أبومنصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي

نشر بتاريخ: الإثنين، 04 آذار/مارس 2019 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(236/   - 333/944)
إمام الهدى، رئيس أهل السنّة من الحنفيّة، أصولي متكلم، من كبار العلماء، وصف بأنّه إمام المتكلمين ومصحح عقائد المسلمين، وناصر الدين القويم، أحد جهابذة الفكر الإنساني.
ينسب إلى ماتريد محلة بسمرقند ببلاد ما وراء النهر (جيحون)، (جمهوريّة أوزباكستان اليوم)
تخرج بأبي نصر العياضي الذي أسره الكفرة فقتلوه صبرا، وعلى نصير بن يحي البلخي، وعلى محمد بن مقاتل الرازي أحد أعلام التفسير، وعلى أبي بكر أحمد بن اسحاق الجوزجاني، وكان هؤلاء الأربعة قد تتلمذوا على أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني تلميذ أبي يوسف يعقوب، ومحمد بن الحسن الشيباني، الذين لازما الإمام أبي حنيقة وأخذا عنه.


وتفقه عليه فقهاء عصره، أمثال: اسحاق بن محمد الحكيم السمرقندي، وعلي بن سعيد الرستغفني، ونصر بن محمد البخاري السمرقندي، وعبد الكريم بن موسى البزدوي.
رأى أنّ السبيل التي يوصل بها إلى العلم بحقائق الأشياء ثلاثة: (العيان والأخبار والنظر). وننقل عن الشيخ ناصر بن أحمد الأحمد في بحثه عن الماتريديّة بعض ما ذهب إليه الماتريديّة باختصار: "ومصدر التلقي عند الماتريديّة العقل، وهم بهذا وافقوا المعتزلة والأشاعرة، وهناك تداخلاً كبيراً بين هذه المدارس الكلامية الثلاث، فهي جميعاً انطلقت في مناهجها من أصل واحد وهو: جعل العقل أساساً لمعرفة العقيدة.
لكن الماتريدية لا تقدم العقل مطلقاً كالمعتزلة، بل يقولون بأن العقل يدرك ظواهر الأشياء، ولا يدرك ماهيتها وحقيقتها، وهي محاولة فهم للتوسط بين العقل والنقل.
والماتريدية كغيرها من الفرق الكلامية ذهبوا إلى القول بالمجاز في القرآن والحديث واللغة، والمجاز عندهم أصل منهجي يعتمدون عليه في تقرير العقيدة وأصول الفقه.
والتزمت الماتريديّة بالمنهج العقلي أساساً في التلقي، لذا صار التأويل والتفويض أصلاً من الأصول المنهجية التي يقوم عليها منهج الماتريدية في تقرير العقيدة.
الماتريدية لا تأخذ بأحاديث الآحاد في باب العقائد، فلا يحتجون إلا بالقرآن وبالحديث المتواتر، وقالوا: لأن أحاديث الآحاد تفيد الظن، ولا تفيد العلم اليقيني، فلا يقبلون إلا ما كان قطعيَّ الدلالة".
ونهض أبو منصور الماتريدي وتلاميذه بتصحيح عقائد المسلمين في الأقاليم الشرقيّة من العالم الإسلامي، وصنّف التصانيف الجليلة وردّ أكاذيب أقوال أصحاب العقائد الباطلة.
ألف في التفسير، وعلم الكلام، وأصول الفقه، وله شرح للفقه الأكبر، ورسائل في العقيدة الماتريدية.
له كتاب (التوحيد) وكتاب (المقالات) وكتاب (رد أوائل الأدلة للكعبي) و(الرد على تهذيب الكعبي في الجدل) و(رد وعيد الفسّاق للكعبي) و(رد الأصول الخمسة لأبي محمد الباهلي) وردّ على المعتزلة في كتاب (بيان أوهام المعتزلة) و(رد كتاب الإمامة لبعض الروافض) و(المقالات) وله كتاب (تأويلات القرآن) وهوكتاب لا يوازيه فيه كتاب بل لا يدانيه شيء من تصانيف من سبقه فى ذلك الفن، ويسمى (التأويلات الماتريديّة في بيان أصول أهل السنة وأصول التوحيد) الذي جمعه الإمام علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي في ثماني مجلدات، و(مأخذ الشرائع في أصول الفقه) ورد على القرامطة في كتاب (الردّ على القرامطة)، وشرح الفقه الأكبر المنسوب إلى أبي حنيفة،
توفي بسمرقند، ودفن بها.
___________________________________________________________________
(1) كشف الظنون ج 1 ص 335 و336 و1408 وج 2 ص 1782 حاجي خليفة. (2) الأعلام م 7 ص 9 خير الدين الزركلي. (3) طبقات الحنفيّة ج 1 ص 130 محمد بن الحسين الأزدي. (4) طبقات المفسرين ج 1 ص 69 عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. (4) مجلّة آفاق الثقاغة والتراث, أبو منصور الماتريدي وشيئ من مسائله، الشيخ سلينات غاوجي الألباني. (5) ملتقى أهل الحديث، الماتريديّة، الشيخ ناصر بن أحمد الأحمد (باختصار).

الزيارات: 1424