مشاركات
عزلة وانفراد أم تميّز وتفرد
منذ أن أرسل الله جل شأنه رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق تعهَّد له ولأمته من بعده ببقائها وديمومتها واستمراريتها إلى يوم الدين ولو كره الكافرون {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف:9].
ومنذ انطلاقة هذه الرسالة الإلهية السامية حملت في ثناياها العدالة المطلقة والتسامح البيِّن والاحترام الجليَّ للعقل البشري مع الوضوح التام في المعتقدات والشرائع؛ فجاءت سامية المبادئ شاملة البيان سهلة التكيف مرنة الاندماج مع المتغيرات البشرية والحياتية، متناغمة بتآلف ودود مع الفطرة والطبيعة الإنسانية، محملةً بالوصايا الربانية للنبي صلى الله عليه وسلم ثم لكل من ولي أمراً لبني البشر بالتزام الرفق وإحقاق الحق ومحاربة الظلم ورفع العنت والإصر والأغلال عن الرقاب طالما ناءت بحملها الثقيل وأنَّت تحت نير الجهل والقهر والاستعباد من الإنسان لأخيه الإنسان.
شعوب تكسر قيودها
إن الناظر المستقرئ والمتأمل المتفكر في حال الأمة وما آلت إليه من ضعف وانهيار، وتشرذم وتقطع أوصال، وتفشي فساد وانحدار، وتضاؤل في الانتاج والأداء الحضاري، وخاصة في القرن الماضي وهذا القرن الوليد، يجد ان الداء المستشري في جسدها هو داء التسلط والفرعنة، والتوريث الجبري للحكم، مع تتابع الذراري المتماثلة في الاسلوب والتفكير، مع من سبقها، على حكم الشعوب العربية البائسة المكدودة، والتي خرجت من حروب القرن العشرين بخفي حنين، وتجن غير المزيد من الفرقة والفقر والانهزام، وضياع السد المنيع الذي كان على ضعفه يمثل حاجزا مهيبا في وجه الاستعمار، وهو الخلافة الاسلامية فتناثرت الامة أمما وابتلعها لسنين طوال عجفاء غول الاستعمار الغاشم والذي بدا له بعد صراع مرير مع الأمة التي لا يموت فيها الإباء ولا تنمحي من قاموسها كلمة الجهاد ما دام كلام الله يتلى آناء الليل وأطراف النهار أنها لن تقدر على البقاء طويلا في مرابع الإسلام، ولكن مكر الليل والنهار يسفر دائما عن المزيد من الكيد للإسلام وأهله، فآثرت قوى الغرب الرحيل العسكري وأبقت من استطاعت من دهاتها وتبنت من ارتضى من مفكريها حتى غدو ابواقا لفكرها
القراءة ثم القراءة
الحمد لله الذي خلق، خلق الإنسان من علق، سبحانه علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم.
والصلاة والسلام على معلِّم الناس الخير سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين حملوا مشاعل النور إلى البشرية.
قد لا يختلف الناس نظرياً، في أهمية القراءة، فالقراءة هي الباب الأعظم لولوج ميادين العلم والفكر والثقافة، إنما يختلفون في مقدار ما يقرؤونه، وفي اختيار ما يقرؤون، وفي جعل قراءاتهم أكثر فائدة وأعظم فاعلية، وفي زرع حب القراءة في نفوس أولادهم وذويهم.
وسنتحدث – إن شاء الله – في ثلاثة حلقات عن القراءة.
في الحلقة الأولى هذه نجيب بإيجاز عن هذه الأسئلة: ماذا نقرأ؟ ولماذا نقرأ؟، ومتى نقرأ؟ وكيف نقرأ؟.
وفي الحلقة الثانية نناقش الخيار بين القراءة السريعة، والقراءة المتأنية، وإهمال القراءة.
وفي الحلقة الثالثة الأخيرة نتحدث عن قراءة الكتب لدى أبنائنا، كيف نحببهم بها، وكيف نوجههم إلى ما يناسب كل مرحلة من مراحل أعمارهم.
* * * * *
يا أهل الشام ماذا بعد الهجرتين
يا أهلنا في الشام ، وأحرار الأمة ، أيها الصابرون المرابطون ، تكبّرون وأنتم تذبحون وتحرقون ، وتخجل بطولاتكم جبين الجبناء والمتخاذلين، كسهام من نار وشواظ تنطلق تكبيراتكم لتحط في نحور الجبابرة ، وترتد إليكم عبقا من نصر وفخر وشهادة ، والنصر يا أهل البطولة صبر ساعة ،ولكنّ ساعتكم طالت وامتدت أياما وليالي ، وأمتكم تنتظر الأمم المتفرجة لكي تتخذ قرارا بنصرتكم ،كما انتظرت ذلك قبل عقودا ،وأنتم تقتلون بيد الحاكم الأب الهالك، وكما انتظرت قرنا كاملا وهي ترى الاقصى يحرق ويهدم حجرا حجرا، وأبناؤه يشرّدون في أصقاع الأرض ،ويقتلون ويؤسرون ،ثمّ في غزّة يحرقون ،فماذا تنتظرون ؟
حكــم وأقوال عبد الباقي يوســــف
عبد الباقي يوســف
* ثمة أناس يبتغون أن يسـري كل شــيء وفق مشيئتهم: ألا يجوعوا، ألا يبردوا، ألا يمرضوا، ألا يحزنوا. وأن يؤيدهم الناس كافة من مختلف شتاتهم.
عجـب أمر هؤلاء، فإن تحقق لهم كل هذا فلأي شيء ســوف يعيشـــون.
* إن ضرورة الحزن والسقام والجوع بالنسبة للإنسان في حضن الحياة هي كضرورة قر الشتاء، وحر الصيف، وسقوط أوراق الخريف بالنسبة للربيع في حضن الطبيعة.
* علينا أن نتذكر دوما أن الطعام الطيب يستمد طيبه على قدر ما فيه من حمض وملح وحاد وحلو ومر. علينا أن نتذكر أن الورود هي ورود على قدر ما توخزها أشواكها وهي لا تكف من تقديم رحيقها لهذه الأشواك التي لا تكف عن وخزها كل ربيع.