المقالات الافتتاحية
طال ليلك يا شعب فلسطين فمتى تقول كلمتك. ؟
روعت مأساة فلسطين أحرار العالم عندما انتزع شعب آمن من أرضه، وارتكبت بحقه مجازر بشعة، وسرعان ما تحولت القضية الفلسطينية من قضية إنسانية إلى قضية إسلامية عندما هبت الشعوب المسلمة لحماية مقدساتها في فلسطين ونصرة شعبها لأن أخوة الإيمان عامل مهم في حشد القوى والطاقات، وكادت قوافل المجاهدين أن تعبر الحدود تلبية لنداء شعب فلسطين واستغاثتهم، لولا أن أسرعت دول الطوق بالتوقيع على معاهدات الهدنة ووقف إطلاق النار، فدخلت القضية في طور جديد، وراهن حكام العرب على جيش الانقاذ الذي ابتدعوه، وعلى قرارات الأمم المتحدة، وتحولت القضية عن مسارها الصحيح إلى نزاع حدودي.
وتحت شعار تحرير فلسطين ومسؤولية ما جرى في فلسطين وقعت انقلابات عسكرية في مصر وسورية والعراق وليبيا والسودان، حتى اليمن لم يسلم من الانقلابات، واتهم القوميون الحكومات بالرجعية والتواطؤ مع العدو، وربط التقدميون التحرير بالحل الاشتراكي، واستنذفت الأموال لشراء السلاح على حساب التنمية، وفرضت حالة طوارئ على الشعوب العربية لا نهاية لها، وانتهكت حقوق الإنسان على نطاق واسع باسم القضية الفلسطينية.
وتبين بعد نصف قرن أننا نسير خلف السراب، واعترف عبد الناصر وقد تعلقت به الآمال أنه لا يملك مخططا لتحرير فلسطين، وجيئ بالشقيري وعرفات، وعقد الملوك والرؤساء العرب لمنظمة التحرير لواء تمثيل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ومضت عشر سنوات استفرد ممثلو السلطة الفلسطينية بالقرار الفلسطيني، وعقدوا الاتفاقات دون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني ولم يستفتوه ولو مرة واحدة في قضاياه المصيرية.
وجرت انتخابات حرة وديمقراطية فازت فيها منظمة حماس التي أبلت خلال سنوات الانتفاضة مع فصائل المقاومة البلاء الحسن بثقة الشعب الفلسطيني على برنامج واضح المعالم.
وكان من حق الشعب الفلسطيني على حماس أن تشكل الوزارة الفلسطينية ما دامت تتمتع بالأكثرية وفق التقاليد الديمقراطية المعروفة في العالم المتمدن لتنفيذ برنامجها.
ولم تخيب حماس الآمال فشكلت الوزارة الفلسطينية متمتعة بثقة المجلس التشريعي، وتنفس المخلصون الصعداء، وحسبوا أن القضية الفلسطينية سائرة في منعطف جديد وخاصة بعد أن تخلت إسرائيل عن تعهداتها، ولحست توقيعها في أوسلو ومدريد وشرم الشيخ، وباشرت بتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري (الهجومي)، وظن المخلصون أن الحكومة الجديدة تملك سلطة محاسبة الفاسدين والقطط السمان الذين أوغلوا في المال العام، وأثروا على حساب الفقراء والبائسين.
وكانت المشكلة المالية تمثل التحدي الأول الذي وضع أمام حكومة إسماعيل هنية، حيث تسلمت الحكومة خزائن فارغة وديون متراكمة، وامتنعت إسرائيل عن تسليم وزارة المالية الأموال التي تقتطعها لصالح الحكومة الفلسطينية، وتبلغ نحو أربعمائة مليون دولار وهو مبلغ كاف لدفع أجور الموظفين والعاملين عن الأشهر الأربعة الفائته، وامتنعت البنوك المحلية عن تحويل المساعدات والدعم المالي من الجامعة العربية والدول المانحة، وكادت سلطة المعابر أن تصادر الأموال التي حملها أبو زهري والزهار ووزير الإعلام الفلسطيني، لأنها ستساهم في حل جزئي للضائقة المالية، وكأنه ليس من حق الشعب الفلسطيني تلقي الدعم الخارجي الغير مشروط، دون التنازل عن الثوابت الفلسطينية التي بذل المخلصون الغالي والنفيس في سبيلها، وفدوها بالمهج والأرواح، ولم تبذل السلطة أية جهود لوصول أموال الدعم إلى الحكومة الشرعية، ولم تقدم أية مبادرات لحل الأزمة المالية، وشاركت في عملية الضغط على حماس لإظهارها بمظهر العاجز عن إدارة موارد الدولة و دفع رواتب الموظفين، ورضيت بأن تتسلم أموال الدعم الأوروبي لتكون البديل.
وأشهرت السلطة سيف الاستفتاء العام على وثيقة الأسرى وكأنها الحل السحري للقضية لإحراج حماس أمام الرأي العام، والتمهيد لحل البرلمان، قبل أن تعطى حماس الفرصة الكافية لتنفيذ برنامجها، منتهزة أجواء الحصار الظالم والتجويع وخواء الميزانية، للالتفاف على خيار ممثلي الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والتأثير على الناخبين، ولو كلفها الاستفتاء الملايين التي هي بأمس الحاجة إليها، وكان على السلطة أن تبذل طاقتها لإطلاق سراح الأسرى حتى يدلوا بدلوهم في قضايا الوطن أحرارا من قيد السجن وظلامه.
وبينما كانت الفصائل الوطنية تقترب من الوصول إلى وثيقة تفاهم وتعاون للخروج من أزمتها، كانت إسرائيل تبحث عن سبب للتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي.
وما أن قام المقاومون بخطف جندي إسرائيلي في معبر سالم حتى قامت الدنيا ولم تقعد، وانقض جيش الدفاع الإسرائيلي على غزة التي اختارت مشروع حماس.
وجاء الوسطاء العرب والأجانب من كل حدب وصوب بمبادراتهم (الخيرة) لتحرير جندي إسرائيلي مدلل، غير عابئين بمشاعر عشرة آلاف معتقل يقبعون في سجون الاحتلال حيث تنتهك حقوقهم الإنسانية صباح مساء، ولا بمأساة أسرهم التي تعيش حالة بؤس وحصار.
ذلك لأن إسرائيل في غياب المعتصم والحجاج قد أصابها الغرور في زمن العجز العربي حتى أنها كانت تتبادل بكل حفنة من جثث قتلاها مئات الجنود والضباط الأسرى العرب تحت علم الأمم المتحدة، إمعانا في إهانتنا والتقليل من شأننا.
فهل نستغرب أن تتبادل إسرائيل بجندي واحد آلاف الأسرى لنجدد أحزاننا وننكث رؤوسنا الفارغة في التراب.
طال ليلك يا شعب فلسطين فمتى تقول كلمتك. ؟
وطوبى للغرباء
1/7/2006
الانتصارات المزيفة والكؤوس الفارغة
كم رجل له اليد البيضاء في الهمة لا يقنع بما دون الغاية، ولا يقعد عن الاجتهاد والسعي، وآخر مصروف الهمة إلى اللهو، أو يخلط الجد بالهزل، فيحرم ذلك الشرف الكبير.
نحن أمة تعيش اليوم أكبر محنها تسقط المروءة عندها ويثلم وقار أبنائها اشتغالهم باللعب، أنا لا أقول اللعب بالحمام وشراء الكباش للنطاح والديوك للنقار، مع مقتي لممارستها وكراهيتي لمشاهدتها، ولكنني أشير إلى ظاهرة خطيرة دونها الحمام والكباش والديوك.
الأعداء يواصلون نهب ثرواتنا، ويحرمونا من استثمار عائدات نفطنا، ويسرقون مياهنا، ويحتلون أجزاء غالية من بلادنا، ويبنون المستعمرات العسكرية، ويواصلون رفع جدران الفصل العنصري أمام عيوننا، ويجتاحون مدننا، ويضعون عواصمنا تحت مرمى أسلحتهم، ويذيقونا كأس الذل والعار ونحن نلهث خلف الكؤوس الفارغة في الاستادات الرياضية الفارهة.
نسينا معارك الشرف في القادسية وحطين وذات السواري، وانتكسنا في حمأة الملاعب الخضراء والمناطق الخضراء نبحث عن الانتصارات المزيفة وحصد الكؤوس والميداليات.
أين الملاحم والقصائد والرايات تزف البشرى بانتصار العروبة والإسلام وترتقي بالذوق العام، من صفير الحمقى في الملاعب، والكلمات السوقية النابية، والهياج المسعور، والتعليقات السمجة التي ترددها تلك الأبواق.
شتان بين البطولة الحقة لرجال أبطال شجعان وفرسان أوفياء أمثال: أبي عبيدة وخالد وطارق وبين هذه الهياكل المتخشبة المزيفة المحقونة بالمنشطات المشغولة بنرجسيتها عن بلوغ المنى.
أية تربية هذه التي تتم في في الملاعب للجمهور، إذا كان الاعتداء على الحكام واللاعبين بالقوارير الفارغة، والتخريب المتعمد للمنشآت الرياضية، والاشتباكات بين أنصار النوادي والمنتخبات الرياضية، أسلوبا غوغائيا تمارسه النظارة في كل مناسبة غير عابئة بما يكتب عنها من مخاز في الصحافة الملتزمة.
صرف الشباب وهم أمل الأمة عن الاهتمام بالقضايا العامة، وإشغالهم عن متابعة ما يدور في العالم الإسلامي من فساد، وانتهاكات متواصلة لحقوق المواطن، وقمع للحريات، وتخريب فكري وعقائدي متعمد، قضية في منتهى الخطورة.
تغييب الجمهور عن القضايا المصيرية الكبرى في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها، وإشغاله بما يدور في الملاعب من تفاصيل تافهة بما فيها زيارة المنتخب العراقي للولايات المتحدة لإجراء مباراة ودية، والمشاركة في (بطولة دلاس) وكأن المباراة على أرض الرافدين قد توقفت، فقضية تحتاج من المفكرين الإسلاميين والقوميين إلى وقفات.
ومن هذه المدرسة المصروفة عن الحق والحقيقة عرفت رجلا يشتري الصحيفة اليومية فينتزع منها الصفحة الرياضية، ثم يرمي بالباقي غير عابئ بأسماء الموتى ولا بالمانشيت الذي يتصدر الصفحة الأولى باللون الأحمر.
إن المال العام يهدر بشكل مخيف على حساب التنمية الحقيقية، في عالم إسلامي تنتشر بين ضلوعه المجاعات وسوء التغذية، وتفتك به الأمراض والأوبئة، وترتفع فيه معدلات الأمية والفقر والمرض والبطالة والعنوسة ويتم فيه تشغيل الأطفال على نطاق واسع، حتى أن بعض أبناء المسلمين يبيع أعضاء جسمه لتسديد نفقات أسرته، ويلقي بنفسه في عرض البحر طلبا للهجرة، ولست هنا بصدد نشر الإحصاءات عن هذه الآفات الاجتماعية المخيفة، ولا عن حجم المبالغ المرصودة في ميزانية الدول الغنية والفقيرة على السواء في منطقتنا كل عام على بناء المدن الرياضية والأستادات والملاعب الأولمبية، التي تستثمر مرة واحدة أو عدة أيام في كل عام ثم تتكفل الدولة بصيانتها على حساب دافع الضرائب المسكين، أما شراء اللاعبين الأجانب، ومنحهم الهدايا والهبات، واستيراد المدربين بمبالغ خيالية فمسألة تدعو إلى القلق.
وحتى لا يظن القارئ أننا نتحدث من فراغ عن دول إسلامية تتسابق على صرف الملايين على هكذا مشاريع، نسجل بعض الأرقام المنشورة من مصادرها دون تعليق:
خصص الديوان الأميري في قطر مبلغ ستة ملايين دولار لبناء (مدينة الدوحة) في بلدة سخنين بفلسطين المحتلة، تشجيعا لفريق الكرة المتميز خلف الخط الأخضر.
وجرى تبوير 80 فدانا من أجود الأراضي الزراعية في محافظة البحيرة لبناء مدينة رياضية تقدر كلفتها 200 مليون جنيه مصري.
وقدرت تكاليف إقامة المدينة الرياضية التي تعتزم دبي إقامتها ب 736 مليون دولار في إطار مشروع ترفيهي سياحي ضخم أطلق عليه (دبي لاند) تبلغ كلفته خمسة مليارات دولار.
ووضع حجر الأساس في مدينة الحديدة باليمن لبناء مدينة رياضية بتكلفة مقدارها ملياري ريال يمني.
وبدأت وزارة الأشغال والإسكان في مملكة البحرين بتنفيذ مشروع مدينة الشيخ خليفة الرياضية بتكلفة تتجاوز 9 ملايين دينار بحريني...... الخ.
أما حجم الملايين التي تنفقها الدول الإسلامية على تحرير وطباعة الصحف الرياضية المتخصصة والصفحات الرياضية في الصحف اليومية، وعلى المحطات الفضائية الرياضية المتخصصة التي تبث برامجها ليل نهار، وما يتبع تلك الفضائيات من جيوش المراسلين والصحفيين فيدعو للذهول في أمة يموت أطفالها جوعا، ولا يجد المرضى ثمنا للدواء.
لم تستطع دولنا أن تعيد بناء الخط الحديدي الحجازي على أهميته بعد مرور تسعين عاما على إنشائه، واستطاعت أن تبني عشرات المدن الرياضية بمدة قياسية وبأعلى المواصفات العالمية.
لم نستطع توفير ماء الشرب للقرى العطشى، ولم نوقف زحف الصحراء، وبقيت جبالنا جرداء، ولا يجد الفلاح في ديار المسلمين ثمنا للبذار، ولا يزال يستخدم المحراث الروماني في شق الأرض والنواعير لريها، ولا توجد في كثير من الدور بيوت خلاء، وينام الفلاح مع بقرته في بعض المناطق الريفية، ويربي الناس الدجاج على أسطح المنازل لتوفير البروتين رغم إصابتها بانفلونزا الطيور، ولا يراجعون الطبيب إلا لأخذ شهادة الوفاة، كل ذلك بسبب الفساد، واختلال ترتيب الأولويات.
اعلموا أن علو الهمة وسموها مقرون دائما بشرف النفس وسداد الرأي والشجاعة، وويل لأمة تؤثر اللعب والشهوات إذا اشتغل كبارها بما يتلهى به الأطفال.
وطوبى للغرباء.
1/6/2006
نحن لا ننفي مواطنينا ولكننا نقتلهم بموجب القانون 49 منذ عام 1980
في ظل الحزب الأوحد قائد الدولة والمجتمع، وقانون الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة منذ عام 1963 صدر قانون جائر متوحش وحاقد، لم تعرف البشرية له مثيلا في التخلف والهمجية.
وصفه علماء القانون بأنه جريمة متواصلة لا زالت ترتكب في وضح النهار ضد الإنسانية باسم القانون أمام سمع العالم وبصره، واعتبروه انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، ومخالفة فظة لجميع القيم الأخلاقية والشرائع السماوية.
وطعن المحامي هيثم المالح في دستورية الجهة التي أصدرته، وطعن في دستورية ما يصدر عنها من قوانين وقال: إن مجلسا كهذا لا يعتبر في الفقه الدستوري ممثلا للشعب، والقوانين التي تصدر عنه إنما هي قوانين لا تمثل إرادة الشعب وبالتالي فهي بحكم المعدومة، ولا يجوز الأخذ بها.
وهكذا مرر في مجلس الشعب السوري القانون 49 بتاريخ 7/7/1980 وجرى التصديق عليه من قبل رئيس الجمهورية في 8/7/1980 أي بعد يوم واحد من تمريره، وبسرعة لفتت الأنظار، حتى قيل إنه حمل باليد، ولم يعرض هذا القانون على المحكمة الدستورية بسبب مخالفته قانون العقوبات السوري، ومخالفته للمعاهدات الدولية.
والضحية جماعة دعوية مؤمنة مصابرة، تكالبت عليها قوى الظلام، لأنها طالبت بالعدالة وتكافؤ الفرص والحرية، ومقتت الظلم والطغيان والإرهاب، وفضحت الفساد، وكشفت عورات النظام وشعارات الوهم، ولم تلهث خلف السراب.
منح هذا القانون الحاقد شرعية قتل الأبرياء، فحرم الأطفال من الابتسامة والعطف، والأمهات من دفء العلاقات الأسرية الحميمة، وطعن الإعلام المنافق في وطنية الأحرار الشرفاء، وشكك بانتمائهم للوطن الذي أحبوه وافتدوه بالأرواح والمهج.
ولم تكتف الجهة التي مارست قتل مواطنيها باسم القانون سيء السمعة داخل البلاد السورية، بل مارست الضغط على البلدان التي لجؤوا إليها لإعادتهم إلى السجون والمعتقلات، وتنفيذ قانون العار بحقهم.
أما الجهة التي أوكل النظام إليها تطبيق أحكام قانون الإبادة فهي جهة قاصرة عن تحقيق العدالة، لأنها جهة غير مختصة وغير مؤهلة وغير مستقلة، ولا تسمح للمتهم بالدفاع عن نفسه أو توكيل محام للدفاع عنه، وتلجأ إلى انتزاع الاعترافات بالتعذيب، وتصدر أحكامها بشكل قطعي غير قابل للاستئناف، وهذه الوقائع ماثلة أمامنا لا تحتاج إلى دليل أو برهان.
وتمسكت الدولة بهذه القانون الاستثنائي حتى أصبحت نشازا بين الأمم الحرة، لتحمي نفسها من الإدانة تحت دعوى مكافحة الإرهاب، ومن المحتسب وقد أزكمت الأنوف رائحة الفساد، رغم غروب شمس الامبراطورية السوفييتية، وانفراط عقد الأنظمة الشمولية البائدة التي كانت تتعلق بأذيالها.
إن القوى الخيرة مدعوة اليوم لفضح جميع الجرائم التي ارتكبت باسم هذا القانون وما رافقه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية، والكشف عن القتلة والمجرمين الذين استباحوا دماء الآلاف من أبناء شعبهم وساموه الخسف وسوء العذاب.
والأغرب من هذا أن تغفل بعض قيادات الأحزاب الإسلامية عن هذه الحقيقة وهي تستعد لعقد مؤتمرها القادم، وتغض الطرف عما جرى من إعدام الآلاف من أبناء الحركة الإسلامية على خلفية هذا القانون الجائر، وبدون محاكمة خارج القضاء، بعد إهدار دمائهم، وتمنح قتلة إخوانهم التأييد، وتعطي من يطبق هكذا قانون صك الغفران.
تحضرني الذاكرة الآن فأستعيد جانبا من تصريح الدكتور فاروق الشرع أمام المؤتمر الثالث لفروع الجبهة الوطنية التقدمية في أواخر كانون الأول 2003 بأنه لا يوجد منفيون سوريون، وأنه: (يجب أن لا يتذرع مواطن سوري في الخارج أو يزعم أو يدعي أنه منفي، فنحن لا ننفي مواطنينا(.
صحيح أنكم لاتنفون عشرات الألوف من مواطنيكم لكنكم أيها الرفاق الطيبون، ذوي القلوب الرحيمة تلقون القبض عليهم إذا عادوا من منافيهم الاختيارية وتعدموهم بموجب القانون 49 لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية في العالم التي بغيابها عن ساحاتها ينمو التطرف ويترعرع الإرهاب، ويستشري الفساد.
أما الذين كتبت لهم النجاة من أنياب هذا القانون الجائر، فلقد شهدت لهم الجامعات والمعاهد والمدارس وكافة ميادين العمران المدني والعمل الثقافي والانتاج الفكري في ديار الاغتراب بالعطاء المتميز، ولو علم الذين طاردوهم، وقننوا القوانين لاستئصالهم، ما هم عليه من سعادة، وما أفاء الله عليهم من خيرات ونعم ببركة الهجرة، وذرية صالحة، ومحبة الناس واحترامهم لقاتلوهم بالسيوف.
وطوبى للغرباء
1/5/2006
لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر
تتحدث الرواية التاريخية عن امبراطور صيني حكيم استطاع بدهائه أن يرسل إلى قتيبة بن مسلم الباهلي طبقا من ذهب فيه تراب من ثرى الصين، ليطأها قتيبة ويبر بيمينه، لأنه يعلم أن سور الصين لا يستطيع أن يقف حاجزا دون بلوغ جيش قتيبة خان باليق (بكين).
واليوم وقد عفا على سور الصين الزمن، وأصبح مكانا مفضلا لالتقاط الصور التذكارية، تواصل إسرائيل مشروعها المريب (جدار الفصل العنصري) دون توقف وبوتيرة عالية، مرحلة بعد مرحلة منذ 23 حزيران 2002 مستغلة الظروف الدولية، وحالة الانهيار العربي، وسط صمت رسمي إقليمي وعربي وشعبي يصل إلى درجة الخيانة، وتواطؤ دولي يصل إلى درجة التشجيع والدعم، غير عابئة بمأساة شعب سلبت حقوقه المشروعة، ولا باستغاثات من وقع عليهم الظلم والعدوان من المعذبين والمضطهدين والمشردين، ولا بأصوات الاحتجاج الواهنة، ولا بقرارات محكمة العدل الدولية التي ذهبت أدراج الرياح.
حيث قامت بتفتيت الأرض وتجريفها، وتقطيع أوصالها، ومصادرتها بقرارات عسكرية وإدارية، وضمها إلى المستوطنات بالقوة، واقتلاع أشجار الزيتون، والاستيلاء على الآبار وأحواض المياه الجوفية، وهدم البيوت والمزارع وتدميرها.
وتشتيت العائلات وتشريد الأسر، وعزل التجمعات السكانية للمواطنين وحجزهم خلف الجدران وتقييد حركتهم، وفصل الفلاحين عن أراضيهم، والرعاة عن حمى قراهم، وحرمان الطلاب من الوصول إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، والحيلولة دون وصول المرضى إلى المستشفيات والمراكز الصحية، والتسبب في فقد العائلات مصادر رزقها.
مشروع خطير لم ياخذ العبر من جدار برلين، ولا خط بارليف، ولا الدروس من تجربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، يفتقد الشرعية والقانونية، لا يمكن تبريره بالضرورات العسكرية أو بمتطلبات الأمن القومي، له نتائجه الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة على المنطقة، لأنه يشكل انتهاكا متواصلا صريحا وواضحا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولكافة المواثيق والأعراف والمعاهدات والقرارات الدولية.
ويعتقد جنرالات إسرائيل وهم يواصلون تنفيذ مشروعهم بعيدا عن حكمة الصين، بأن القرى المحصنة (المستعمرات) والجدر (جدار الفصل العنصري) تحول دون تحقيق وعد الله للمؤمنين بالنصر.
(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) (الحشر الآية 14)
وعندما يتسلم الراية رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الجدار كما فتحت حصون يهود: الأخبية والوطيح والسلالم وناعم والصعب وخيبر.
وساء صباح المنذرين.
وطوبى للغرباء
1/4/2006
انتكاس اللغة التصويريّة في الصحافة الغربيّة
تتالت صحف الغرب على نشر رسوم ساخرة مسيئة إلى الرسول الكريم كانت قد نشرتها الصحيفة الدانماركيّة (جيلاندزبوستن) وأعادت نشرها الصحيفة النروجيّة (مغازينات) متذرّعة بحريّة التعبير التي لا تنهض في عصر العولمة إلا بالإساءة إلى مشاعر المسلمين، ناسفة الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات، وإذا أضفنا إليها ما يكتب وينشر عن الإسلام والمسلمين نصل إلى نتيجة بلغها (السفير هوفمان) دون عناء حيث يقول: إنّ خوف الغرب ومرارته من الشيوعيّة كانا نسبيّا معتدلين ولفترة قصيرة بالمقارنة بقرون معاداة الإسلام ؛ وإنّك إذا سبرت غور النفس الأوروبيّة ولو بخدش سطحي صغير لوجدت تحت الطبقة اللامعة الرقيقة عداء للإسلام عقدة فيينا التي يمكن استدعاؤها في أي وقت، وهذا ما حدث في أوروبا خلال العشرين سنة الماضية.
وحتى لا يظن ذوي الثقافة الضحلة أنّ هذه الحرب الإعلاميّة التي يشنّها الغرب على الإسلام والمسلمين هي الحرب الأولى، كان لزاما علينا التذكير ببعض الأسلحة التي استخدمت في الماضي للنيل من الإسلام وتشويه صورة المسلمين، وتهييج الجموع عليه، وفي مقدمتها الفنون لما للفن من تأثير على مشاعر الناس وتوجّهاتهم.
وكان (مونتغومري واط) قد أدرك أن أوروبا الوسيطية أفرزت ظاهرتين لا يمكن لأي باحث جاد أن يتعامل معهما بلا مبالاة، تتمثل الأولى في الصورة الشائهة تماما التي ولدتها أوروبا عن الإسلام، وتبرز الثانية في التجذر الهائل الذي تمكنت الايديولوجيا الصليبية من ترسيخه في قلوب وعقول الأوروبيين عن الذات وعن الآخر.
وإذا كان الهدف المعلن للصليبيين يتجلى في الدعوة إلى استعادة الأماكن المقدسة بالطرق العسكرية، فإنهم من أجل ذلك، استثمروا كل الوسائل الكفيلة بتكوين متخيل جمعي يعلي من شأن الذات ويقدم الآخر في أشكال انتقاصية، شيطانية، تمنح لكل المنخرطين في الحركة العامة حوافز التعبئة والإيمان بعدوانيته وشراسته، لدرجة يصل فيها المحارب إلى خلق شعور لديه بأنه حين يحارب ضد المسلمين، فإنه يحارب الظلام قصد إشاعة الأنوار.
استخدام الصورة في الحروب الصليبيّة:
وصف شهاب الدين المقدسي، أحد مؤرّخي الحروب الصليبيّة العرب، المركيز صاحب صور بأنّه كان من أعظم قادة الفرنج حيلة وأشدّهم بأسا، وأنّه الأصل في تهييج الجموع وذلك أنه صوّر القدس في ورقة عظيمة وصور فيها صورة القيامة التي يحجون إليها ويعظمون شأنها وفيها قبر المسيح الذي دفن فيه بعد صلبه بزعمهم وذلك القبر هو أصل حجهم وهو الذي يعتقدون نزول النور عليه في كل سنة في عيد من أعيادهم فصور القبر وصوّر عليه فرسا عليه فارس مسلم راكب وقد وطىء قبر المسيح (عليه السلام) وقد بال الفرس على القبر، وأبدى هذه الصورة وراء البحر في الأسواق والمجامع والقسوس يحملونها ورؤوسهم مكشفة وعليهم المسوح وينادون بالويل والثبور، وللصور عمل في قلوبهم فإنها أصل دينهم فهاج بذلك خلائق لا يحصي عددهم إلا الله تعالى وكان من جملتهم ملك الألمان وجنوده فلقيهم المركيز لكونه أصلا في استدعائهم إلى هذه الواقعة فلما اتصل به قوى قلبه وبصره بالطرق وسلك به الساحل خوفا من أنه إذا أتى على بلاد حلب وحماه نازلهم المسلمون من كل جانب ومع ذلك لم يسلموا من شن الغارات عليهم ؛ ويضيف المقدسي قائلا: ولقد وقفت على بعض كتب الخبيرين بالحرب وقد حدّد فارسهم وراجلهم بخمسة آلاف بعد أن كانوا قد خرجوا على ما ذكر بمئتي ألف فانظر إلى صنيع الله مع أعدائه. (1)
لوحات كهنوتية :
وفي مدينة بيزا رسم (أندره أركانيا) سنة 1335 م لوحة (الجحيم) جعل فيها مكانا يعذب فيه من هم أشد من المتكبّرين، وهم عند الرسام أركانيا: الرسول (ص) والدجال وابن رشد.
وفي مدينة بيزا أيضا احتفظت كنيسة (القديسة كاترينا) بلوحة للفنان (فرنسسكو تريني) كان قد رسمها عام 1940 م نجد فيها القديس (توما الإكويني) جالسا على كرسيه في مهابة وأستاذية، بينما تتجه إلى عقله أشعة نورانية مصدرها الرب الممثل بمركز الضوء في أعلى اللوحة، بيده كتاب (طيماوس) و(أرسطو) الممسك بيده كتاب (الخلقيات) ؛ ويظهر (أرسطو) و(إفلاطون) كل منهما في أحد جانبي اللوحة، وشعاع نورهما يلتقي بالنور الإلهي عند القديس (توما) الذي يمسك بيده مجلدا من الكتاب المقدس، يفتحه على عبارة (فم الجاهل مهلكة له، وشفتاه شرك لنعشه) ؛ وعلى ركبتيه كتبه الكثيرة، تشع نورا على علماء الكنيسة المجتمعين حوله ؛ أما الجاهل الذي فمه مهلكة له، وشفتاه شرك لنعشه، فهو في اللوحة ابن رشد، الذي يظهر في الصورة منعزلا منقلبا على قدمي القديس (توما) في صورة الهائج الساخط المشاق لله والعاصي لتعاليمه، والذي لا يكاد ينهض على مرفقيه من شدة العناء، وإلى جواره شرحه الأكبر على (أرسطو) مفتوحا، وملقى على الأرض، ومثقوبا بشعاع من نور القديس (توما الإكويني).
وفي مدينة فلورنسا لوحة معلقة في كنيسة (سانتا ماريا توفلا) نجد ابن رشد يقدم قربانا يضحى به في سبيل القديس (توما الإكويني).
وفي (بوفلماكو) لوحة لا زالت معلقة في كنيسة (سان بترون) رسم فيها الرسول (ص) وإلى جانبه ابن رشد موصوفا بالزنديق. (2)
سر العداء بين المسيحية والرشدية:
أثرت آراء ابن رشد تأثيرا عميقا، من خلال الترجمة، في الفلسفة اليهودية، وقدمه المترجمون من تلاميذه إلى العالم المسيحي اللاتيني.
وقد تأثر العلماء المسيحيون عميقا بابن رشد كتأثر العلماء اليهود، وقد أدت شروح ابن رشد إلى ردود فعل قوية بين المسلمين في الأندلس، وبين التلموديين، ثم في العالم المسيحي.
واعتبر رجال الدين المسيحي ابن رشد الذي حرص على التوفيق بين الفلسفة والدين، وأقبل على الكلام والفلسفة حتى صار يضرب به المثل فيهما، و(أرسطوطاليس) شرا واحدا، وكان ابن رشد قد أيّد نظرية (أرسطو) في خلود العالم، وحرم البابا في عام 1231 قراءة مؤلفاتهما ما لم تكن مهذبة غاية التهذيب.
وفي عام 1277 شجب أسقف باريس 219 غلطة في مذهب ابن رشد و(أرسطوطاليس) ؛ وبهذا عدّ ابن رشد ملحدا كبيرا، وأعظم أعداء الدين المسيحي. (3)
الدعاية المعادية للإسلام في منحوتات الكنائس:
لقد ألان الله للمسلمين الحجر كما ألان لداود عليه السلام الحديد، فنقشوا على صفحته البيضاء الآيات الكريمة، والجمل المفيدة، وصنعوا منه المنابر والمقاصير والمقرنصات، وزخرفوا المحاريب ونقشوا كلمتي التوحيد والبسملة تحت القباب والقناديل، فأنطقوا الحجر بحب الله والرسول الإنسان.
بينما كان الغربيون كما وصفهم (دوزي) في ظلام الجهالة، لا يرون النور إلا من سم الخياط يعكفون على تجسيد الكراهية بعد أن أعياهم القلم وخذلتهم الحجّة والبرهان.
وجاء في استطلاع (لانرت ليمان) عن معرض الفنان الشيلي المولد (كلاوديو لانغه) في متحف الفنون الإسلاميّة في برلين، حيث قام (لانغه) باقتفاء آثار الدعاية المعادية للإسلام في منحوتات كنائس العصور الوسطى في أوروبا، وخرج بنتيجة تناقض ما يروّجه تاريخ الفنون المتداول من تقليل الهوّة التي تفصل بين الأعداء مفادها: أن عودة النحت إلى الحياة في القرن العاشر الميلادي التي تصنف عادة بالرومنطيقية، كانت حسب رأيه في الحقيقة دعاية تصويرية ذات طابع إعلامي ثوري غايتها الدعوة إلى الحرب المقدسة ضد الإسلام.
والقطع الرئيسية من بين هذه الأعمال هي في رأي (لانغه) تلك التجسيدات المعادية للإسلام التي لم تحظ إلى حد الآن بما ينبغي من الانتباه والتي غايتها الترويج لفكرة إمكان التغلب على الحضارة الإسلامية الراقية، والتعبير عن النخوة الانتصارية للمسيحية.
وبدعم من مؤسسة (ريمتسما) للثقافة والعلوم قام (لانغه) بزيارة كنائس من العصر الوسيط في كامل أوروبا، وأجرى فحصا دقيقا على كل واجهاتها ورسومها ونقوشها الداخلية بحثا عن كل الصور المجسدة المعادية للإسلام، وكان لسعيه حصيلة هامة، ويا لهول ما رأى: هنا أزواج تتجامع في وضعية الصلاة الإسلامية، وهناك رجال برؤوس معممة ينتفون لحيهم أو يلوحون بذكورهم المختونة الضخمة، نساء محجبات يعرضن فروجهن لأعين المتفرجين، حمير تعزف على آلات موسيقية عربية، وجوه فظيعة بأشداق مفتوحة وأسنان طويلة حادة يحكم أصحابها أيديهم على آذانهم صورة تجسد سخرية واضحة من مؤذني الجوامع تلك كانت حصيلة بحوث لانغه.
وكوصمة مميزة تظهر شخصيات الصور العارية كلها محيية بحركة من اليد المحكمة على الصدر.
إنها، حسب (لانغه) صورة عن عدو المسيحية ككائن فاسد منحرف، منذور للهزيمة، مجسدة ومنعكسة هنا في الإسلام.
مواطن القطع الأثرية المكتشفة:
أغلب هذه التصويرات اكتشفها دكتور علم الأديان والفنان المستقل (لانغه) على أرض شبه الجزيرة الإيبرية، فقد كانت إسبانيا الكاثوليكية وحتى القرن الخامس عشر منشغلة باسترداد سلطتها على أرض الأندلس، وكان ذلك بالتالي مبررا لأعمال تجسيد المعاداة للإسلام والاستحواذ على القطع الأثرية ذات الطابع العربي واستعمالها في بناء الكنائس كغنائم حرب (وليس كدليل إعجاب كما يعلن لانغه)، وقد اكتشف لانغه أيضا صورا لنمور وسباع تستمني في فرنسا، وقردة تضرب على الطبل في كولونيا، ومسلمين مقيدين يرفعون سقف كنيسة في براغ، وفرسان يمتطون ظهور أتراك في فورتسبورغ، ورجل بعمامة تمزقه السباع في السويد.
صورة لعدو خارجي:
كانت تلك المنحوتات حسب رأي (لانغه) وسائل تحسيس وتجنيد جماهيرية لشعوب في أغلبيتها لا تعرف القراءة والكتابة.
والمسؤول عن ذلك في رأيه هي الكنيسة التي كانت تبحث عن صورة لعدو خارجي مشترك وموحد بعد أن فشلت محاولات إرساء سلام داخلي في أوروبا.
كانت الكنيسة تسعى عن طريق هذا العمل التوحيدي إلى تأسيس سلطتها وإلى الإعداد للحروب الصليبية عبر هذه الحملة الدعائية الحجرية.
يقول (لانغه): وإذا العالم الغربي تبعا لذلك يؤسس ذاته على قاعدة الحقد على الإسلام.
ومن بين الأمثلة التي تعبر عن الحرب التي كانت تشنها الكنيسة ضد التأثيرات الثقافية الإسلامية داخل أوروبا يذكر (لانغه) ما تعرضه لوحة تصويرية عن الجنة في غيرونا.
وقد استطاع بمساعدة علماء النباتات أن يكتشف أن الصورة المجسدة للشجرة التي تناول منها آدم وحواء ثمرة الخطيئة الأولى والتي كانت تتدلى من بين أغصانها الحية إنما ذات الطابع الروحاني والتي تستعمل عادة لغايات طبية هي في الواقع شجرة التفاح كمادة أساسية لاستحضار الأدوية، وكان العرب هم الذين جلبوها إلى أوروبا.
لقد كان النحاتون يدركون جيدا ما الذي كانوا يفعلونه يقول (لانغه): إنه متأكد تماما أن تلك اللغة التصويرية كانت في متناول فهم الناس في ذلك الزمن.(4)
فهل تبحث أوروبا عن عدو مشترك بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لترسي سلاما داخليا بين حكوماتها ؟
أم أنها تعيد تأسيس سلطتها لأنها تعد لحرب صليبية قادمة عبر حملتها الدعائية المغرضة ؟
وهل انتكست اللغة التصويرية في الصحافة الغربية على مقدار فهم الناس إلى هذا الدرك، حتى بلغت من الجرأة على مقام الرسول (ص) ما بلغت تحت دعوى حرية التعبير.
وطوبى للغرباء
1/3/2006
* * *
المراجع:
1 الروضتين في أخبار الدولتين ج 4 ص 15 2
2 نظرة جديدة إلى التراث ص 45 د.محمد عمارة.
3 الفكر العربي والعالم الغربي ص 18 56 يوجين أ. مايرز.
4 الإسلام في الكاتدرائيات: صور أعداء المسيح في المنحوتات المسيحية، معرض صور لكلاوديو لانغه في متحف الفنون الإسلامية (متحف برغاما) ببرلين، ترجمة : علي مصباح