عصام الدين أبو الخير أحمد بن مصطفى بن خليل طاشكبري زادة

نشر بتاريخ: الإثنين، 08 تشرين1/أكتوير 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

كان بحراً زاخراً مصنفاً راضياً بالحق عارياً عن المكابرة والعناد
(901/1495 ـ 968/1561)
مؤرخ عثماني، عالم موسوعي، مستعرب، ينسب إلى مدينة طاش كوبري وتتبع مدينة تشلدر بولاية أردهان.
ولد في بروسة، ونشأ في أسرة علميّة بمدينة أنقره وبها ختم القرآن الكريم، وتأدب وتفقه، أخذ عن أبيه الفقه والحديث والتفسير ومبادئ العربيّة، فلمّا اطمأن لعلمه وأدبه قال: "إني قضيت ما علي من حق الأبوة فالأمر بعد ذلك إليك"، يقول أبو الخير: وما أقرأني بعد ذلك شيئا، ثم قرأت على خالي "وكان أبوه مدرّسا بحسينيّة أماسية، وقرأ على عمّه قاسم بمدرسة خسرو بمدينة بروسة، ثم قرأ على محي الدين الفناري، ومحمد القوجري ولازمه، ثم على قاضي زادة محمد الشهير بميرم جلبي، وكمل عنده العلوم الرياضية وقرأ على غير هؤلاء.


اشتغل بالتدريس في عدد من المدارس منها: مدرسة ديمهتوقه سنة 931، ثم مدرسا بمدرسة المولى الحاج حسن بمدينة قسطنطينية سنة 933، ومدرّساً باسحاقية اسكوب سنة 936، ولي القضاء بمدينة بروسة سنة 952، ثمّ بالقسطنطينية سنة 958، وكان أول من تصدى لتراجم الدولة العثمانية.
عني بكتابة السير والتراجم، وجمع مناقب علماء الروم (الترك) سنة 965/ 1555 وجعلهم عشر طبقات في كتابه (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية)، كتبه باللغة العربية، وضمّنه سير 522 من علماء وشيوخ الطرق, وترجم بعد ذلك إلى اللغة التركية، وله كتاب (العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم) و(نوادر الأخبار في مناقب الأخيار).
جمع مقالات القوشي، والجلال الدواني، ومير صدر الدين وغيرهم، في (حاشية على حاشية التجريد)، وألف (رسائل الاستقصاء في مباحث الاستفتاء) و(الجامع في المنطق) و (المعالم في علم الكلام) و(فتح الأمر المغلق في مسألة المجهول المطلق)، و(مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم) ويعد من أوسع المصنفات العربية التراثية في تقسيم العلوم وأغزرها، وهو أحد الكتب الموسوعية الجامعة لأصناف العلوم وموضوعاتها وعلمائها
وله رسالة في الآداب (متن آداب البحث) رأى فيها أنّ النظرُ بالبصيرةِ مِن الجانبينِ في النسبةِ بين الشيئينِ إظهاراً للصوابِ، عدّد فيها تسعة آداب للمناظرة، ووظيفة السائل والمعلّل.
وله في الطب رسالة (الشفاء في أدواء القوباء)، وفي العلوم (الرسالة الجامعة لوصف العلوم النافعة).
وله (حاشية على تفسير الكشاف للزمخشري) و(شرح الفوائد الغياثية في المعاني والبيان) و(شرح عوامل المئة لعبد القاهر الجرجاني).
أجرى الأحكام الدينية إلى أن أصابه الرمد الشديد ففقد بصره فاستعفى من القضاء، قال صاحب العقد المنظوم: وكان بحراً زاخراً مصنفاً راضياً بالحق عارياً عن المكابرة والعناد، إذا أحسن من أحدٍ مراءً أمسك عن التكلم، وهذا دليل علي أنه: كان رحمه الله تعالي طالب آخرةٍ يبتغي مرضاة ربه عز وجل.
______________________________________________________________ 
(1) كشف الظنون ص 874 و ص 1057 حاجي خليفة. (2) شذرات الذهب ج 8 ص 352 لعبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (3) معجم المؤلفين ج 2 ص 177 عمر رضا كحالة. (4) الأعلام م 1 ص 257 خير الدين الزركلي. (5) منتدى الأزهريين نبذة من سيرة العلامة طاش كبرى زاده.

الزيارات: 1621