شمس الدين أبو المظفر يوسف بن عبد الله قزاوغلي سبط ابن الجوزي

نشر بتاريخ: الثلاثاء، 06 تشرين2/نوفمبر 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(582/1186 - 654/1256)
مؤرخ مهتم بالتراجم والأعيان، أحد كتّاب السيرة النبويّة، محدث فقيه مفسر، واعظ مشهور حنفي المذهب له صيت وسماع في مجالس وعظه وقبول عند الملوك، حفيد عبد الرحمن الجوزي لأمه، وقز أوغلي تعني ابن البنت (سبط).
تركي الأصل، بغدادي المولد، (وكان هو يقول : أخبرتني أمي أن مولدي سنة 82 (نشأ في كنف جده أبي الفرج ابن الجوزي وأخذ عنه العلم، وعن عبد المنعم بن كليب، وعبد الله بن أبي المجد الحربي،

وبالموصل على أبي طاهر أحمد، وعبد المحسن ابني الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي، وبدمشق على عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي عمر بن قدامة، وغيرهم، قدم دمشق فوعظ بها واستوطنها وروى عن جده ببغداد     المدرسة البدريّة بدمشق
وكان فاضلا في علوم كثيرة حسن الشكل طيب الصوت، وكان يتكلم في الوعظ جيداً، وتحبه العامة على صيت جده، ونزل دمشق وأكرمه ملوكها وولى التدريس بها.                             قال السبكي: وكان واعظ الزمان وكان له قبول عظيم وشاهدت منه عجبا كان يطلع على المنبر في بعض الأيام ويحدق الناس إليه وينتحب ويبكي ويبكى الناس معه.
وكان إماما، فقيها، واعظا، وحيدا في الوعظ، علامة في التاريخ والسير، وافر الحرمة، محببا إلى الناس، حلو الوعظ، لطيف الشمائل، صاحب قبول تام..
ألّف كتاباً في التاريخ هو (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان) قال ابن خلكان رأيته بخطه في أربعين مجلداً، وقال صاحب مدينة العلوم وأنا رأيته في ثمان مجلّدات لكن ضخام بخط دقيق، وقد عظم شأن (مرآة الزمان) القطب التوسي فقال: في الذيل الذي كتبه بعدها بعد أن ذكر التواريخ قال فرأيت أجمعها مقصداً وأعذبها موردا وأحسنها بيانا وأصحها رواية تكاد جنة ثمرها تكون عياناً مرآة الزمان، وقال في ترجمته كان له القبول التام عند الخاص والعام من أبناء الدنيا وأبناء الآخرة، ولما ذكر أنه تحول حنفيا لأجل المعظم عيسى، قال أنه كان يعظم الإمام أحمد ويتغالى فيه، وعندي أنه لم ينقل عن مذهبه إلا في الصورة الظاهرة، وقال الحافظ الذهبي: روى عن جده وطائفة وألف كتاب (مرآة الزمان) فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يجنف ويجازف.
وهو كاتب غزير التأليف، واسع الاطّلاع،  له كتاب (إيثار الإنصاف في مسائل الخلاف) في الفقه المقارن، و(الترجيح للمذهب الصحيح) وهو كتاب في الفقه المقارن أيضاً، رجّح فيه مذهب الإمام أبي حنيفة، وكتب في السيرة النبويّة (منتهى السول في سيرة الرسول) و(معادن الإبريز) و(الانتصار) وفي التراجم (تذكرة الخواص من الأمّة في ذكر مناقب الأئمّة) في ذكر الأئمة الاثني عشر، و (الجليس الصالح) في أخبار موسى بن أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق، و(مناقب أبي حنيفة)، و( كنز الملوك في كيفية السلوك) وهو حكايات ومواعظ، و(مقتضى السياسة في شرح نكت الحماسة) وكتاب في (تفسير القرآن) قال اليافعي: تسعة وعشرون مجلدا، و(شرح الجامع الكبير) في الحديث، و(اللوامع في أحاديث المختصر) صنف في تسعة عشر مجلدا.
نزل دمشق ولقي فيها القبول عند العامّة والخاصّة، وكان يلقي دروسه على طلبة العلم في المدرستين الشبليّة والبدريّة، روى عنه خلق كثير منهم: المعز عبد الحافظ الشروطي، والزين عبد الرحمن بن عبيد، والنجم موسى الشقراوي، والعز أبوبكر بن عباس بن الشائب، والشمس محمد بن الزراد، والعماد محمد بن البالسي، وجماعة.
و لم يكن مجلس من مجالسه يخلو من جماعة يتوبون بل كان كثير من أهل الذمة يسلمون في مجالسه، و الناس كانوا يبيتون في مسجد دمشق في الليلة التي يعظ في غدها انتظاراً لوعظه.
ترجم له : الحافظ أبو شامة المقدسي في (ذيل الروضين)، و الحافظ عبدالقادر القرشي في (الجواهر)، و أبو المحاسن في (المنهل الصافي)، و ذكر: أن من بعده من المؤرخين عالة على كتابه (مرآة الزمان)، ودافع عنه القطب اليونيني الحنبلي وبرأه مما قالوه في ذيل (مرآة الزمان).
وكانت وفاته بدمشق ليلة الثلاثاء 21 ذي الحجّة 654 هـ، ودفن في بيته، وقبره معروف بجبل قاسيون.
______________________________________________________________
(1) كشف الظنون ص 1723 حاجي خليفة. (2) معجم المؤلفين ج 13 ص 324 عمر رضا كحالة. (3) فهرس الفهارس ج 2 ص 1138 محمد عبد الحي الكتاني. (4) شذرات الذهب ج 5 ص 266 لعبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (5) أبجد العلوم ج 3 ص 93 صديق حسن خان القنوجي. (6) البداية والنهاية ج 13 ص 58 إسماعيل بن عمر ابن كثير. (7) طبقات الشافعيّة الكبرى ج 8 ص 239 عبد الوهاب السبكي.(8) ترتيب الأعلام على الأعوام م 1 ص 424 خير الدين الزركلي، ظاظا وتميم. (9) الأعلام ج 8 ص 256 خير الدين الزركلي. (10) صورة المدرستين البدريّة والشبليّة بدمشق.

الزيارات: 1449