يقول السهروردي: "كان أبو الفرج يقول: أنا من أولاد (قولوس)، وكان قولوس ابن اخت (جالينوس)، ولمّا بعث الله المسيح كان (جالينوس) شيخاً عاجزاً، فبعث إلى عيسى عليه السلام ابن أخته قولوس، واعتذر إليه وقال: أنا محبوس بالهرم".

قال ابن أبي أصيبعة: "هو الفيلسوف الإمام العالم أبو الفرج عبد الله بن الطيّب، وكان  كاتب الجاثليق (مقدَّم الأَساقفة) متميزاً في النصارى ببغداد، ويقرئ الطب في البيمارستان العضدي، جليل المقدار واسع العلم ، شرح كثيراً من كتب أرسطو وأبقراط وجالينوس،  وكانت له قوّة في التصنيف، وأكثر ما يما كانت تؤخذ عنه إملاء من لفظه.
وكان معاصراً للشيخ الرئيس ابن سينا، وكان ابن سينا معاصره يحمد تصانيفه في الطب، وأما في الحكمة فكان يذمه، ومن ذلك قال في مقالته في الرد عليه ما هذا نصه: "إنه كان يقع إلينا كتب يعملها الشيخ أبو الفرج أبو الطيب في الطب ونجدها صحيحة مرضية خلاف تصانيفه التي في المنطق والطبيعيات".
وقال أبو الخطاب محمد بن محمد أبي طالب في كتاب الشامل في الطب: "أن أبا الفرج بن الطيب أخذ عن ابن الخمار وخلف من التلاميذ أبا الحسن بن بطلان وابن بدرج والهروي وبني حيون وغيرهم".
وكان طبيباً ماهراً ولكن لم يكن فصيحاً في كلامه، ومن كلامه: "من مدحك في ما ليس فيك فقد مدح غيرك".
ومن أقوال المأثورة: "إذا أقبلت الدولة خدمت الشهوات العقول، وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات".
ووصفه ابن القفطي فقال: "فيلسوف فاضل مطلع على كتب الأوائل وأقاويلهم، مجتهد في البحث والتفتيش… قد أحيى من هذه العلوم (أي فلسفة أرسطوطاليس وطب جالينوس) ما دثر وأبان منها ما خفي… وشيخنا أبو الفرج عبد الله بن الطيّب بقي عشرين سنة في تفسير ما بعد الطبيعة ومرض من الفكر فيه مرضه كاد يلفظ نفسه فيها…". فهذا الذي قدم شروحاً قيّمة لكتب أرسطوطاليس وفرفوريوس الصوري وجالينوس وأبقراط اهتمّ أيضاً بتفسير الكتب المقدّسة النصرانيّة بأجمعها، كما أنّ له كتباً عقائديّة وأخلاقيّة وفقهيّة عدّة، قسم منها نشره علماء أوربيون، وقسم ما زال طيّ المخطوطات.
له تصانيف كثيرة في المنطق وغير ذلك، كان عالماً بالروميّة واليونانيّة، متقدماً في صناعة الطب، فسّر كتب أرسطوطاليس وأبقراط، وجالينوس وصنّف كتباً كثيرة منها: (تفسير كتاب قاطيغورياس لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب باريمينياس لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب أنالوطيقا لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب سوفسطيقا لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب الخطابة لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب الشعر لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب الحيوان لأرسطوطاليس) و(تفسير كتاب أبيديميا لأبقراط) و(تفسير كتاب الفصول لأبقراط) و(تفسير كتاب طبيعة الإنسان لأبقراط) و(تفسير كتاب الأخلاط لأبقراط) و(تفسير كتاب الفرق لجالينوس) و(تفسير كتاب الصناعة الصغيرة لجالينوس) و(تفسير كتاب النبض الصغير لجالينوس) و(تفسير كتاب أغلوتن لجالينوس) و(تفسير كتاب الأسطقسات لجالينوس) و(تفسير كتاب المزاج لجالينوس) و(تفسير كتاب القوى الطبيعية لجالينوس) و(تفسير كتاب التشريح الصغير لجالينوس) و(تفسير كتاب العلل والأعراض لجالينوس) و(تفسير كتاب تعرف علل الأعضاء الباطنة لجالينوس) و(تفسير كتاب النبض الكبير لجالينوس) و(تفسير كتاب الحميات لجالينوس) وغيرها.  
وله مقالات عديدة منها مقالة في القوّة الطبيعيّة، ومقالة في العلّة لم جعل لكل خلط دواء يستفرغه، ولم يجعل للدم دواء يستفرغه مثل سائر الأخلاط ؟ ، وله تعاليق في العين، ومقالة في الأحلام وتفضيل الصحيح منها من السقيم على مذهب الفلسفة، ومقالة أملاها في جواب ما سئل عنه من إبطال الاعتقاد في الأجزاء التي لا تنقسم.
___________________________________________________________________ (1) تاريخ حكماء الإسلام ص 43 علي بن زيد البيهقي. (2) الأعلام م 4 ص 94 خير الدين الزركلي. (3) عيون الأنباء في طبقات الأطباء ج 1 ص 323 موفق الدين أحمد بن يونس. (4) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (الحكماء والفلاسفة) رقم 19عامر النجّار. (5) تواريخ الحكماء والفلاسفة ج2 ص  شمس الدين السهروردي. (6) طبقات الأطباء، ابن أبي أصيبعة. (7) موقع تحوّلات، الفكر السرياني وأثره في الفكر العربي الإسلامي، الأب سهيل قاشا. (8) مخطوط عن العين لأبي الفرج عبد الله بن الطيّب.

الزيارات: 2046